حالة من الاستياء تسيطر علي أهالي مدينة المحلة الكبري بالغربية بعد الحالة المتردية التي وصلت إليها المدينة من انتشار القمامة في جميع شوارعها التي تئن من كثرة الحُفَر والأتربة بها، وكذلك انتشار بلطجة «سائقي السرفيس» وعشوائية «التوكتوك»، بالإضافة إلي انتشار الأبراج السكنية المخالفة، علي مسمع ومرأي من المسئولين، وقام أهالي المدينة بتدشين حملة شعبية علي موقع التواصل الاجتماعي بعنوان «المحلة لازم تنضف»، ولاقت إقبالا كبيرًا من المواطنين ومشاركات فعَّالة، بل استجابات سريعة من الأجهزة المعنية سواء في المحليات أو المرور أو الإشغالات والمرافق. في البداية يؤكد عبد الحليم الكردي محاسب أن الحملة التي دشنّها مواطنو المحلة جاءت بعد شكاوي عديدة من سوء حالة المدينة، ولم تجدْ أي استجابة أو اهتمام من المسئولين، مما دفعهم إلي رصد بعض السلبيات الموجودة في الشارع، علي صفحات التواصل الاجتماعي، وعدم اهتمام المسئولين بحقوق المواطنين اضطرنا لإطلاق هاشتاج «المحلة لازم تنضف»، واللافت للنظر هو التفاعل الإيجابي للمواطنين، خاصة بعد أن أكدنا ضرورة التعاون مع الأجهزة المعنية لتحقيق هدف الحملة، مشيرًا إلي أننا وجدنا استجابة سريعة من المحليات، حيث قامت رئاسة المدينة وحيا اول وثان بحملات مكثفة للنظافة في جميع الشوارع، كما قام مرور المحلة بحملات مماثلة لضبط مركبات التوك التوك المخالفة، وكذلك قامت شرطة المرافق بحملات أخري للقضاء علي الإشغالات التي تملأ الشوارع والميادين. ويضيف السيد رمضان بالمعاش أن بلطجة سائقي السرفيس متمثلة في تجزئة خطوط السير، وعدم الالتزام بها، تجاوزت الحد، حيث نجد معاناة كبيرة خاصة بعد نقل الموقف إلي المجمع الرئيسي خارج المدينة، حيث يمتنع بعض سائقي السرفيس عن السير في الشوارع المتهالكة، خاصة في أوقات الذروة صباحًا وظهرًا، مما يضاعف من إرهاقنا ماديًّا وجسديًّا، مشيرًا إلي عدم وجود تسعيرة محددة للتاكسي، ويطالب بإنشاء وحدة مرور بالمدينة العمالية سواء في المستعمرة أو كفر حجازي. ويؤكد طارق السيد أحد الأهالي أن القمامة موجودة في كل مكان بالمدينة منذ شهر رمضان، الأمر الذي فاقم من رائحتها الكريهة، وساعد علي انتشار الحشرات الضارة، مما قد يؤدي إلي إصابة أطفالنا وكبار السن بالأمراض، وعدم قيام مجلس المدينة برش الشوارع بالمبيدات أو رفع القمامة من الشوارع، مشيرًا إلي أن شارع الترعة كله قمامة، ودائمًا ما تطفح به مجاري الصرف. ويضيف وليد الدمرداش أن المخالفات في مدينة المحلة أمام مرأي ومسمع المسئولين دون أن يتخذوا بشأنها إجراء قانونيًّا رادعًا، ومنها زيادة نسبة العشوائيات في المباني بوسط الدلتا، حيث تم بناء مئات الأبراج السكنية المخالفة، لارتفاعات تصل إلي 14 دورًا في شوارع لا يزيد عرضها علي 6 و8 أمتار، بالإضافة إلي أن غلق العديد من مصانع الغزل والنسيج الخاصة أدي لزيادة نسبة البطالة وانتشار المهن السلبية مثل المقاهي والكافيهات التي تفترش مقاعدها بالشوارع العمومية والجانبية وتتعدي علي الأرصفة وتعيق حركة المارة، وكذلك انتشار التوك توك في كل مكان، وأصبح «العامل» يفضل العمل سائقًا علي التوك أفضل من العمل في المصنع. أما أحمد مندور فيؤكد أن الوضع في منطقتيْ منشية البكري والبهلوان، ليس بأفضل حالا، فأكوام القمامة تملأ الشوارع، ويتم إشعال النيران بها، مما يؤذي سكان المنطقة، بل يؤثر علي حركة سير السيارات ووقوع حوادث نتيجة انتشار الدخان، مشيرًا إلي أن أهم مطالبنا تتمثل في إزالة القمامة المجاورة للحي السكني بالكامل، وتمهيد الطريق من نهاية شارع محمد فرج حتي شارع الشرقاوي أو السكة الحديد، ووضع صناديق قمامة كبيرة أمام الشوارع ومتابعة مرور سيارة جمع القمامة في المنطقة لعدم تكرار تراكمها، بالإضافة إلي رصف الشوارع. ومن جانبه، أكد المهندس محمد سراج، رئيس مركز المحلة الكبري، أنه تم تكثيف حملات النظافة بحييْ أول وثان لرفع القمامة من الشوارع، حيث انتشرت سيارات ومعدات جهاز النظافة في رفع القمامة من شوارع الترعة، والزيوت والصابون، والرجبي، والزهراء، ومجمع المحاكم، وأمام المجزر الآلي، والمنسوب في منطقة صندفا، وكذلك شارعا سوق الجملة، ونعمان الأعصر، وميدان الششتاوي، مؤكداً أن تعليمات المحافظ مشددة بسرعة الانتهاء من نقل القمامة إلي مصنع التدوير والمدفن الصحي بمدينة السادات. وأشار سراج إلي أن رجال المرور والمرافق والإشغالات يقومون بحملات مكثفة أيضًا للقضاء علي مخالفات التوك توك، وضبط حركة سير السرفيس، وكذلك القضاء علي الإشغالات، مطالبًا المواطنين بضرورة التعاون مع الأجهزة المعنية بضرورة إلقاء القمامة بالأماكن المخصصة لتجميع المخلفات حتي تتمكن سيارات وعمال النظافة من رفعها ليظل الشارع نظيفًا طوال اليوم، حفاظًا علي المظهر الحضاري والصحة العامة. وفي السياق ذاته، أكد اللواء هشام السعيد، محافظ الغربية، أنه تم التعاقد مع إحدي الشركات ب5 ملايين جنيه لتشغيل مصنع تدوير القمامة بالمحلة، وتم منح رئيس المدننة مهلة 3 أسابيع لرفع جميع تراكمات القمامة بمصنع التدوير، مشيرًا إلي أنه تم إضافة خط إنتاج جديد بالمصنع بطاقة 240 طنا/ يوم، مما سيساعد في تدوير قمامة المحلة وسمنود وزفتي، وأضاف أنه بعد فسخ العقد مع شركة تدوير القمامة بالمحلة، والتي كانت السبب في تراكم آلاف الأطنان من القمامة، تم التعاقد مع شركة جديدة ب75 ألف جنيه شهريا، بهدف تعظيم الموارد وتحقيق نتائج أفضل، مضيفاً أنه يتم العمل لإيجاد الحل الأمثل لهذه المشكلة وهو التخلص الآمن من القمامة في مكانها باستخدام التكنولوجيا الحديثة التي تعتمد علي الحرق الآمن بطرق غير ملوثة للبيئة، وسنكون أول محافظة تنفذ هذا المشروع.