للمرة الأولي قد يكون التقييم حقيقيا لبرامج التليفزيون المصري التي طالما سمعنا عن تقييمها بينما لم تتغير منذ سنوات وحتي لو تغير اسم البرنامج فيظل بنفس مضمونه. وربما كان السبب في ذلك رغبة القيادات في عدم إثارة المشكلات مع أصحاب البرامج سواء المذيع او المعد او المخرج فقد كان من الصعب ان يتقبل أحد هذه العناصر ان برنامجه( لا يصلح) وهو ما تسبب في استمرار برامج بعينها أكثر من10 أعوام حتي مع الإدعاء المستمر بما يسمي التطوير فقد كان هذا المصطلح يستخدم أحيانا للتخلص من برامج معينة أو تمرير برامج أخري, ومنذ أسبوع وتقوم لجنة مشكلة من خبراء وأساتذة الإعلام بالجامعات برئاسة د.عدلي رضا وعضوية د. نائلة عمارة ود. بركات عبد العزيز ود.عادل عبد الغفار ود.خالد صلاح الدين بمشاهدة كل برامج التليفزيون علي القنوات الأولي والثانية والفضائية المصرية بعيدا عن رؤساء القنوات الذين لا يشاركون في التقييم أو حتي التواجد ويتم التقييم علي أساس معايير مهنية محددة ومطبقة علي كل البرامج من خلال استمارة تحتوي علي بيانات عامة مثل اسم البرنامج والقناة التي يذاع عليها ومدة الحلقة واسم مقدم البرنامج ومخرجه وتنقسم عناصر التقييم إلي موضوع الحلقة وأهميته للمعالجة والمعالجة المهنية التي تنقسم الي الحيادية والتوازن في عرض وجهات النظر والموضوعية في التناول والتسلسل المنطقي في المعالجة وتوزيع الوقت علي المتحدثين وتوزيع الوقت علي الموضوع ومستوي المتحدثين في البرنامج كما يتم تقييم الجوانب الفنية علي أساس الديكور والتصوير والإخراج والمظهر العام لمقدم البرنامج ثم التقدير العام لمستوي الحلقة والذي يبدأ من ممتاز وحيد جدا مرورا بجيد ومقبول وحتي ضعيف. وينتهي التقييم بالتوصيات التي يقرر فيها أعضاء لجنة هل يستمر البرنامج بدون تعديل أو يحتاج لتعديلات. وما هي والبرنامج الذي يجب إلغاؤه مع ذكر أسباب الإلغاء, وستنتهي اللجنة من عملها بالتقييم مع نهاية الأسبوع. وبالفعل تم حتي الآن إلغاء مجموعة من البرامج والمطالبة بإعادة تأهيل بعض المذيعين وسيتم رفع التقرير لوزير الإعلام صلاح عبد مقصود, والسؤال الآن: هل سيتم تطبيق تلك التوصيات وسيشهد التليفزيون المصري تغييرا ملموسا للأفضل أم ستظل التوصيات حبيسة الأدراج كما سبق في حالات عديدة.