سعر الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 6-5-2025 مع بداية التعاملات    ستيف ويتكوف: تنظيم جولة رابعة من المحادثات مع إيران هذا الأسبوع    انفجارات داخل كلية المدفعية في مدينة حلب شمال سوريا (فيديو)    باكستان ترفض اتهامات الهند لها بشأن صلتها بهجوم كشمير    كانت متجهة للعاصمة.. الدفاعات الجوية الروسية تسقط 19 مسيرة أوكرانية    جدول امتحانات الترم الثاني 2025 للصفين الأول والثاني الإعدادي بالجيزة    إحالة إعلامية شهيرة لمحكمة الجنح لاتهامها بسب خالد يوسف وشاليمار شربتلي    طرح فيلم «هيبتا المناظرة الأخيرة» الجزء الثاني في السينمات بهذا الموعد؟    ردا على ضرب مطار بن غوريون.. النيران الإسرائيلية تشتعل في اليمن    ترامب: لست متأكدا مما يرغب رئيس وزراء كندا في مناقشته خلال اجتماع البيت الابيض    موعد مشاهدة مباراة الإياب بين باريس سان جيرمان وآرسنال في دوري أبطال أوروبا والقنوات الناقلة    الزمالك يستكمل اجتماع حسم مصير بيسيرو عصر اليوم    شعبة الخضروات: خلال الشهرين المقبلين سيحدث انخفاض في أسعار الليمون    النائب عاطف المغاوري: خلاف حول رفع الإيجار القديم 20 ضعفًا.. وطالبنا بشرائح    سقوط تشكيل عصابي تخصص في سرقة المواقع الانشائية بمدينة بدر    ضبط مبلط بتهمة الاعتداء الجنسي على طفل في المنيا بعد استدراجه بمنزل مهجور    الأزهر ينفي ما تم تداوله بشأن اقتراح وكيله بتشكيل لجان فتوى مشتركة مع الأوقاف    هل يجوز الحديث مع الغير أثناء الطواف.. الأزهر يوضح    5 مرشحين لتدريب الزمالك حال إقالة بيسيرو    مدرب سيمبا: خروج الزمالك من الكونفدرالية صدمة كبرى فهو المرشح الأول للبطولة    رغم هطول الأمطار.. خبير جيولوجي يكشف أسباب تأخير فتح بوابات سد النهضة    الحكومة تصدر بيانا بشأن "البنزين المغشوش" في محطات الوقود    الدولار ب50.63 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الثلاثاء 6-5-2025    تامر حسني ومصطفى حجاج يشعلان حفل زفاف رنا رئيس    موجة حارة.. بيان مهم ل الأرصاد يكشف طقس اليوم الثلاثاء 6 مايو (احذروا الشبورة)    مؤتمر منظمة المرأة العربية يبحث "فرص النساء في الفضاء السيبراني و مواجهة العنف التكنولوجي"    "READY TO WORK".. مبادرة تساعد طلاب إعلام عين شمس على التخظيظ للوظيفة    فرط في فرصة ثمينة.. جدول ترتيب الدوري الإنجليزي بعد تعادل نوتنجهام فورست    لتفادي الهبوط.. جيرونا يهزم مايوركا في الدوري الإسباني    قابيل حكما لمباراة سموحة والطلائع.. ومصطفى عثمان ل زد والاتحاد    التعليم توجه بإعادة تعيين الحاصلين على مؤهلات عليا أثناء الخدمة بالمدارس والمديريات التعليمية " مستند"    جموع غفيرة بجنازة الشيخ سعد البريك .. و"القثردي" يطوى بعد قتله إهمالا بالسجن    وزير وفنان وطالب :مناقشات جادة عن التعليم والهوية فى «صالون القادة»    نائب وزير السياحة والآثار تترأس الاجتماع الخامس كبار المسؤولين بمنظمة الثمانية    العالم بعد منتصف الليل.. سلسلة انفجارات تهز حلب.. وقصف خان يونس (فيديو)    رابط النماذج الاسترشادية لامتحان الرياضيات التطبيقية لطلاب الثانوية العامة 2025    مصرع طالب في حادث مروري بقنا    شريف فتحي يقيم مأدبة عشاء على شرف وزراء سياحة دول D-8 بالمتحف المصري الكبير    محافظ الغربية: لا تهاون في مخالفات البناء.. واستعدادات شاملة لعيد الأضحى    إيناس الدغيدي وعماد زيادة في عزاء زوج كارول سماحة.. صور    سفيرة الاتحاد الأوروبى بمهرجان أسوان لأفلام المرأة: سعاد حسنى نموذج ملهم    سعر الخوخ والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025    "كتب روشتة خارجية".. مجازاة طبيب وتمريض مستشفى أبو كبير    احترس من حصر البول طويلاً.. 9 أسباب شائعة لالتهاب المسالك البولية    10 حيل ذكية، تهدي أعصاب ست البيت قبل النوم    رنا رئيس تتألق في زفاف أسطوري بالقاهرة.. من مصمم فستان الفرح؟ (صور)    4 أبراج «ما بتتخلّاش عنك».. سند حقيقي في الشدة (هل تراهم في حياتك؟)    وكيله: عقد عطية الله مع الأهلي ينتهي بنهاية المونديال.. ولدينا عروض عربية    رسميًا.. جداول امتحانات الفصل الدراسي الثاني 2025 بالجيزة (صور)    "كاميرا وروح" معرض تصوير فوتوغرافي لطلاب "إعلام بني سويف"    على مساحة 500 فدان.. وزير الإسكان يتابع الموقف التنفيذي ل "حدائق تلال الفسطاط"    تطور جديد في أزمة ابن حسام عاشور.. المدرس يقلب الموازين    جاي في حادثة.. أول جراحة حوض طارئة معقدة بمستشفى بركة السبع (صور)    هل ارتداء القفازات كفاية؟.. في يومها العالمي 5 خرافات عن غسل اليدين    أمين الفتوى يوضح حكم رفع الأذان قبل دخول الوقت: له شروط وهذا الأمر لا يجوز شرعًا    الإفتاء توضح الحكم الشرعي في الاقتراض لتأدية فريضة الحج    الدكتور أحمد الرخ: الحج استدعاء إلهي ورحلة قلبية إلى بيت الله    شيخ الأزهر يستقبل والدة الطالب الأزهري محمد أحمد حسن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفتي الجمهورية ل الأهرام‏:‏ نصرة النبي تتحقق باتباع منهجه‏..‏ والإسلام يرفض العنف وإرهاب الآمنين

كان أول من أصدر بيانا أدان فيه الفيلم المسيء وما رافقه من دعوة مشبوهة إلي تنظيم يوم عالمي لمحاكمة نبينا الكريم صلي الله عليه وسلم‏,‏ فاتهمته إحدي الصحف الأمريكية بأنه يحرض علي العنف والإرهاب فأعاد نشر بيانه الأول الذي ينفي عنه هذه التهمة‏. وطالب الأمم المتحدة بسرعة إصدار قانون دولي يجرم الإساءة إلي الأديان والرموز الدينية ويضع حدا فاصلا أمام الغرب بين حرية التعبير والإبداع وحرمة المساس بمعتقدات الآخرين ورموزهم.
وعندما انطلقت المظاهرات المنددة بالفيلم في مصر وكثير من الدول الإسلامية أصدر فتواه التي تحرم اللجوء إلي العنف وتخريب الممتلكات أو ترويع الآمنين وإرهابهم, وبرغم الهجمة الشرسة علي الإسلام ونبيه فإن مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة يبدو متفائلا بمستقبل الإسلام في العالم برغم ما يتعرض له من إساءات وهجوم متكرر وما تعانيه الجاليات الإسلامية في الدول الغربية من اضطهاد وتمييز ومشكلات تحول دون اندماجهم في مجتمعاتهم الغربية.
وحول أزمة الفيلم المسيء ودور الدول والهيئات الإسلامية, وواجب الأمة في الدفاع عن نبيها صلي اله عليه وسلم كان لنا هذا الحوار مع الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية.
هل تعتقد وجود علاقة بين إعداد الفيلم المسيء للرسول صلي الله عليه وسلم وذكري الحادي عشر من سبتمبر؟
نعتقد ذلك لأن الغرب دائما ما يروج لما يسمي الإسلاموفوبيا ويوم الحادي عشر من سبتمبر ربما يكون أكثر الأيام التي يسعي الغرب من خلالها إلي بث روح الخوف من الإسلام واتهام الإسلام بما هو منه براء واتهام المسلمين بالتعصب والإرهاب والوحشية, وبالتالي هم يحاولون اللعب علي وتر التعصب والتشدد, وإثارة المسلمين واستغلال غيرتهم علي دينهم ونبيهم للترويج بالافتراءات التي يلصقونها بالإسلام والمسلمين, وأعتقد أن نصرة النبي صلي الله عليه وسلم ستتحقق من خلال اتباع منهج النبي صلي الله عليه وسلم وليس بالتكسير والعنف وإرهاب الآمنين وغيرها, نصرة النبي صلي الله عليه وسلم تكون بالالتزام بما جاء به واجتناب ما نهي عنه, وأن نسير علي هديه صلي الله عليه وسلم. إن أعداء الإسلام والمتربصين به يسعون من وقت لآخر لإحداث بالونات اختبار لقياس مشاعر المسلمين وأيضا قياس رد فعلهم تجاه بعض الإساءات; حتي إذا اطمأنوا أن ردة الفعل هينة وأن المسلمين لن يتحركوا أو يحركوا ساكنا تمادوا في غيهم وتمادوا في أفعالهم المسيئة للإسلام وللمسلمين وأكثروا من الإساءة وبالتالي كان لا بد من وقفة أمام كل هذه الإساءات والافتراءات علي الإسلام وعلي نبيه حتي نردع هؤلاء ونوقفهم عند الحد الذي لا يستطيعون أن يتجاوزوه مرة أخري.
هل تري وجود مؤامرة مشبوهة لإثارة الفتنة بين المسلمين والأقباط في مصر؟ وما تقديرك لموقف الكنائس المصرية تجاه الأزمة ؟
العلاقات الأخوية بين أبناء الوطن الواحد مسلمين ومسيحيين يسودها الاحترام والإخاء المتبادل وتزداد صلابة وقوة جيلا بعد جيل حتي أصبحت نموذجا يحتذي به في كل دول العالم, كما أن هذه العلاقة يحكمها احترام كل طرف لمعتقد الطرف الآخر والبعد عن الإساءة للأنبياء والمقدسات, أما محاولة مجموعة من أقباط المهجر المتطرفين الإساءة للنبي فهي تؤكد الهدف الذي أصبح جليا للمصريين, وهو إثارة الفتنة الطائفية التي من شأنها زعزعة استقرار مصر وأمنها, ومثل هذه الأفعال لن تنال من وحدة أبناء الوطن الواحد, كما أن مثل هذا الفيلم المسيء والتافه علي الرغم من إدانتنا الشديدة له فإنه لن يؤثر في شخص النبي صلي الله عليه وسلم ولن ينال من شخصه الكريم, لأن مثل هذه الأعمال المسيئة لا ترقي إلي مقامه الكبير والعظيم, أما موقف الكنائس المصرية فكان مشرفا حيث إنهم رفضوا جميعا الإساءة إلي النبي صلي الله عليه وسلم أو الإساءة إلي أي من الأنبياء, أو أي رمز من الرموز الدينية.
ما ردك علي ما ورد في الفيلم من شبهات حول الإسلام ونبيه وهل هو دين عنف؟
هذه الإهانات الوقحة الموجهة لشخص النبي الكريم لا يمكن لأي مسلم أن يستهين بها, ونحن لنا الحق في رفضها والاعتراض عليها بشكل سلمي, حيث إن ذلك يمثل محاولة لاستفزاز المشاعر الراسخة لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم في العالم كافة, ونحمد الله أننا كنا أول من أدان الفيلم ولفت انتباه ملايين المسلمين له, فبمجرد علمنا بهذا الفيلم المسيء للرسول صلي الله عليه وسلم, قامت دار الإفتاء بتكوين وحدة داخل الدار للتواصل مع المؤسسات الإسلامية في أمريكا, لبحث الأزمة, وحثهم علي اتخاذ إجراءات قانونية ضد كل من شارك في هذا الفعل المشين, استنادا إلي المواد الخاصة بجرائم الكراهية, كما هو ثابت في القانون الأمريكي, وطالبنا الأمين العام للأمم المتحدة, بان كي مون, بضرورة السعي لإصدار اتفاقية يوقع عليها جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة, لتجريم التطاول علي الأديان والرموز والمقدسات الدينية, بحيث يكون ذلك رادعا للسفهاء أمثال( تيري جونز) ومن هم علي شاكلته, أما ماورد في الفيلم فتعبر عن جهل صاحبها بالدين الإسلامي وضحالة ثقافته ليست الدينية فقط بل الثقافة بكل صورها إن كان لديه ثقافة من الأصل.
كنتم أول من ندد بالفيلم المسيء.. مما جعل الكاتبة الدنماركية جيت كلاوسن تصف فضيلتكم بأنك المحرك لأعمال العنف أمام السفارات.. ما ردكم علي هذا الاتهام ؟
نحمد الله تعالي لأننا كنا أول من أدان الفيلم ولفت انتباه ملايين المسلمين له, ونحن نعتبر هذا وساما لنا وليس سبة في حقنا, فقد قالت الكاتبة إنني كنت المحرك لأعمال العنف التي شهدتها السفارات الأمريكية في الشرق الأوسط لكوني أول من أصدر بيانا استنكر فيه الفيلم المسيء, وبالفعل دار الإفتاء كانت أولي المؤسسات الدينية المصرية التي أدانت الفيلم المسيء للرسول من خلال بيانها ردا علي هذا العمل المشين والحقير, حيث استنكرنا في البيان محاولة الفيلم تشويه صورة النبي صلي الله عليه وسلم, وأدنا هذه المجهودات التي تبذل من أجل تعكير صفو وسلامة المجتمع بكامله المحلي منه والدولي, وطالبنا بعدم المساس بالأديان واحترام كل الأديان,كما طالبنا بتجريم الإساءة للأديان والرموز الدينية أيضا, كما أننا أيضا طالبنا الأمم المتحدة بإقرار مشروع قانون يجرم الإساءة إلي الأديان والأنبياء والرموز الدينية حتي يسود العالم السلام والأمن والعدل والرخاء, لكن أنا هنا أقول إنه أيضا لا بد أن يكون رد فعلنا لمثل هذه الأفعال منضبطا وأن يكون دفاعا عن الرسول ليس بحرق السفارات ولا الهجوم عليها وقتل الآمنين إنما بالعمل علي إحياء سنة النبي وإقامة سيرته بالحفاظ علي الوطن وإعلاء قيم العمل والبناء والتنمية لأن العنف يضر ولا ينفع.
ما دورنا كمسلمين من أجل توصيل الصورة الصحيحة عن الإسلام للغرب وإزالة المفاهيم المغلوطة عن الإسلام؟
بداية علي المسلمين في كل مكان أن يبذلوا الجهد لتقديم صورة الإسلام المشرقة للعالم, بالحكمة والموعظة الحسنة والسعي لمحو أي مفاهيم مغلوطة عن هذا الدين العظيم وعن رسوله الكريم, من خلال توضيح أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم وكيف أنه أسس دولة قامت علي الحق والعدل والمساواة, وأنه صلي الله عليه وسلم لم يكره أحدا علي دخول الإسلام, وكيف أنه نشر الدين في كل بقاع الدنيا بالحكمة والموعظة الحسنة, وتوضيح أن هذا الدين الإسلامي تتفق مبادئه التي نصت عليها الشريعة الإسلامية مع مبادئ حقوق الإنسان التي كان هدفها إعلاء قيمة الحفاظ علي الإنسان من خلال الحفاظ علي الدين والنفس والعقل والنسل والمال, وعلينا أن نوضح لهم كيف أن هذا الدين حفظ للمرأة حقوقها وأعلي من قدرها أما وزوجة وأختا وبنتا, وكيف أن الإسلام يوقر الكبير ويرحم الصغير وغيرها من الأخلاق والآداب الإسلامية, الفرصة الآن سانحة أمام المسلمين لتوضيح حقيقة الدين الإسلامي, والبحث عن وسائل نشره وتقديم صورته المتسامحة لا الإساءة إليه بسلوك عشوائي عاطفي تأثيره سلبي ومحدود, ودار الإفتاء المصرية كانت لها سابقة في هذا الأمر; حيث قامت بعمل مشاريع كثيرة للتوعية والتعريف بالدين الإسلامي وحضارته, منها أننا قمنا بعمل أسطوانة تحتوي علي ألف كتاب باللغة الإنجليزية بهدف تعريف غير المسلمين بالدين الإسلامي وحضارته, ووزعناها علي غير المسلمين بهدف التعريف بالإسلام وأيضا الوصول إلي الشرائح المختلفة في العالم التي ربما يصعب عليها الحصول علي المعلومات الكافية عن الإسلام وحضارته.
وما دورنا تجاه النبي صلي الله عليه وسلم؟
لقد ابتعدنا عن النبي صلي الله عليه وسلم وابتعدنا أيضا عن المثل التي حثنا عليها صلي الله عليه وسلم, وعن هديه في ديننا ودنيانا, وهذا هو ما جعل الضالين يتطاولون عليه صلي الله عليه وسلم, وما كان ينبغي لنا أن نتخلي عن هديه إلي أن نصل إلي هذه الدرجة بحيث يتطاول عليه أشباه الرجال والأقزام, وعليه فقد آن الأوان لأن نعود إلي تعاليمه العظيمة والدفاع عن سيرته الطاهرة, ونحن لا نستطيع تحقيق الهدفين إلا بمعرفة النبي صلي الله عليه وسلم في المقام الأول, وبتعريف الآخر بالنبي أيضا أيا كان هذا الآخر, لا بد أن يعرفوا أن النبي صلي الله عليه وسلم كان محبا للخلق متواضعا لأصحابه وكان يحثهم علي الصلاح والتقوي وينهاهم عن الفساد والعدوان والظلم والبغي, وأنه كان رحيما حتي بالحيوان فوصفه الله تعالي بصفتين من أسمائه فقال تعالي: بالمؤمنين رءوف رحيم, لدرجة أن امرأة بغيا دخلت الجنة لأنها سقت كلبا كان قد شارف علي الموت من شدة العطش فشكر الله لها صنيعها وأدخلها الجنة, كما أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض, دين يفعل هذا مع الحيوان فما بالكم بالإنسان, هذا هو واجبنا تجاه رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم, لذا فنحن مطالبون بأن نزيل هذه الصورة السيئة التي يحاول أولئك الأقزام أن يلصقوها بالنبي والإسلام والذين تذرعوا باسم الحرية للإساءة إلي الرموز الدينية والمعتقدات الدينية, وأن نقدم النموذج الإسلامي في أفضل صوره وننتصر لديننا ولنبينا من خلال هذا الطرح وليس من خلال ترويع الآمنين واقتحام المنشآت العامة وتكسيرها حتي لا نكون نهينا عن خلق وأتينا بمثله.
ما دور الجاليات الإسلامية في الغرب في تصحيح تلك الصورة ومواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا؟
الجاليات الإسلامية في الغرب تمتلك من الإمكانيات والقدرات الكبيرة ما يؤهلها لأن تؤدي دورا مؤثرا في دعم القضايا الإسلامية العادلة وإزالة الصورة التي يحاول البعض تزييفها عن الإسلام, لكننا نحذر من أن بعض أفراد هذه الجاليات تتعاطون مع المجتمعات الغربية وكأنهم لم يبرحوا بلادهم التي تركوها قبل عقود دون اكتراث لهويتهم الجديدة, وهو ما يزيد من موجة الفوبيا والكراهية لدي الطرف الآخر, لذا نحن نطالبهم بالاندماج الإيجابي وليس الذوبان, وندعو القيادات الإسلامية في الغرب إلي أن يقوموا بدورهم في نشر القيم والمبادئ الإسلامية الصحيحة, وإزالة ما علق بالإسلام من تشوهات وتفسيرات خاطئة أو تفسيرات جامدة في أذهان الكثيرين هناك, والسعي نحو الاندماج في المجتمع أو الوطن الذي اختاروه اندماجا يحقق لهم التعايش والتجانس مع باقي طوائف المجتمع بالشكل الذي يحافظ علي الذاتية الثقافية أو الدينية ذات البعد العقلاني والمعتدل الذي يستوعب ويتفاعل مع الحضارات والمجتمعات الأخري, وأيضا علي مراكز الأبحاث والنخب المثقفة والأكاديمية والسياسية في أوروبا ووسائل الإعلام السعي لبلورة نظرة جديدة تجاه العرب والمسلمين باعتبارهم أعضاء في المجتمع الدولي لهم حقوق وعليهم في المقابل واجبات, وعدم النظر إليهم باعتبارهم طابورا خامسا وموضع شك باستمرار, حتي يمكن إزالة عقدة الخوف والاضطهاد التي يشعر كثير من المسلمين في بلاد الغرب.
البعض يري عدم جدوي الحوار مع الآخر الآن خصوصا بعد الأحداث الأخيرة.. كيف ترون فضيلتكم هذا الأمر؟
هناك من يريد الحوار والتعاون, وهناك من لا يريد الحوار ويريد الصدام فقط, لذلك نري أن تعميم لفظ الآخر هنا ليس في صالح القضية الإسلامية للطرفين, وعليه يجب علينا قبل كل شيء أن نفهم رأي من يريد الحوار والتعاون, وأن نحيد أو نغير رأي من يريد الصدام, ولا يجوز أن نكتفي بالقول بأن هذا لا يريد الحوار, بل علينا أن نثبت سوء قصد هؤلاء وفساد رأيهم, وعلي كل لا بد من الجلوس مع الآخر والتحاور معه وسماع جميع آرائه بدلا من العزلة التي غالبا ما تعكس صورة سيئة عن الطرفين وتعطي تصورا مشوها أيضا عنهما, ومن خلال الحوار نستطيع بيان كل الشبهات التي توجه للإسلام والرد عليها لإزالة كل ما أشاعه خصومه عنه في وسائل الإعلام وغيرها.
ألا تعتقد أن مثل هذه الأفعال تنال من مكانة الإسلام في العالم وتدعو للإحباط والخوف؟
بالعكس أنا متفائل بمستقبل الإسلام في العالم, فكل المؤشرات تؤكد ذلك, علي الرغم من كل حملات التشويه التي تشن علي الإسلام وعلي نبيه صلي الله عليه وسلم في الغرب وحرق للقرآن إلا أنك تجد أعداد كبيرة تعتنق الدين الإسلامي وربما لم يكن ليسمعوا عنه قبل ذلك وأن هذه الأحداث قد جعلت من في الغرب يبحثون ويقرءون عن هذا الدين الذي يكتشفون بأنه دين يعلي من قيمة الفرد والمجتمع ويرعي حقوق المرأة والطفل حتي الحيوانات, وانظر إلي الأعداد الهائلة التي اعتنقت الإسلام بعد أحداث سبتمبر والحملة الشنيعة التي تعرض لها الإسلام في الغرب واتهامه بالعنف وسفك الدماء, وعلي الرغم من ذلك فنحن نجد أن الأعداد تزداد يوما بعد يوم في الدخول في الإسلام, وأعتقد أنه في الأيام القادمة ستكون الأمور أكثر إشراقا ونجاحا للإسلام في الغرب, لكن علينا أن نقوم بدور كبير من أجل إحلال صورة وسطية ومعتدلة مكان الصورة النمطية المشوهة التي يأخذها بعض من أبناء الغرب عن الإسلام وإظهار جوهر الدين وأخلاقياته التي تعلي من قيمة الفرد والمجتمع, وأن نبتعد عن كل أنواع التشدد والمغالاة.
وما الذي يجب علي المسلمين فعله حيال هذه الأفعال؟
يجب علي المسلمين أن يستفيدوا من هذه المحن, بنقلة نوعية تؤدي إلي معيشتهم بصورة أكثر مشاركة في الحضارة الإنسانية, وبمستقبل أكثر استقرارا وأمنا لهم وللعالم كله, ومن أجل ذلك ومن خلال التفكير العقلي المنطقي, يجب عليهم أن يستعملوا كل الوسائل المتاحة لهم, فنذكر المنظمات التي تقوم الآن بمحاولات دولية لاستصدار القوانين وقرارات لحماية المسلمين من العدوان بما نصت عليه المادة20 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية, من أنه( تمنع بحكم القانون كل دعوي للكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية والتي من شأنها أن تشكل تحريضا علي التمييز أو المعاداة أو العنف), وأكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في القرار رقم59( د-1) المؤرخ14 ديسمبر1946 أن( أحد العناصر التي لا غني عنها لحرية الإعلام توافر الإرادة والقدرة علي عدم إساءة استعمالها, والالتزام الأدبي بتقصي الوقائع دون تعريض, ونشر المعلومات دون سوء قصد), وبالتالي نحاول بالطرق القانونية الحد من تلك المظاهر السيئة التي تنال من الإسلام والمسلمين.
ما الفرق بين حرية الرأي, وحرية التعبير, وعلاقة ذلك بالمبدأ الديمقراطي, وبالإسلام؟
الأمم المتحدة في ميثاقها العالمي لحقوق الإنسان أوضحت هذا الفرق, كما أنها رفضت بالقانون دعاوي الكراهية والعنصرية والتمييز وغيرها, إن أساس الديمقراطية هو السعي إلي المساواة, وتتضمن الديمقراطية كفالة الحرية للآخرين من حيث حرية الرأي وحرية الاعتقاد, وهو ما لا نجد فيه بأسا في الدين الإسلامي, الذي قرر حرية العقيدة في أجلي صورها, وأخر المحاسبة عليها إلي يوم القيامة, وليس في الحياة الدنيا, فقال تعالي: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر, وقال سبحانه: لا إكراه في الدين, وقال: فما أرسلناك عليهم حفيظا وهكذا, أما حرية التعبير فسوف تتقاطع مع عقائد الآخرين من جهة, ومع المساواة من جهة أخري, وإذا كانت هذه مشكلة عند كهنة الديمقراطيين في القدم فالعجيب أنها مازالت مشكلة الآن علي الرغم من أنهم قرروا بوضوح في كتبهم فقالوا: إن هناك رؤيتين للحرية; الأولي مرفوضة: وهي تري التحرر من القيود والضوابط جميعها, بحيث يستطيع أن يفعل الإنسان كل ما يريد, وهو الأمر الذي يحول الاجتماع البشري إلي فوضي عارمة لا يمكن تصورها, فضلا عن قبولها. والثانية: تري أن الحرية تعني استقلال الإرادة والحرية في التعبير بما يتلاءم مع الاجتماع البشري, والالتزام بالضوابط التي يتفق عليها جماعة البشر كالضوابط الدينية والأخلاقية, والعرفية التي يتصالح عليها المجتمع, والحرية بهذا المنظور توجه علي أنها الوجه الآخر من المسئولية, فقبل أن يعلم الإنسان أنه يتمتع بالحرية, يعلم أنه مسئول عن تلك الحرية وتلك الاختيارات والأقوال والأفعال أمام المجتمع البشري الذي يعيش به. وبذلك يتبين لنا أن تقييد حرية الفرد من مقتضيات قيام المجتمع الإنساني, خاصة مع تشابك المصالح واختلاف الأهواء, وتظل الحرية معني نسبيا يتفاوت بتفاوت الزاوية التي ينظر منها إليها حتي لو تحدد نطاقها, وأعطيت وصفا معينا سياسيا أو اقتصاديا أو دينيا.. إلخ, فقد يكون المقصود الحرية من قيد معين بالمعني السياسي أو الحرية بقصد تحقيق غرض معين بالمعني الاجتماعي, إن حرية التعبير عند فقهاء المسلمين, حرية ملتزمة لا يجوز العدوان علي مقدسات الآخرين, حتي لو عبدوا الوثن, قال تعالي: ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلي ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون وقال تعالي في صفات عباد الرحمن: وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما, وقال تعالي: وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة, وغيرها من الآيات الكثيرة, وهذه الآيات يجب أن تكون أساس التعامل مع الآخر.
أدي الإعلام دورا كبيرا في إثارة الأزمة.. هل تعتقد أنه بحاجة إلي ضوابط ؟
في البداية الإعلام الغربي لم يقصر في إشاعة العداء ضد الإسلام وعدم الحيادية في التناول, مستندا في ذلك إلي الصورة النمطية المشوهة عن الإسلام والتي جعلت الغرب يكره كل ما هو إسلامي, وهذا أمر مرفوض تماما لما يمثله الإسلام من وسطية واعتدال وبعد عن التشدد والمغالاة ورفضه لكل أنواع الإرهاب, وحرص الإسلام عليها من خلال المقاصد العليا للشريعة الإسلامية التي أعلت من شأن الإنسان وراعت كل حقوقه وواجباته, إضافة إلي نفي صفة الكهنوتية عن الإسلام, وهناك مدارس إعلامية للأسف تسير في طريق الإثارة لا الإنارة, وهذا النوع من الإعلام نرفضه تماما, وأقول لهم إن واجبهم الحضاري والديني والعمراني هو التعمير لا التدمير, أي أن عليهم أن يقدموا الإنارة علي الإثارة, وعليهم أن يشدوا الناس إليهم بعيدا عن الكذب والتضليل وترديد الشائعات قبل التحقق منها, وهذا هو ما يحتاج إلي جهد لأن أي إبداع يحتاج إلي جهد, أما الإبداع من أن كل واحد يقول ما يخطر بباله من غير مهنية وإتقان وتدريب وإنارة فهذا لا يرضي الله ولا رسوله ولا المؤمنين, فالإثارة قبل الإنارة يشكو منها الناس الآن, والتي تتمثل في الإثارة ضد كل شيء, وعلي الجميع أن يلتزم الصدق لأن هذا ما أمرنا به الإسلام وحضنا عليه لأن الكذب هو نوع من الإفساد في الأرض, ومن قبل طالبت بميثاق شرف إعلامي يلتزم به صانعو الإعلام أيا كان- مرئيا أو مقروءا أو مسموعا- بحيث يضعون أمانة الكلمة أمام أعينهم, ويدركون أن الله سيحاسبهم علي ما يقولون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.