تابع العالم يوم الأربعاء الماضي نوعية جديدة من حكام مصر. تحدث الدكتور محمد مرسي بلغة جديدة وغير معتادة أمام الملوك ورؤساء الدول الأعضاء في الأممالمتحدة, بما يؤكد أن مصر بدأت عصرا جديدا. وأن ثورة قامت بالفعل في مصر في يناير2011 أطاحت بنظام فاسد قاده حسني مبارك. نظام قبل مختارا الخضوع لمصالح ورغبات أمريكا, وتنازل عن جانب من سيادة مصر. أعلن د. مرسي لواشنطن التي ساندت نظام الحكم السابق وجرائمه في حق المصريين أننا لسنا في صراع حضاري مع الغرب, ولكننا نختلف عنهم ثقافيا, وقد إنتشر الاسلام السياسي كرد فعل للظلم الفادح الذي ترتكبه واشنطن, وبعض دول الغرب في حق المسلمين في آسيا وأفريقيا, ثم أكد أننا لن نسمح من الآن لأحد بأن يتدخل في شئوننا. المشكلة أن الولاياتالمتحدة لاتريد أن تعترف بأخطائها. لاتريد أن تنظر في المرآة حتي تري وجهها الحقيقي. تغمض عينيها وهي تشاهد يديها ملطخة بدماء مائتي ألف عراقي, وتتجنب أن تري أجمل أحياء بغداد وقد تحولت الي أطلال بلا مبرر وبلا أي سند قانوني أو أخلاقي بواسطة المارينز. لاتريد واشنطن أن تعترف بدعمها للديكتاتوريات الفاسدة في العالمين العربي والاسلامي من أجل مصالحها الضيقة, كما ساندت الديكتاتوريات العسكرية في أمريكا اللاتينية طوال النصف الثاني من القرن الماضي, فصنعت بارادتها رأيا عاما ضدها بين جيرانها في الجنوب! الولاياتالمتحدة تساند اسرائيل بالباطل علي حساب الفلسطينيين والعرب. وتنشر الرعب بطائراتها وتقتل الآلاف في أفغانستان وباكستان. وتحذر واشنطن من مخاطر القنبلة النووية الإيرانية علي السلام العالمي لكنها تمنع قادة الوكالة النووية للطاقة في فيينا من تفتيش المواقع النووية في اسرائيل, وهي تعلم أن إسرائيل لديها عشرات القنابل النووية القادرة علي تدمير الشرق الأوسط بالكامل.. بعد كل هذا التآمر الأمريكي المتعمد مع سبق الاصرار, يسأل الأمريكيون أنفسهم ببراءة الذئاب: لماذا يكرهوننا ؟! المزيد من أعمدة مصطفى سامى