معجزة ان تسمع فتاة أصوات بشر وزقزقة العصافير وخرير المياه وجرس الباب لأول مرة وعمرها 32عاما، كان والداها يشعران بالذنب عندما تناسيا عواقب زواج الأقارب وانتقال الصفات الوراثية التى قد تأتى بنتائج سلبية للملائكة الصغار. تغلبت العاطفة والتقاليد على العقل والعلم الذى اثبت ان زواج الأقارب يورث 82 مرضا، يصيب أحدها الأبناء غالبا. لم يلق زواج الأقارب الاهتمام الكافى كواحدة من المشكلات الاجتماعية الكبرى التى تنتشر فى البلدان العربية وتصل فى مصر إلى أكثر من 30 بالمائة وهى ظاهرة يلفظها الغرب ولاتزيد بأمريكا على 2بالمائة. بينما نجد موروثنا الشعبى وبعض الأفلام تشجع ذلك حتى لايذهب الميراث خارج العائلة (واللى نعرفه أحسن من اللى مانعرفهوش). اقترب من المشكلة قليلا فيلم (الحكم آخر الجلسة) لنور الشريف وبوسى المأخوذ عن رواية فتحى ابوالفضل (لعنة الملائكة) يتوارث ابناء العائلة الواحدة مرض الجنون، مما دفع الزوجة للتخلص من الجنين. نعود إلى الفتاة التى اشرنا إليها، أنجب أولاد الخالة طفلة جميلة، مرت 3 سنوات ولم تنطق بالكلمة التى يشتاقان لسماعها، بابا وماما. بدأت الطفلة تتعرض لحالات إغماء على فترات متباعدة، تفقد الحركة تماما ثم تستفيق بعد عدة ثوان. ثبت إصابتها بفيروس بالأذن الوسطى يفقدها الحياة لحظة ويفقدها نسبة من السمع. تعود إليها الحياة ولايعود ما تفقده من السمع، والسبب الرئيسى وفقا للأطباء ناتج عن رابطة الدم بين الأب والأم. ودفع الملاك الصغير الثمن. لمزيد من مقالات سمير شحاتة