أزمة العاصمة والتكدس وارتفاع أسعار السكن والحاجة إلى توسيع الرقعة الزراعية أزمة تاريخية عانت منها مصر منذ عقود طويلة مع النزوح المستمر من الريف الى الحضر بحثا عن حياة أفضل الى جانب التوسع فى عمليات تجريف الأرض الزراعية فى الريف، وكحل للأزمة اتجهت الدولة الى إنشاء المدن الجديدة خارج حدود العاصمة وعلى أطراف الوادي، ومن أوائل هذه المحاولات ما تم فى عام 1958 حيث أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر البدء فى إنشاء واد جديد يحازى وادى النيل ويتمتع بالعديد من المميزات البيئية ليخترق الصحراء الغربية لاستصلاح وتعمير الصحراء وزراعتها بالمياه الجوفية وايجاد حياة جديدة بمحافظة الصحراء الجنوبية التى تحولت بعد هذا القرار الى محافظة الوادى الجديد. وبالرغم من أن محافظة الوادى الجديد تعتبر كبرى محافظات مصر من حيث المساحة بل تكاد تقترب من نصف مساحتها الإجمالية الا أنها تعتبر أقل المحافظات من حيث الكثافة السكانية حيث يبلغ عدد سكانها 240 ألف مواطن ولكن الله حباها بالكثير من الخيرات ما يجعلها مخزناً للفرص الاستثمارية خاصة فى مجال الاستصلاح الزراعى والعقارى والصناعى والتى تحتاج إلقاء الضوء عليها لجذب المواطنين خاصة من الشباب. ويؤكد اللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد أن المحافظة تمتاز بالعديد من المميزات البيئية ما يؤهلها لتكون أرض الفرص الاستثمارية فى مصر خاصة بعد الطفرة الكبيرة التى نفذتها الدولة خلال الخمس سنوات الماضية بالمحافظة من بنية تحتية حيث استحوذت محافظة الوادى الجديد على نحو 25 % من نسبة البنية التحتية من الطرق بمصر بطول 2700 كيلو متر مما يعزز من إمكانية وجود استثمارات محلية وأجنبية بالمحافظة. وأشار فى تصريحات خاصة خلال زيارة وفد سعودى لمصر لتفقد المشروعات العمرانية والاستثمارية الكبرى بكل المحافظات إلى أن الدولة تولى أهمية كبرى بالمحافظة وايجاد فرص عمل وجذب استثمارات جديدة إليها من خلال عدد من المشروعات الكبرى موضحا أن الدولة تحيى الآن مصنع فوسفات أبو طرطور بالتعاون مع وزارة البترول باستثمارات 14 مليار جنيه بالإضافة إلى تشغيل خط السكة الحديد الجديد بداية شهر يوليو المقبل والذى يربط بين ابو طرطور وميناء سفاجا لنقل الإنتاج إلى محافظة البحر الأحمر . وأضاف الزملوط ان الدولة سخرت كل إمكاناتها فى تنفيذ البنية الأساسية بالمحافظة والتى بلغت 30 مليار جنيه موضحا أن أكثر الفرص الاستثمارية بالمحافظة تعتمد على النشاط الزراعى لافتا إلى طرح فكرة بيتك مصنعك والذى تعتمد على إعطاء أرض بمساحة 10 أفدنة يتم عمل مشروع زراعى وصناعة السكنى عليها للشباب بالإضافة إلى استهداف المحافظة إنشاء 10 آلاف وحدة سكنية بالتعاون مع المستثمرين المحليين والأجانب وذلك بهدف توفير فرص للشباب وتخفيف العبء عن المحافظات المكتظة بالسكان والخروج من الوادى الضيق مشيرا إلى دراسة التمويلات المقترحة لهذا المشروع للبدء فى تنفيذه. وأشار الى أن هناك فرصا استثمارية واعدة أيضا فى المحافظة فى مجال صناعة التمور حيث يوجد بالمحافظة 2.2 مليون نخلة تنتج نحو 150 ألف طن سنويا وتستهدف الدولة زيادتها لنحو 5 ملايين نخلة خلال السنوات المقبلة بواقع مليون نخلة سنويا وتحويل مصر لمنطقة لوجيستية لإنتاج التمور لافتا إلى أنه تم عرض هذه الفرص على وفد رجال الأعمال السعودى أثناء زيارته لمصر الأسبوع الماضى والذين ابدوا اهتمامهم بكم المشروعات الاستثمارية الكبرى التى تتمتع بها المحافظة.