الكلمات التى تحدث بها الرئيس بشأن الإعلام ليست وليدة الندوة التثقيفية العشرين.. ولم تكن الأولى.. ولن تكون الأخيرة، ما دمنا نعيش حالة الفوضى الخلاقة وفق الوصف الأمريكى لها.. فقد خلقت جيلاً من أنصاف الإعلاميين والمثقفين والخبراء،وأنتجت مجموعات.. بل قل شللا إعلامية إن صح التعبير، تجتر القليل من بعض العبارات والألفاظ والتعبيرات، وتنقل دون أن تعلم، وتلطم وتصوت وتولول على ما لا تفهم، فهى لا تدرك سوى شىء واحد وهو كيف ترتفع أرقام حساباتها فى البنوك أو بناياتها فى المدن الجديدة والساحلية،ليس للوطن مكان عندها، سوى كلمات عندما توضع فى مأزق، تنطق به أمام الكاميرات.. هذه النماذج لا تحتاج مناشدات ولا نصائح، ولن تستجيب، فهى تدرك تماما أن الشعب قبل قيادته غير راض عن أدائها، ولكنها تنفذ أجندة مرسومة نهاية خطوطها صراف البنك. إن غياب القانون ليس له ناتج سوى شىء واحد وهو الفوضى، وبغير القانون لن تستطيع ضبط إيقاع الإعلام الذى لا يدرك المسئولية التى يجب أن يتحملها والدور الواجب عليه القيام به تجاه وطنه وليس تجاه نظام أو سلطة. هؤلاء فهموا الإعلام إثارة.. وتعلموه على أنه سبوبة (أكل عيش) وتناقلوه على أنه شله، ولم يدركوا أن الإعلام رسالة، وقوة وطن، وحضارة أمة. إن غياب قانون الإعلام فى ظل عصر الحنجورية، وأنصاف الإعلاميين، والمتشدقين بالقدرة وهم غير قادرين على صناعة إعلام حقيقى، يستوجب ضرورة الإسراع بإصدار قانونى الإعلام وحرية تداول المعلومات خلال الدورة البرلمانية الأولى. ولم أجد وصفا لهؤلاء أجمل من قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقى التى قال فيها: برز الثعلب يوماً فى ثياب الواعظينا.. فمشى فى الأرض يهذى ويسبّ الماكرينا.. ويقول: الحمد لله إله العالمينا.. ياعباد الله توبوا فهو كهف التائبينا.. وازهدوا فى الطير إن العيش عيش الزاهدينا.. واطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا .. فأتى الديك رسول من إمام الناسكينا..عرض الأمر عليه وهو يرجو أن يلينا.. فأجاب الديك: عذراً يا أضلّ المهتدينا.. بلّغ الثعلب عنى عن جدودى الصالحينا.. عن ذوى التيجان ممن دخل البطن اللعينا.. أنهم قالوا وخير القول قول العارفينا.. مخطئٌ من ظنّ يوماً أنّ للثعلب دينا.