لكل عصر من العصور سماته التى تميزه والمرتبطة به، ومنذ عقود قليلة لم تتطور التكنولوجيا لتفرز لنا ما نراه الآن من الفضائيات والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى المختلفة أو ما يعرف ب عصر السموات المفتوحة. ولاشك أن هذا التطور له إيجابياته وسلبياته، بمعنى انه نعمة ونقمة فى الوقت نفسه، وقد يعترض البعض على وصف وسائل الاعلام والاتصالات والفيس بالنقمة .فقد تسببوا فى إحداث شرخ داخل معظم الأسر، أو تفكك وسيطرة الفردية على الجماعية، ووجود حالة من الاغتراب النفسى لدى الأزواج، فلكل فرد عالمه الذى يعيشه بعيدا عن باقى أفراد العائلة الواحدة .وحتى على مستوى الأقارب أصبح التواصل بينهم قاصرا على تبادل الأخبار والمعلومات والتهانى والمواساة على الفيس، فلا أحد يكلف نفسه بمكالمة تليفونية أو زيارة منزلية.. أليس هذا من قبيل المساوئ الاجتماعية؟! إضافة لاختفاء عنصر الخصوصية الذى جعل كل شىء ينشر على الملأ ككتاب مفتوح يقرأه الجميع .ولا ننسى خطورة ذلك أمنيا اذ أن مراكز البحوث الأجنبية المعنية بعمل دراسات عن الشعوب تقوم بتحليل مضمون هذا الكم من الكلام الذى نتبادله بيننا على الانترنت .ناهيك عن الخداع والغش الذى قد يتعرض له البعض من تواصل مع شخص مجهول قد يثق به رغم أنه لا يعرف حقيقته . وهناك أيضا انتشار المقاهى والسايبر والأخيرة قل عددها بسبب أن النت موجود ومتاح على كل محمول، أما المقاهى فهى منتشرة بشكل غير طبيعى، لدرجة أنه قد نجد ثلاثة وأربعة فى شارع واحد، روادهم من الشباب من الجنسين يدخنون النارجيله ويشاهدون مباريات كرة القدم الأوروبية المشفرة .هناك أيضا محال القهوة الجاهزة التى تعد كل أنواع القهوة، وهى ظاهرة جديدة فى تزايد بسبب الإقبال المتزايد عليها، وهذا دليل على أننا شعب صاحب مزاج . لمزيد من مقالات نادية منصور