دينا عمارة: لم يكن من قبيل الصدفة أن تخرج عن صمتها الذي دام3 سنوات وأن تقرر الظهور علي إحدي القنوات الفرنسية مرتدية الزي الإسلامي الكامل والاكثر أن تقوم ميلاني نجمة الراب الفرنسية بإصدار كتاب بعنوان من الراب إلي الله تحكي فيه رحلتها مع الأدوية المهلوسة والمصحات العقلية قبل أن تكتشف السكينة في دين الإسلام, توقيت ظهور الكتاب يأتي في الوقت الذي قامت فيه مجلة شارلي إبدو بنشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم, مما يوحي أن التزامن كان مقصودا خاصة أن دخولها الإسلام ليس حديثا وإنما يعود إلي عدة سنوات. ديامس أو الجوهرة كما تحب ميلاني أن يطلق عليها لم تستطع أن تخفي سعادتها من المبيعات القياسية التي حققها الكتاب بعد يومين فقط من طرحه في الأسواق, فهي تعتبر ذلك أبلغ رد علي زوبعة الرسوم المسيئة, ولكن يبدو أن للإعلام الفرنسي رأيا أخر, فما هي إلا ساعات معدودة بعد ظهورها علي محطة التليفزيون حتي شن البعض هجوما عنيفا عليها قائلين إن زواجها من المسلم الفرنسي عزيز هو الذي دفعها إلي إعتناق الإسلام وإرتداء الحجاب, بينما ذهب البعض الأخر إلي أن هذا مجرد شو إعلامي من نجمة الراب لجذب الإنتباه ليس أكثر, ولكن هل تحتاج ديامس فعلا إلي جذب الإنتباه؟ لطالما عرفت ديامس ذات الأصول اليونانية في أغانيها بانخراطها في حملات منظمة العفو الدولية ضد موجات العنف التي تذهب النساء ضحيتها, وأبدت تعاطفها أمام وسائل الإعلام مع الفرنسيين الذين لا يتوافر لديهم سكن مناسب, كما ساندت أيضا تصويت الشباب ضد الجبهة الوطنية وزعيمها جون لوبان وابنته ماري, مما جعله يطالبها بالدخول معه في مناظرة تليفزيونية لمناقشة موضوع الهجرة الا انها اعتذرت, لم يسلم ساركوزي هو الأخر من إنتقادات ديامس الحادة حتي أنها وصفته في أغنيتها فرنسيتي أنا ب الفاشي والديماجوجي وذلك خلال فترة ترشحه للإنتخابات عندما كان يتنافس مع سيجونال روايال التي اتخذت من عنوان الأغنية شعارا لها في حملتها معلنة عن إعجابها بأغاني ديامس داعية الفرنسيين للاستماع اليها. إذن لم تكن تلك المطربة ذات ال32 عاما في حاجة إلي مزيد من الشهرة, بالعكس ربما تكون الشهرة الزائدة عن الحد هي بالتحديد ما كانت تشكو منه نجمة الراب, فبالعودة إلي بدايات ديامس وبالتحديد سنة1999 أصدرت أول ألبوم لها لتصبح ضيفا مألوفا لدي قاعات العروض الفرنسية وطيلة سبع سنوات من مسيرتها الفنية القصيرة نجحت في التربع علي قائمة أشهر الفنانين الفرنسيين بعد أن تجاوزت مبيعات ألبوماتها الملايين إذ تنفذ بمجرد نزولها إلي الأسواق, ويعتبر عام2006 من أفضل الأعوام بالنسبة لديامس بعد صدور ألبومين لها حققا شهرة منقطعة النظير وفاق الحضور مئات الآلاف وحقق ألبومها أكثر من500 ألف نسخة في الأسبوع الأول فقط من بيعه. وكانت ديامس مادة خصبة للمجلات الفرنسية التي تحدثت كثيرا عن الطفولة الصعبة التي عاشتها وخاصة بعد طلاق والديها الكاثوليكيين, ومحاولتها الانتحار في سن ال15 سنة, ومنهم مجلة باري ماتش التي أفردت عام2009 تقريرا مطولا عن ديامس بعد إعلان إعتناقها الإسلام, وذيلت مقالها بصورة للنجمة وهي تغادر أحد المساجد في فرنسا بملابس إسلامية ملتزمة ويسبقها زوجها, وهي صور لم تكن صحف الفضائح تريد نشرها من حيث كونها تعتبر الانتماء الديني للنجوم من التابوهات وفي عز النقاش الذي كانت تقوده الأوركسترا الساركوزية ضد الحجاب في إطار النقاش الذي دار لمدة شهرين حول الهوية الوطنية بزعامة إريك بيسون, وزير الهجرة والهوية الوطنية والإدماج, توالت التعليقات معبرة عن قلق عشاق ديامس من الخطوة التي قامت بها. لقد إختارت ديامس طريق الإسلام, وفي بلد يصل عدد المسلمين فيه إلي حوالي5 ملايين مسلم الطريق ليس صعبا بشرط أن تكف وسائل الإعلام الغربية عن ملاحقتها كنجمة راب مشهورة.