ارتبط الفساد فى الأرض منذ بدء الخليقة حيث كانت أول جريمة فى تاريخ البشرية بين ابنى آدم عليه السلام وانتهت بقتل الأخ لأخيه بدافع الحسد، كلمة الفساد فى الأرض والمعانى المرادفة لها فى الدستور الخاتم جاء ذكرها فى القرآن الكريم 40 مرة فى حين جاء ذكر كلمة الفساد المرتبطة بقضية الإيمان بالله والكفر وإنكار وجود الخالق سبحانه وتعالى 10 مرات فقط، الإيمان والكفر سلوك قبل أن يكون عبادات، هناك مجتمعات لا تعرف الإيمان الحقيقى بالله لكنها تقيم العدل، تحاسب الظالم وتنصف المظلوم وتوفر الحياة الكريمة لمواطنيها، وهناك مجتمعات ترفع راية الدين لكنها تغتصب الثروات وتنتهك الحقوق والحريات، وكما تفعل المجتمعات يأتى سلوك الأفراد, هناك من يصلى ويصوم ويحج إلى بيت الله العتيق ويتحدث عن الشرف والفضيلة وهو غارق فى الخطيئة. كنت متابعا لأحد المحافظين الذى كان يتحدث كثيرا عن محاربة الفساد وأنا أعلم تماما تاريخه فى الفساد والوصول إلى المنصب، وبعد سنوات تم القبض عليه متلبسا فى تقاضى رشوة ويقضى حاليا عقوبة السجن. القضاء على الفساد طريق شاق لا يتم فى يوم وليلة، نحن أمام فاتورة فساد لا حساب عليها، والأمر يتطلب محاسبة المنحرفين والمقصرين الجالسين فى مكاتبهم المكيفة الذين يتركون الناس ومشكلاتهم [email protected] لمزيد من مقالات حجاج الحسينى