إن الإساءة لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، حدث لا يُغفر، والرد على إساءته واجب، لكن حينما تأتي الردود من العلماء تكون أبلغ، فما بالكم بردود أهل الفتوى، فهم أهل علم وشرع وحكم، وقولهم الفصل في كل أمر مطروح، لم تزد ردودهم عن شجب وإدانة واستنكار ورفض، لكن صداها ملأ الكون أجمع، بدأها مفتي مصر الدكتور علي جمعة، الذي اتهمته كاتبة دانماركية، بأنه يُشجع على الفتنة وأعمال العنف. ما قاله جمعة، حديث لين اللهجة رفضه المصريون واستعلاه الغرب، فأنى لبيان يستنكر ويرفض في مقابل رسول يُسب ويُساء إليه، لو غابت حمية الأديان عنهم فلم تغب عنا نحن المسلمون، رافضين العنف وقاطعين بأننا على حق وأن حديثهم باطل ودفاعهم عنه غير مبرر، وتوالت بعد ذلك أقوال العلماء ما بين رافض للفعل ومندد برد الفعل، وخفت صوت مفتي السعودية، فصمت دهراً ونطق اليوم مكرراً.
في الوقت نفسه رفضت فتاوى العالم الإسلامي، الاعتداء على السفارات وقتل السفراء والتعبير بهمجية تُسيء إلى الإسلام وحضارته وطيب سلوكه، وتعالت الأصوات مطالبة بتجريم الإساءة لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، وملاحقة هؤلاء قانونياً والتعامل مع هذه الشرذمة المُسيئة بكل حزم، وخرجت على الإجماع بعض الأصوات تُهدر دم هؤلاء المسيئون ورد عليهم العالمون بالرفض والنكران.
وسطية الإسلام تأبى العنف وتُعلم الناس السماحة، لا تحجر التعبير ولكنها ترفض التكفير، قوامة الإسلام في عدل، لا يحرم أحداً حقه، ورغم استهجاني لضعف بيان إفتاء مصر إلا إنه الأسبق والحق أقول إنه الأشد مقارنة بغيره.
وأطرح لكم فيما يأتي من سطور قول بعض المفتيين، كما نشرته الصحف والمواقع وتداولته وسائل الإعلام، لأجمع عليكم الآراء المتعددة في القضية الواحدة، بموضوعية تجعلك تحكم على أقوال العلماء في سب سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أولاً: مفتي مصر ومفتي الإخوان فجاء قول الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، إنه يرفض ويشجب بشدة ما قام به من وصفهم ب«بعض المتطرفين من أقباط المهجر»، لإعدادهم «فيلم مسيء» للرسول محمد، مؤكدا أن «هذه الإساءة تمس مشاعر ملايين المسلمين في العالم، لكونها تحاول النيل من أقدس رمز بشري لديهم، وهو نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم» كما أبدى جمعة« رفضه التحجج بحرية الرأي والتعبير لتبرير وتغطية هذه الإساءة»، كما قال « إن الاعتداء على المقدسات الدينية لا يندرج تحت هذه الحرية، بل هو وجه من وجوه الاعتداء على حقوق الإنسان بالاعتداء على مقدّساته»، ودعا المفتي أنصار حقوق الإنسان ومن وصفهم ب«الهيئات الأخلاقية والدينية» وأهل الحكمة من العقلاء والمفكّرين، إلى التصدي ل«انتهاك المقدسات لأي دين من الأديان، حتى يسود العالم المحبة والإخاء»، كما احتوى بيانه على استنكار جميع العلماء والمستشارين بدار الإفتاء إعلان بعض أقباط المهجر المتطرفين عن الإعداد للفيلم المسيء للرسول، والذي يحمل عنوان «محمد نبي المسلمين»، مؤكدين أن مثل هذه الأفعال «لا تعبر عن المسيحيين المصريين، الذين صرحوا أكثر من مرة عن احترامهم لجميع الرموز الدينية»، بحسب البيان، وتابع فضيلته يقول «مثل هذه الأفعال التي يقوم بها بعض أقباط المهجر لا طائل من ورائها إلا تأجيج نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد».
وبعد هذا البيان « شديد اللهجة» من وجهة نظر كاتبة دانماركية، « أعلن مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة ودار الإفتاء، اليوم السبت، رفضهما القاطع لاتهام كاتبة دانماركية متطرفة للمفتى بأنه المحرِّك لأعمال العنف والشغب التي سادت منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك مصر على مدار الأيام القليلة الماضية، ردا على الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، ويعد الدكتور علي جمعة، أول من أصدر بيانا استنكر فيه الفيلم المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم ، ووصفه بأنه مسيء لجميع المسلمين، وقال الدكتور إبراهيم نجم مستشار المفتي - في بيان له اليوم - إن مثل هذه الإهانات الوقحة الموجهة لشخص النبي الكريم لا يمكن لأي مسلم أن يستهين بها ، ونحن لنا الحق في رفضها والاعتراض عليها بشكل سلمي، حيث إن ذلك يمثل محاولة لاستفزاز المشاعر الراسخة لأكثر من مليار ونصف مليار شخص في العالم كافة، ونحمد الله أننا كنا أول من أدان الفيلم ولفت انتباه ملايين المسلمين له، وأوضح نجم أن ما ادعته الكاتبة الدانماركية « جيت كلاوس» في مقال لها في مجلة (فورين أفيرز) الأمريكية، تستنكر فيه الاحتجاجات التي اجتاحت العالم الإسلامي وادعت أن مفتي الجمهورية هو المحرك لأعمال العنف التي وقعت، يعد محاولة أخرى لتشويه صورة الإسلام والمسلمين وتصوير مرجعياتهم الدينية بأنها تدعو للعنف والتخريب، وانتقد مستشار مفتي الديار المصرية، ادعاء كلاوس في مقالها أن الفوضى التي اندلعت يوم الثلاثاء ببنغازي ونتج عنها مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز وثلاثة آخرين، قد تم نزع فتيلها يوم الأحد الماضي بعد إدانة جمعة للفيلم، وأنه بناء على ما قاله المفتي قامت الحكومة المصرية التي تقودها جماعة الإخوان المسلمين بالتوجه إلى صناع الفيلم وطلبوا اعتذارا عاما وفرضوا عليهم الملاحقة الجنائية». أما« مفتي الإخوان» في مصر، فقد أفتى الدكتور عبد الرحمن البر, عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، ومفتى الجماعة, أن السفارات الأجنبية عندنا يجب علينا تأمينها ولا يجوز شرعًا الاعتداء عليها بأي شكل من الأشكال، وأضاف البر في تصريح له نشره الموقع الرسمي لجماعة الإخوان أن « كل أجنبي دخل بلادنا بتأشيرة دخول فهو في ذمتنا، وعلينا واجب حمايته وتأمينه، والاعتداء عليه اعتداء علينا جميعًا، كما استنكر عضو مكتب الإرشاد, قتل السفير الأمريكي والاعتداء على القنصلية في بنغازي، مؤكدًا أنها جريمة منكرة ويجب على كل العقلاء رفضها، وشدَّد على أن ما يفعله القس الأمريكي تري جونس وموريس صادق وزقلمة، وغيرهم، هو إشعال نار الفتنة بين الأمم والشعوب، ويجب التصدي لها بحزم، وللعلم فإن جماعة الإخوان لم تشارك في الاحتجاجات التي جرت في محيط السفارة الأمريكية تنديدا بالفيلم المسيء للرسول واكتفت برفع دعوى قضائية أمام النائب العام المصري».
ثانياً: مفتي السعودية جاءت فتواه اليوم متأخرة، يقول فيها:« استنكر الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ، مفتي السعودية، اليوم، الهجمات التي استهدفت عددا من السفارات والدبلوماسيين في دول مختلفة عقب احتجاجات دامية ضد فيلم أنتج في الولاياتالمتحدة أساء للنبي محمد واصفا تلك الهجمات بأنها « تسيء إلى الدين الإسلامي» و« ليست من سنة النبي صلى الله عليه وسلم في شيء».. ووجه مفتي السعودية دعوة لدول العالم والمنظمات الدولية إلى « تجريم الإساءة للأنبياء والرسل»، منددا بما وصفها ب « المحاولة الإجرامية البائسة بنشر الفيلم المسيء للنبي».. جاء ذلك في بيان للشيخ عبد العزيز رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، إنه يحرم على المسلمين « أن يأخذوا البريء بجريرة المجرم الآثم ويعتدوا على معصوم الدم والمال أو يتعرضوا للمنشآت العامة بالحرق والهدم فإن هذه الأفعال هي أيضا تشوه وتسيء إلى الدين الإسلامي ولا يرضاها الله عز وجل وليست من سنة النبي صلى الله عليه وسلم في شيء».. وقد صمت مفتي السعودية وخرج علينا ببيان يوضح فيه موقفه، وجاء البيان مطابقاً لموقف دولته التي أعلنته الخميس الماضي وأدانت فيه الفيلم والمعتدين على السفارة الأمريكية.
ثالثاً: مفتي فلسطين وفي فلسطين قال الشيخ عكرمة صبري، مفتي القدس والديار الفلسطينية، إنه لا يوجد إنسان في العالم يستطيع أن يؤثر على المنزلة الربانية للرسول الكريم، فيما دعا المسلمين إلى أن يغضبوا لله ورسوله، ورغم أنه استنكر، على هامش أشغال الدورة العشرين لمؤتمر الفقه الإسلامي الدولي المنعقد بوهران، محاولة المساس بخاتم الأنبياء من خلال فيلم سينمائي، إلا أنه نبه إلى أن محاولات الإساءة التي برزت في أمريكا وأوروبا كانت سببا في دخول عدد أكبر من غير المسلمين إلى حظيرة الإسلام، « بل إن من المسلمين من كانوا غير ملتزمين فصاروا جراء ذلك أكثر التزاما، وأصبحوا محبين أكثر فأكثر لحبيبهم محمد الرسول الكريم».
وفي الوقت نفسه، « استنكر الدكتور يوسف جمعة سلامة، خطيب المسجد الأقصى المبارك النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس الفيلم المسيء للرسول، صلى الله عليه وسلم، مبيناً أن ذلك العمل يعد جريمة كبرى وتطاولاً على الرسول، صلى الله عليه وسلم،وعلى الإسلام والمسلمين، ويثير الضغائن والفتن والكراهية بين الشعوب، كما أنه يدل على ما يضمره أولئك من حقد دفين على الإسلام ورسول الإسلام، صلى الله عليه وسلم، والمسلمين عامة، وأكد سلامة أن الدين الإسلامي يحترم جميع الأنبياء-عليهم الصلاة والسلام- ويعرف فضلهم ، كما ويدعو المسلمين للإيمان بهم جميعاً لقوله تعالى : ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ )، وقال سلامة:« لقد سبق لنا أن نددنا بالأفلام التي عرضت قبل سنوات في أوروبا، والتي تسيء إلى سيدنا عيسى، عليه الصلاة والسلام، وأمه مريم البتول، مبيناً أن أي إساءة لأي رسول تعتبر إساءة لجميع الأنبياء والمرسلين، وبين الشيخ سلامة أن المقصود من تلك الحملات هو تشويه صورة الرسول الكريم لدى الناس، وأن الواجب على الأمة التمسك بسنة الرسول، صلى الله عليه وسلم، قولاً وعملاً، وكذلك نصرة الرسول، عليه الصلاة والسلام، بكل الوسائل، وتعريف الآخرين برسالة الإسلام السمحة من خلال وسائل الإعلام المختلفة، ودعا الشيخ سلامة إلي تخصيص خطبة الجمعة القادمة في العالمين العربي والإسلامي لنصرة الرسول، صلى الله عليه وسلم، الذي جاء رحمة للعالمين، كما دعا الأممالمتحدة إلى ضرورة إصدار قانون يجرم الإساءة إلي الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام، مطالبا منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي وأحرار العالم والمجتمع الدولي، بضرورة الوقوف جنباً إلى جنب للتصدي لهذه الهجمة السافرة التي تمس المليار ونصف المليار من المسلمين في العالم، وتهدف إلى بث الفتن والضغائن بين الشعوب».
وعلى الجانب الآخر، « أشاد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، محمد حسين، اليوم الخميس، بموقف الكنائس ورجال الدين المسيحيين المستنكرين للفيلم الأمريكي المسيء للرسول محمد عليه السلام، « وقال إن تكرار الأعمال الشائنة ضد الإسلام ورسوله الكريم تعبر عن تعطش فئة ضالة في أنحاء العالم لعدم الاستقرار والأمن وتتغذى من قبل جهات عالمية مشبوهة حاقدة وعنصرية»، مؤكداً،« أن تكرارها تزيد من حالة الاحتقان والكراهية بين شعوب العالم وأن المس بالأديان السماوية ورموزها أمر حرمته جميع الشرائع والأعراف والقوانين الدولية»، وانتقد حسين الحجج الواهية التي يطلقها الغرب عن حرية التعبير رافضا ردود الأفعال السلبية من بعض الأطراف على هذه المواقف، ودعا إلى ضرورة وقف هذه الانتهاكات المشينة وأن الإسلام أسمى من أن يهبط إلى هذا المستوى الذي ينطلق منه أولئك المسيئون، كما طالب المنظمات الدولية بالعمل على تبني قانون يحرم التعرض أو المساس بالرموز الدينية لأي ديانة كانت مع ضرورة اتخاذ إجراءات دولية رادعة ضد أي شخص يخالف هذا القانون، وأشاد المفتي العام بمواقف الكنائس في فلسطين والدول العربية التي شجبت بقوة الفيلم المسيء للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن هذه الأعمال غير أخلاقية ولا حضارية بكل المقاييس وهي مدانة أشد إدانة وتقوم بها فئة حاقدة على الإسلام و رموزه».
ثالثاً: مفتي لبنان أما مفتى لبنان فقد أكد الشيخ محمد رشيد قباني « أن اللبنانيين والمسلمين في العالم ضاقوا ذرعا بالمحاولات المتكررة للإساءة إلى نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وإلى الإسلام وإلى القرآن الكريم، ودعا في بيان له اليوم جميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين إلى الاتحاد فيما بينهم ليكونوا يدا واحدة في مطالبة الدولة اللبنانية لاتخاذ الإجراءات الدبلوماسية والتحرك في المحافل الدولية باسم المسلمين والمسيحيين تجاه الولاياتالمتحدةالأمريكية الدولة الحاضنة لإنتاج الفيلم المسيء للمسلمين لجهة منعه ومحاسبة المقيمين على إنتاجه، وطالب قباني بضمان عدم تكرار المحاولة للإساءة للإسلام والمسلمين والتي تضر أيضا بالعلاقات الإنسانية بين الأديان وتثير النعرات الطائفية، معتبرا أن الولاياتالمتحدة أقوى دول العالم لا يمكن أن تكون غير مدركة أو واعية لأبعاد إنتاج هذا الفيلم ولا لأثره على الأديان وعلى الإنسانية، رافضا تنصل الولاياتالمتحدة من مسؤولياتها تجاه صدور هذا الفيلم ومنعه ومحاسبة من يقفون ورائه».
رابعاً: فتاوى أخرى كما جاءت بعض فتاوى الدول ما بين.. طلب « مفتى ولاية جامو وكشمير بشير الدين أحمد»، من المواطنين الأمريكيين مغادرة الولاية على الفور، وذلك في أعقاب الفيلم المثير للجدل الذي جرح مشاعر المسلمين ، وأن الحكومة الهندية طلبت من موقع « جوجل» إغلاق 11 فيديو على اليوتيوب الذي يتضمن مقاطع الفيلم المسيء، وقد وصلت الاحتجاجات على الفيلم المسيء للإسلام إلى بنجلاديش, حيث حاول نحو ألف إسلامي تنظيم مسيرة إلى السفارة الأمريكية في داكا يوم الخميس للاحتجاج على الفيلم المسيء غير أن قوات الأمن منعتهم من الوصول إلى مقر السفارة».
في الوقت نفسه قال « حماية الدين القيادي البارز بالجماعة الإسلامية»، « سننظم احتجاجات أكبر بشأن هذه القضية وربما نحاصر السفارة الأمريكية أيضا، ولوح المحتجون الذين يرتدون قبعات بيضاء بقبضاتهم في الهواء وهم يهتفون بشعارات مناوئة للولايات المتحدة، كما حرق المتظاهرون العلم الأمريكي وطالبوا باعتذار فوري من واشنطن, وفقا لما نشرته رويترز».
وفي نفس الموضوع أكد « العالم الأزهري المصري الأصل، الدكتور إبراهيم أبو محمد مفتى عام قارة أستراليا»، أن الفيلم المسيء لرسول الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، يؤسس لنظرية جديدة في الكراهية والكذب تستغل فيها الحرية لهدم أعلى القيم قداسة، وتفتح بابا للعدوان على كل المقدسات في كل الأديان، وأضاف مفتي استراليا، أن الذين يقفون خلف هذا الفيلم من أقباط المهجر ومعهم آخرون يقتاتون على الفتنة ويرتكبون عملا دنيئا ويحرضون على تفجير المجتمعات من الداخل، والفيلم بما يسوقه من أكاذيب لا أصل ولا وجود لها إلا في العقل المريض لمن يقفون خلفها، إنما تشكل أحط درجات الاستفزاز النفسي لملايين المسلمين، الأمر الذي يدفع لردود أفعال قد لا تكون محسوبة ومن ثم فنحن نعتبره دعوة رخيصة وصريحة للحض على العنف والإرهاب، وأشار مفتى استراليا، إلى أن كل عقلاء العالم يعرفون الفرق بين حرية الإبداع أو حرية التعبير وبين دعوات الكراهية التي يقوم عليها هذا الفيلم، والتي تروج للعنف العلني كما تسوق للوقيعة بين الشعب، مؤكدا أن الأديان مناطق مغلقة وهى تشكل في الرؤية الإسلامية محميات لا يجوز اقتحامها حماية للنسيج الوطني واللحمة الحضارية لأي مجتمع من المجتمعات التي تتعدد فيها الأديان والمذاهب والأجناس، وقد قدم القرآن الكريم لحماية المجتمعات أرقى رؤية حضارية لحماية المجتمعات في التسامح وقبول الآخر حين قال « وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمّ َإلىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.(الأنعام 108 ) وهذا هو الفرق بين القرآن الذي تلقاه النبي محمد وحيا من ربه وبين رجاسات المسكونين بالكذب والكراهية والعدوان على كل عظيم، وأضاف،أن الولاياتالمتحدةالأمريكية حين تسمح بهذا الكذب ولا تتخذ بشأنه موقفا جادا تكون قد ارتكبت المحظور الأكبر، لأنها توسع دوائر الكراهية لنفسها شعبا ونظاما، كما تكون قد شهدت بنفسها على نفسها بازدواج المعايير والكيل بمكيالين، لأن الممول للفيلم يهودي إسرائيلي تقدم الولاياتالمتحدة لبلده كأنواع من الدعم، كما تجرم بالقانون وتعاقب كل من تبدو عليه معاداة السامية، فلماذا إذن تقف الولاياتالمتحدة موقف السكوت من هذا الفيلم وتتغاضى عمن قاموا به، وتتجاهل مشاعر مليار ونصف المليار مسلم، ومثلهم أيضا من شرفاء العالم الذين يحترمون عقولهم وضمائرهم ويرفضون تزوير الحقائق ونشر الكراهية، ألا يكفى العالم ما يعانيه من تلك الكراهية وهذا التعصب الأعمى والأصم؟، واستكمل:أننا وكل شرفاء الدنيا معنا مسلمين وغير مسلمين، ندين هذا الفيلم غير الأخلاقي والذي يصب في خانة التحريض على الكراهية والعنصرية، ويرجع بالناس والمجتمعات لعهود الفرز الطائفي والتطهير العرقي والتمييز العنصري الذي ترفضه وتحرمه وتجرمه الأخلاق وكل المواثيق والقوانين الدولية، القادة الروحيون في العالم مطالبون بموقف حازم من هذه الفوضى التي تمارس ضد العقائد والأديان باسم حرية التعبير أن كنا حقا نريد أن يعيش العالم في سلام».
وفي تلك القضية فتاوى كثيرة أوردنا بعضها ليتبين للقارئ اتجاهها، فالحق، أن العلماء رافضون وعن رسول الله مدافعون، تختلف لغتهم بين النية والحفاظ على المكان، كما يُردد ذلك البعض، لكني أقول أن النوايا لله، وكما أنهم رفضوا الإساءة للرسول، رفضوا أيضاً الإساءة لغيره من الأنبياء، فقد نددوا قبل ذلك بالإساءة لسيدنا عيسى، وهذا ما يأمرنا به ديننا الحنيف، واستنكروا فعل الجهال من اقتحام وإهانة للإنجيل كما فعل أحدهم، إنه الإسلام المٌُعلم ورسوله المتمم. مواد متعلقة: 1. «استنكار وإدانة وشجب ورفض» أقوى الردود في «الإساءة للرسول» 2. الخرطوم تستدعي القائم بأعمال أمريكا وسفير ألمانيا احتجاجاً على الإساءة للرسول الكريم 3. بعد الإساءة للرسول الكريم مطلوب خطوات جدية وليس بيانات