الإرهاب .. ظاهرة خطيرة تهدد مسيرة البناء، ولكن الفساد أخطر، وإذا كان دعاة الإرهاب ينتشرون فى بعض أجهزة الدولة ويروجون الشائعات ويتربصون بالبلاد ويشمتون فى المصائب، فإن شبكة الفساد أيضا متغلغلة ومترابطة، وفى معركة الدولة ضد الإرهاب والفساد يسقط خفافيش الظلام من عناصر ملوثة بقتل الأبرياء، ومسئولين فى مواقع القيادة من وزير حتى نائبة محافظ وسكرتر عام ورؤساء أحياء وغيرهم. منذ أيام خرجت تصريحات نارية من مسئول ليس فوق مستوى الشبهات يتحدث عن مكافحة الفساد، والمجاملات والمحسوبية، وكشف المسئول عن قراراته فى ملاحقة الفاسدين، وهنا تذكرت على الفور أبيات من أمير الشعراء أحمد شوقي: برز الثعلب يوماً فى ثياب الواعظينا فمشى فى الأرض يهذى ويسبّ الماكرينا ويقول : الحمد لله إله العالمينا يا عباد الله توبوا فهو كهف التائبينا وفى إجابته عن سؤال المحرر عن ملف الفساد، أخذ المسئول نفسا عميقا وأشعل سيجارة وأجاب بمنتهى التركيز عن فاتورة الفساد. كلمات أمير الشعراء، لسان حالنا اليوم، زمن غريب وعجيب ، تراجعت فيه النزاهة والعدالة، وتقدمت الفهلوة والانتهازية والمحسوبية. الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة. كل منهما يغذى ويطيل من عمر الآخر.. فلا يمكن للإرهاب أن ينتهى ما دام الفساد موجودا ومستشريا فى بعض مؤسساتنا.. لذا لا بد من مواجهة الفساد إذا أردنا القضاء على الإرهاب. والسؤال.. كم فاسد فى مواقع المسئولية؟ كلمة أخيرة : مطلوب تشكيل لجان تابعة لرئاسة الجمهورية لتقييم ومراجعة المسئولين فى الجهاز الإدارى والدكتوراه «المضروبة» فى ملف الخدمة والتى تم على أساسها تعيين المسئول فى مناصب مهمة لاستبعاد الفاسدين والمشبوهين. [email protected] لمزيد من مقالات حجاج الحسينى;