إذا كانت حدود مصر الغربية آمنة تماما وهناك سيطرة كاملة علي المنافذ الحدودية لمنع دخول عناصر تنظيم القاعدة كما قال مسئول عسكري كبير قبل أيام فكيف تم تهريب كل هذا الكم من الأسلحة التي وصلت إلي سيناء أو تم ضبطها في الطريق؟.. أليس الذين تمكنوا من تهريب الأسلحة قادرين علي تهريب البشر من عناصر القاعدة عبر دروب ومسالك وعرة علي حدود صحراوية وجبلية تزيد علي ألف كيلو متر؟.. الغريب أن المسئول اعترف بأن عمليات تهريب الأسلحة والذخيرة والمخدرات وتسلل الأفراد عبر الحدود الغربية قد ارتفعت بشكل كبير ولكنه قال إنه تم التعامل معها بتكثيف الدوريات, وبالتنسيق مع القوات البحرية والجوية. وبينما تصدر التصريحات المطمئنة من وقت لآخر في مصر يتزايد قلق دول أوروبية وافريقية عديدة مع الولاياتالمتحدة من تنامي نفوذ ونشاط تنظيم القاعدة وسقوط أسلحة القذافي في أيدي الجماعات المتطرفة في ليبيا ومالي والنيجر والجزائر ونيجيريا, مما يهدد مصالحها في شمال وغرب افريقيا, ويعرض خطوط الملاحة والتجارة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي للخطر, بسبب الفوضي في الصومال وانعدام الاستقرار في اليمن. وهذا يؤثر بشكل مباشر علي أمن مصر سواء ما يتعلق بالملاحة في قناة السويس أو علي الحدود الشرقية بسبب الجماعات المتطرفة القادمة والمدعومة من غزة أو المختبئة في سيناء أو علي الحدود الجنوبية مع السودان, حيث تنشط عمليات تهريب السلاح والمخدرات والبضائع, أو الغربية حيث تهريب السلاح من ليبيا, وربما تسلل عناصر منتمية ل القاعدة. في ليبيا ما بعد القذافي نشطت العناصر الاسلامية المتشددة مرة أخري مستغلة ضعف قبضة الدولة وتمكنت من القيام بعمليات انتقامية كان أبرزها اغتيال السفير الأمريكي هناك. ولم نعرف بعد هل هم جماعة أو جماعات جديدة أم أن الجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة قد استأنفت نشاطها بعد أن كانت قد أعلنت تخليها عن العمل المسلح في عام .2008 فهي تطالب بقيام دولة اسلامية تطبق الشريعة وفق تصور قادتها المتشدد لأحكامها, صحيح أنها غيرت اسمها إلي الحركة الاسلامية الليبية للتغيير في فبراير 2011 لكنها لم تتخل عن هدفها ولم نتأكد بعد ما إذا كانت قد قطعت صلتها بتنظيم القاعدة الذي كان قد أعلن الظواهري الرجل الثاني في قيادته عام 2007 انضمام الجماعة الليبية للتنظيم. كما أن لها مقاتلين في الجزائر, ومالي, وسبق أن اتهمها القذافي قبل الإطاحة به بدعم الثورة ضده. ومن هنا لا يجب التهوين من خطورة الوضع علي الحدود الغربية بل يتعين الإعراب علنا عن القلق لإجبار السلطات الليبية علي اتخاذ المزيد من الاجراءات للسيطرة علي الحدود بمساعدة الحلفاء الغربيين الذين ساعدوا في الإطاحة بالقذافي ودفع تلك الدول بأجهزة استطلاعها المتقدمة (طائرات أو أقمار صناعية) لمساعدتنا في رصد ما يجري وإغلاق المسالك أمام المهربين والمتسللين الخطرين. فرنسا أعلنت في يوليو 2010 الحرب علي تنظيم القاعدة في الصحراء الكبري وأرسلت 100 متخصص في مكافحة الارهاب والولاياتالمتحدة أرسلت أكثر من مائة خبير في مكافحة الارهاب إلي المنطقة والجزائر أنشأت قيادة ميدانية مشتركة مع موريتانيا ومالي والنيجر في ابريل 2010 لتنسيق الجهود لمكافحة القاعدة بالتعاون مع دول غربية متضررة مثل الولاياتالمتحدةوفرنسا واسبانيا وايطاليا, خاصة بعد تزايد اختطاف السياح الغربيين والهجمات حتي علي مواقع للقوات المسلحة في الجزائر وموريتانيا ومالي والنيجر خلال السنوات الأخيرة, في الوقت الذي يحاول فيه التنظيم تجنيد المزيد من الأفراد في المغرب العربي والساحل ويحاول مد نشاطه إلي أوروبا, مستغلا وجود الملايين من دول المغرب العربي فيها. وزاد الطين بلة سقوط كثير من أسلحة جيش القذافي في أيديهم مما مكنهم من الاستيلاء علي شمال مالي وإعلان انفصاله عن بقية الدولة وطرد القوات الحكومية ومحاربة المقاتلين الطوارق العلمانيين وانتزاع السلطة في الاقليم من أيديهم وهو ما أثار قلق الجميع. المزيد من مقالات عطيه عيسوى