اللعب ب«صلاح» مهاجما «خدعة» من أجيرى.. وفلوران لا يملك ما يخسره يلعب منتخب مصر الليلة أمام الكونغو الديمقراطية، وتحديدا فى العاشرة مساء باستاد القاهرة، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى بكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، وهى المباراة التى تترقب فيها الجماهير المصرية رؤية صورة مغايرة فنيا للفريق، لعلها تحمل معها متعة أكبر تمحو بها جدل الأيام الماضية منذ مباراة الافتتاح أمام زيمبابوي. الحديث عن مباراة مصر والكونغو أشبه باللعب على أوتار الربابة وهى آلة موسيقية شعبية لأنها مرتبطة دائما بذلك الراوى الذى يحكى عن بطولات وأمجاد أبطال الحكايات الشعبية، فالناس مشتاقة لتلك الملحمة الكروية بإستاد القاهرة، كى تحكى عنها بعض الوقت، وتنتظر أبطال منتخب بلدها، بعد أن بدأ الجميع يعيش حالة كرة القدم، ويتابع بشغف تألق هذا المنتخب.. وتراجع ذاك، ووسط كل هذا.. يبقى منتخب الوطن هو الأمل والعنوان الذى يعبر عنهم ويرفع الرأس بأدائه ونتائجه، لذلك ينتظرون أداء يدعو للتفاؤل والفرح، ويستعدون بحماس للمشاهدة.. فهل سيمتعهم المنتخب الوطني؟.. كيف؟.. وماذا عن المنافس الكونجولي؟ بداية أعلن المكسيكى خافيير أجيرى أنه لن يغير من تشكيل منتخب مصر الذى بدأ مباراة زيمبابوي، أى أنه سيلعب بالتشكيل نفسه، وبالتالى الطريقة نفسها 4-2-3-1، رغم أنه كانت هناك نداءات بضرورة منح أحمد على الفرصة للعب من البداية كمهاجم بدلا من مروان محسن، خاصة فى ظل الفرص الكثيرة المهدرة، لدرجة أن تقسيمة الفريق فى المران الرئيسى للمباراة انتهت دون أهداف! ولكنها رؤيته وحقه الطبيعى الذى يمارسه كمدير فني، ويجب احترام تقديراته للاعبين، إنما هذا لا يمنع من القول فى الوقت نفسه بأن طريقة اللعب يجب أن تشهد توظيفا مغايرا فيه بعض من الابتكار الذى يمنح الفريق أفضلية وسيطرة هجومية، لا سيما أن التقليدية فى الأداء فيها خطورة كبيرة أمام منافس مثل الكونجو، قادم من خسارة أمام أوغندا، ولا يملك ما يبكى عليه، وسيلعب لتحسين وضعه فى البطولة وأمام جماهير بلاده، أى أنه سيلعب مندفعا بشراسة، وخير وسيلة لكبح جماحه الهجوم المتواصل، وحتى عند الدفاع يجب أن يكون دفاعا متقدما، حتى لا تنفصل خطوط الفريق من منتصف الملعب، كما حدث فى المباراة السابقة، واتجه اللاعبون للكرات الطولية مركزين على محمد صلاح فقط، وبلا أية حيلة أخري! كما يمكن القول أيضا، إنه كانت هناك ملاحظات على أداء بعض اللاعبين، يأمل الجميع أن تزول ويمحو آثارها أداء مغاير، وجمل منظمة يظهر فيها تناغم على الطرفين، خاصة عند تريزيجيه وأيمن أشرف فى ناحية اليسار، التى تحتاج أن يعمل معها عبد الله السعيد أيضا، لأنها الجبهة الأخطر فى ظل أن دفاع المنافس سيركز مع محمد صلاح، وربما هذا مادفع إلى ترديد حكاية اللعب بصلاح كمهاجم، فالحرب خدعة .. واللعب أيضا!.. ولكن أخشى أن تتحول الخدعة الى حقيقة.. لأنها ستكون جنونا! هناك أشياء كثيرة بلاشك تنتظرها الجماهير المصرية من لاعبى المنتخب الليلة، ونحن ننتظرها معهم، ونأمل أن تتحقق.. ولكن ماذا عن المنافس؟ الخسارة المفاجئة لمنتخب الكونغو بهدفين من أوغندا، تركت جرحا كبيرا لديهم، ويبحثون علاجه فى مباراة الليلة، خاصة بعد اعتذارهم لجماهيرهم على أمل التعويض، وبالفعل يمتلكون قوة هجومية من خلال الثلاثى مشاك إليا، وسيدريك باكامبو، ويانيك بولاسي، إلى جانب بعض اللاعبين الذين ينشطون ويتنقلون بالدوريات الأوروبية، ولكن أيضا لديهم دفاع «هش»، وهذا ما استغلته أوغندا ببعض التنظيم الجيد واللعب الجماعي، وكان ملاحظا حالة الشرود التى تنتاب قلبى الدفاع الكونجولى يساما مبيكو، ويوندولا، وهو ما يربك حارس مرماهما ماتامبي.. وهنا ستكمن عوامل نجاح منتخب مصر لو هاجم ثم هاجم ثم هاجم بشكل صحيح! إن أجيرى سيكون فى مواجهة خططية صعبة أمام فلوران إيبينجي، المدير الفنى لمنتخب الكونغو الديمقراطية، ولن تقبل أى هفوات أو تفكير يخالف المتعارف عليه والمنطقي، وإنما تحتاج فقط الى تحفيز نفسى جيد للاعبى منتخب مصر، وتجهيز جمل فنية واقعية، والواقعية هنا معناها ان نرى دورا حقيقيا صحيحا للجناحين فى التكملة مع صلاح وتريزيجيه، وإرسال كرات عرضية صحيحة تشكل خطورة، وتألقا لعبد الله السعيد، وأن يكون هناك مهاجم قوى يقف فى منطقة عمليات الكونغو، مشاكسا.. معاكسا .. مناكفا، أما لو كان هناك دور مبتكر لأحد اللاعبين القادمين من الخلف كعملية خداع عندما تكون الكرة معنا، فهذا سيكون عظيما! .. لننتظر.. ونري، متفائلين بأن نجد فى اللعب ما يمتعنا مثل الراوي.. والربابة!