أصبحت البيئة فرصة وليست تحديا أو عائقا للتنمية، فهى قيمة مضافة وضعت فى إطارها استراتيجية للتنمية المستديمة تضم محاور وسياسات لحماية البيئة ورفاهية الإنسان، وقد اتخذت مصر إجراءات ناجزة تمكنت من خلالها من حصار تلوث الهواء بمشاركة فعالة من كل فئات المجتمع، الشباب والمتخصصين والمسئولين، وسبق الجميع القطاعان الرسمى والأهلي. هذا ما أكدته الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة عندما استعرضت دور مصر فى مواكبة خطوات حماية البيئة والموارد الطبيعية ضمن احتفالية الوزارة بيوم البيئة العالمى تحت شعار «دحر تلوث الهواء» بالإضافة إلى تطوير البيئة التحتية للمحميات الطبيعية، ودمج المجتمعات المحلية من نساء وشباب للاسهام والعمل داخل المحميات وبمشاركة الطلاب والشباب من خلال المسابقات البيئية والفنية، وهو الدور الذى تجلى فى حصول مصر على جائزة «الأيوا لحماية الطيور»، كما تتضمن أهداف الوزارة تشجيع الشباب على دخول قطاع تدوير المخلفات بكل أشكالها من أجل تحقيق شمول كامل لإشراك القطاع الخاص والمجتمع المدنى فى هذا النطاق تحت مظلة الوزارة وبمعاونة الجهات المانحة الدولية لتوفير التدريب العملى وتداول الخبرات. ومن جانبها، حذرت راندا ابوالحسن، ممثلة البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة، من ان تزايد معدلات تلوث الهواء يقتل 4 ملايين شخص سنويا، ويكلف الاقتصاد العالمى تريليونى دولار سنويا، بجانب انخفاض انتاجية المحاصيل لاكثر من 25%، وان تزايد معدلات تلوث الهواء يعنى انعدام كثير من موارد البيئة بحلول عام 2050.. وقد استعرض الدكتور محمد صلاح الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة دور الجهاز فى مكافحة التلوث من خلال توفير 696 آلة لكبس بالات قش الأرز من أجل التحكم فى وقف ظاهرة حرق القش، بما ساعد فى كبس 1.5 مليون طن وتوفير 5000 فرصة عمل، بجانب تنفيذ مشروع التحكم فى التلوث الصناعى بتكلفة وصلت إلى 600 مليون جنيه، وإنشاء شبكة قومية للرصد اللحظى لتلوثات الهواء من 72 مصنعا.. كما أوضحت الدكتورة ناهد يوسف الرئيسة التنفيذية لجهاز إدارة المخلفات أنه تم إنشاء 7 محطات وسيطة للتخلص من القمامة وتقديم الدعم الفنى لحل مشكلات القمامة فى محافظاتكفر الشيخ واسيوط وقنا، بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع والإدارة الهندسية للقوات المسلحة. صناعة الأمل من المخلفات وقدم عدد من الشباب مشروعاتهم فى مجال إعادة تدوير المخلفات على مختلف أشكالها، وعرضوا خطوات تحويل المخلفات المنزلية والزراعية إلى سماد ووقود بديل، وبالتالى القضاء على ظاهرة حرق القمامة وحماية الهواء من التلوث فى محافظات بورسعيد والاسماعيلية والوادى الجديد.. وعرضت شيماء القصاص «مشروع وطن»، وهو برنامج تنموى موجه للشباب والأطفال، وكذلك برنامج قطار التنمية برعاية من وزارتى البيئة والتخطيط والبرنامج الإعلامى للأمم المتحدة بهدف نشر التوعية لأهداف التنمية المستديمة وإيصال مضمونها لكل فئات المجتمع لتحقيق الهدف الرئيسى وهو الحفاظ على البيئة، وطبق فى بعض المدارس بالمعادى وبمساعدة 300 شاب وفتاة.. كما قدمت يارا ياسين فكرة تصنيع شنط للسيدات من مخلفات القمامة، حيث بدأت الفكرة بمعاونة 16 سيدة من منشية ناصر باستخدام الأكياس البلاستيك كمادة خام، وقدم علاء عبدالفضيل فكرة مشروعه بهدف الفصل من المنبع للفضلات وبمشاركة من العميل مقابل شراء المخلفات من المنازل وبلغ عددهم نحو 1000 عميل، وقدم شادى عبدالله فكرة مشروعه التى تهدف لنشر الوعى بكيفية إعادة تدوير المخلفات لمنتجى المخلفات أنفسهم سواء فى منازلهم أو فى أماكن مخصصة لذلك، وتم نشر الفكرة فى نحو 13 محافظة فى أنحاء الجمهورية.. وأيضا عرض شادى ثابت مسئول مشروعات الوكالة الفرنسية بالقاهرة مشروع توفير التمويل اللازم من خلال صندوق المناخ الأخضر الدولى بهدف دعم الدول النامية فى مشروعات التكيف والتوافق مع تأثيرات التغيرات المناخية فى إطار 11 مليار دولار على مستوى العالم فى مشاريع تتصل بالتغير المناخي، وفى مصر تم تحديد مشروع بالشراكة مع البنوك المحلية المصرية بهدف توفير الدعم الفنى والمالى فى مرحلته الأولى التى تضم 17 دولة من بينها مصر، حيث تقدم القروض للبنوك والتى بدورها تقدم التمويل للمشروعات التى تخدم التكيف مع التغيرات المناخية مثل الطاقة المتجددة والزراعة وإدارة المخلفات والمياه والنقل والسياحة.