وزير الإسكان يتفقد سير العمل بالتجمع العمراني غرب الضبعة بالساحل الشمالي الغربي    الإيجار القديم بين العدالة والإنسانية    دلالات زيارة السيسى روسيا    الحكومة السودانية: استشهاد 20 وإصابة 50 مدنيًا بسجن الأبيض    بايرن ميونخ يهزم مونشنجلادباخ ويحتفل بلقب الدوري الألماني    المؤبد وغرامة 500 ألف جنيه لتاجر عقارات بتهمة الإتجار في المخدرات بالعبور    بالزغاريد والرقص مع رامي صبري.. أصالة تشيع البهجة في زفاف نجل شقيقتها | صور    متحدث "فتح" : توزيع المساعدات يجب أن يكون من خلال الأونروا وليس الإدارة الأمريكية    "زراعة الفيوم" تواصل ضبط منظومة الإنتاج الحيواني بالمحافظة    ترتيب هدافي سباق الحذاء الذهبي بعد هدف هاري كين.. موقف محمد صلاح    جوارديولا: لم نتوقع ما فعله ساوثامبتون.. ولذلك شارك هالاند في اللقاء كاملا    وزير الخارجية والهجرة يترأس حوار اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان    السجن المشدد لعاطل لاتهامه بقتل عامل بالإشتراك مع آخرين بسوهاج    جدول امتحانات الصف الثالث الابتدائي التيرم الثاني 2025 في الدقهلية    غادة إبراهيم: بوسي شلبي كانت بتدور على حد يعملها سحر يرجعلها محمود عبد العزيز    في احتفالية يوم الطبيب ال47.. "النقابة بيت الأطباء".. حمدي سعد ل"البوابة نيوز": تكريم اليوم الأهم في مسيرتي    نيابة الخليفة تقرر إحالة عاطل إلى محكمة الجنح بتهمة سرقة مساكن المواطنين    أول رد من رابطة الأندية بعد تأجيل «استئناف اتحاد الكرة» حسم أزمة القمة    محلل سياسى: جولة الغد من مفاوضات إيران والولايات المتحدة حاسمة    طوابير خانقة وأسعار مضاعفة وسط غياب الحلول..أزمة وقود خانقة تضرب مناطق الحوثيين في اليمن    مستقبل وطن المنيا يكرم 100 عامل مؤقت    عطلوا أحكام الدستور.. تأجيل محاكمة 19 متهمًا ب«خلية المرج الثالثة»    تأجيل محاكمة طبيب تسبب في وفاة طبيبة أسنان بسبب خطأ طبي في التجمع    بنك قناة السويس يعزز ريادته فى سوق أدوات الدين ويقود إصدارين ناجحين لصكوك متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية بقيمة 5.8 مليار جنيه    التيسيرات الضريبية... قبلة الحياة للاقتصاد الحر والشركات الناشئة في مصر    يغادر دور العرض قريبًا.. تعرف على الفيلم الأضعف في شباك تذاكر السينما    الكلاسيكو| أنشيلوتي يكشف موقف رودريجو ويؤكد: واثقون من الفوز    نائب رئيس الوزراء: مصر تضع الملف الصحي بجميع ركائزه على رأس أولوياتها    نصائح لوقاية العيون من تأثير ارتفاع درجات الحرارة    مرسوم عليه أعداء مصر ال9.. «كرسي الاحتفالات» لتوت عنخ آمون يستقر بالمتحف الكبير    رئيس جامعة الأزهر: السعي بين الصفا والمروة فريضة راسخة    عالم أزهري: خواطر النفس أثناء الصلاة لا تبطلها.. والنبي تذكّر أمرًا دنيويًا وهو يصلي    "صورة الطفل في الدراما المصرية" ندوة بالمجلس الأعلى للثقافة    القومي للمرأة يشارك في اجتماع المجموعة التوجيهية لمنطقة الشرق الأوسط    رئيس وزراء سلوفاكيا يرفض حظر الاتحاد الأوروبي على واردات الغاز من روسيا    محافظ أسيوط يتفقد تطوير مدخل قرية بنى قرة ونقل موقف السرفيس لتحقيق سيولة مرورية    محافظ الدقهلية يتفقد مستشفى أجا في زيارة مفاجئة ويبدي رضائه عن الأداء    «الإحصاء»: 1.3% معدل التضخم الشهري خلال أبريل 2025    قرار تأديب القضاة بالسير في إجراءات المحاكمة لا يعتبر اتهام أو إحالة    رئيس صحة النواب: مخصصات الصحة في موازنة 2026 الكبرى في تاريخ مصر    انطلاق الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ    وقفة عرفات.. موعد عيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا    خلافات بسبب العمل.. ضبط حلاق بتهمة قتل زميله بالعاشر من رمضان    هل منع الزمالك عواد من التدريبات؟.. مصدر مقرب من اللاعب يؤكد والأبيض ينفي    دعوة شركات عالمية لمشروع تأهيل حدائق تلال الفسطاط    جامعة أسيوط تُشارك في ورشة عمل فرنكوفونية لدعم النشر العلمي باللغة الفرنسية بالإسكندرية    جنايات المنصورة...تأجيل قضية مذبحة المعصرة لجلسة 14 مايو    وكيل وزارة الصحة بالمنوفية يتفقد مستشفى بركة السبع ..صور    أزمة بوسي شلبي وأبناء محمود عبد العزيز.. فيفي عبده: الواحد لازم يصرف فلوسه كلها وميسيبش مليم لمخلوق    السجن المؤبد وغرامة 20 ألف جنيه لمتهمين بخطف عامل بقنا    بينهم سيدة.. الجيش الإسرائيلي يعتقل 8 فلسطينيين بالضفة الغربية    مصر تستضيف الجمعية العمومية للاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب    أمين الفتوى: طواف الوداع سنة.. والحج صحيح دون فدية لمن تركه لعذر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 10-5-2025 في محافظة قنا    7 شهداء بينهم عائلة كاملة بقصف إسرائيلي على مدينة غزة الفلسطينية    تفاصيل مفاوضات الأهلي مع جارسيا بيمنتا    بكام الفراخ البيضاء؟.. أسعار الدواجن والبيض في أسواق الشرقية السبت 10 مايو 2025    موعد مباراة الاتحاد السكندري ضد غزل المحلة في دوري نايل والقنوات الناقلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المواقع المقدسة المصرية تمثل أهمية روحية ل300 مليون سائح..
«مسارات الأنبياء»
نشر في الأهرام اليومي يوم 14 - 06 - 2019

* رفح المصرية هى أول الأماكن التى وصلتها العائلة المقدسة
* ارتبط «موسى» بأكثر من مكان منذ ولادته فى مصر وحتى خروجه مع بنى إسرائيل
* يستغرق صعود جبل سانت كاترين خمس ساعات وبها كنيسة صغيرة باسم «هارون»


شاء الله تعالى أن تكتب مصر فصلا فى تاريخ كل دين،فهى موطن ميلاد أول نبى بعد نوح، وهو إدريس عليهما السلام وكان هبوط يوسف إلى مصر مكانة رفيعة له ونعمة من الله من بها عليه وعلى عائلته يعقوب والأسباط، وأقبل عليها عيسى بن مريم فى المهد وكانت به اسبق المؤمنين،ثم صارت من بعد ذلك حصن الإسلام ومعقله الحصين. ومن قبل ذلك أقبل عليها أبوالأنبياء إبراهيم، مع زوجته سارة وابن أخيه لوط عليه السلام فأقام بين أهلها يقول لهم ويسمع منهم ثم يخرج بهاجر المصرية لتكون أما لابنه البكر «إسماعيل» أبو العرب.
وعلى أرضها الطاهرة تلقى كليم الله موسى وأخوه هارون التوراة التى تلقاها بالوادى المقدس «طوى» كما تقابل مع الخضر فى جنوب سيناء عند مجمع البحرين. وفى سيناء عاش النبى داود وحمل أناشيد إخناتون التى ترجمت إلى اللغة العبرية وقام اليهود بترتيلها فى صلواتهم وأطلقوا عليها مزامير داود ومن أرض سيناء دخلها الأنبياء:سليمان و صالح وأيوب...لذا ستظل «أم الدنيا»هى أرض الأنبياء والرسل،وهو تكريم الهى، ينبغى أن نستثمره باحياء مسارات الأنبياء ذلك الكنز المفقود الذى من الممكن أن يصبح اضافة كبيرة للسياحة، خصوصا أنها مسارات لاينافسنا فيها أحد..وهى قادرة على جلب العالم العربى بل وكثير من دول العالم فى رحلة روحانية الى «المحروسة» من الباب العظيم «باب السياحة الدينية».
إبراهيم أبو الأنبياء
خرج أبو الأنبياء ابراهيم عليه السلام من حبرون ومر على عيون بئر سبع ثم اتبع طريق القوافل المتجه الى مصر وصل الى اثيت تاوى (الجيزة حاليا) اذ كانت هى العاصمة فى ذلك الوقت وبها الفرعون ولعله كان سنوسرت الثانى الذى اعطاه هبات كثيرة وسمح له بالتجول اينما شاء فوصل الى وسط الوجه القبلى تقريبا حيث زار اون ثم منف ثم هرموبوليس ثم بنى حسن ثم هيراكليوبوليس.
يوسف.. تكريم ومكانة
سلك نبى الله يوسف وهو صبي- ألقاه إخوته فى البئر ليباع بدراهم معدودة طريقا معروفا هو طريق «حورس» الذى كان يستخدم معبرا للقوافل التجارية ومنها قافلة يوسف فى أوقات السلم، وممرا حربيا للجيوش من والى مصر.
وهو طريق يمتد من القنطرة شرق فى غرب سيناء إلى رفح على الحدود المصرية الفلسطينية،وبالعكس،و يبدأ الطريق من ناحية مصر بشرق الإسماعيلية ثم يمر ببئر رمانة و قاطية و جنوب البردويل و بئر مزار قرب الفلوسيات و العريش والشيخ زويد حتى رفح.
ويضم احدى عشرة محطة هى: رفح «و تسمى رفح فى النصوص المصرية باسم «ربو» أو «ربح»، و كانت عبارة عن حصن مبنى على تل عالى على ساحل البحر المتوسط، و كان الحصن من طابقين، و يبدو أن المدينة نفسها كانت محاطة بأسوار سميكة، و قد ورد ذكرها فى بردية «انستازى»، وتمثل هذه المدينة المحطة الأولى لسيدنا يوسف داخل حدود مصر الحالية، والمحطة الثانية: بئر «من - ماعت - رع»، والمعروف أن « من ماعت - رع» هو اسم العرش الخاص بالملك سيتى الأول، و كان اسم البئر «نا خاسو»، و يحدد موقع هذه المحطة فى الشيخ زويد، اما محطته الثالثة فهى حورباتى»، و هذه المحطة كانت بجوار بركة ماء وكانت محاطة بأسوار مرتفعة،و موقعها الآن فى خروبة، والمحطة الرابعة هى: بئر «من - ماعت - رع « عظيم الانتصارات»، و سمى البئر باسم «الماء العذب»، وهذه المحطة فى العريش، والمحطة الخامسةهي: قلعة عند بئر «سيتى مرنبتاح»، و هى حصن ذو طابقين، تم تحديد هذه المحطة فى الفلوسية،و المحطة السادسة: هى «المدينة الجديدة، و هى حصن ذو طابق واحد، كان بجوارها بئر يسمى «ابسقب»، و فى بعض المصادر سميت المحطة باسم «سابئير» وقد حدد موقع هذه المحطة فى الرطامة، أما المحطة السابعة فهي: قلعة «من ماعت - رع «و كان لها اسم مختصر هو قلعة «سيسى» - سيسى اسم التدليل الخاص بالملك رمسيس الثانى، و من النصوص يبدو انه كان يوجد فى هذه المحطة أكثر من حصن أو أن الحصن له أكثر من اسم، و بالتالى هناك خلاف بين الباحثين فى تحديد مكان هذه المحطة، فالبعض يحددها فى البريج والآخر يحددها فى تل الفلوسية، والمحطة الثامنةهي: قلعة «بوتو» و بها آثار «سيتى مرنبتاح»، و هى قلعة صغيرة من طابق واحد كانت بجوارها بئر وشجرة، ويحدد الباحثون هذه المحطة بأنها فى بئر العبد، والمحطة التاسعة هى: قلعة «مجدول» وكان لها اسم آخر فى النصوص هو «قلعة حثين»، ومن المعروف أن كلمة مجدول كلمة سامية وردت فى النصوص المصرية فى عصر الدولة الحديثة وهى تعنى حصن، وتقع قلعة مجدول فى تل الحير على بعد 25 كم شرق قناة السويس، كشف عنها بعثة فرنسية و بها آثار الملك سيتى الأول، والمحطة العاشرة هى: قلعة «عرين الأسد» وبها آثار الملك رمسيس الثانى وتقع على بعد 15 كم شرق القناة وهى فى تل البرج وكشفت عنها بعثة أمريكية، والمحطة الحادية عشرة التى مر بها نبى الله يوسف ومن بعده أبوه نبى الله يعقوب وابناؤه الأسباط الاثنا عشر هى: قلعة «ثارو» والتى تبلغ مساحتها ثلاثة كيلومترات مربعة وتقع بالقنطرة شرق، شرق الإسماعيلية، قسم مدينة ثارو القديمة فرع النيل البيلوزى ولذا فان المدينة القديمة لها قسمان شرقى وغربى يربط بينهما قنطرة أو كوبرى, ويطلق حاليا على القسم الشرقى حبوة 1 وعلى القسم الغربى حبوة 2، ويقع موقع تل حبوة على بعد 3 كم شرق مياه قناة السويس.

موسى كليم الله
ارتبط نبى الله وكليمه موسى بأكثر من حدث وأكثرمن مكان ومسار منذ ولادته فى مصر وحتى خروجه مع بنى اسرائيل منها ومن هذه الأماكن: «مجمع البحرين» حيث التقى الخضر النبى موسى واستناداً للدراسة التى قام بها الأثرى عماد مهدى، عضو جمعية الأثريين المصريين والمسح التصويرى الفضائى، باستخدام تقنية تصوير الأقمار الصناعية، فقد تم تحديد موقع لقاء نبى الله موسى وسيدنا الخضر (عليهما السلام) على أرض سيناء منذ نحو 3200 سنة وهى منطقة «مجمع البحرين» المذكور بسورة «الكهف» فى القرآن الكريم فى رأس محمد بشرم الشيخ عند نقطة التقاء خليج العقبة وخليج السويس بجنوب سيناء.
،حيث ان التوصيف اللغوى لكلمة «مجمع البحرين» لا ينطبق جغرافياً على أى مكان فى العالم إلا فى رأس محمد، وهو مجمع خليجى العقبة والسويس فى بحر واحد هو البحر الأحمر.
رحلة الخروج
فى دراسة مهمة له يرى د. عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء أن نبى الله موسى وشقيقه هارون ومعهما بنو اسرائيل ومن آمن معهم من المصريين حين خروجهم فارين من فرعون وبطشه، كان أمامهم طريقان للوصول إلى أرض كنعان، الطريق الأول هو طريق البحر الذى يسير فى السهل الساحلى بحذاء البحر الكبير (البحر المتوسط) ويمتد من مصر إلى فلسطين إلى لبنان وسوريا، وخشى موسى أن يقود الشعب إلى هذا الطريق لأن الحاميات العسكرية المصرية تعسكر فى هذا الطريق، كما أنهم سيجدون مقاومة شديدة من أهل كنعان، وأيضًا من السهل أن يتعقبهم فرعون فى هذا الطريق المسلوك ويعيدهم إلى العبودية.
أما الطريق الآخر فهو طريق القوافل فى الصحراء، وكان أيضًا طريقًا مسلوكًا تسير فيه القوافل القادمة من بلاد العرب، ولم يرد الله أن يسلك شعبه فى هذا الطريق أيضا لئلا يخور الشعب فى الطريق إذا رأى حربًا، فيعود أدراجه إلى أرض العبودية، لكن تحرك بنو إسرائيل من أرض جاسان بعد منتصف الليل حاملين عظام يوسف معهم، متجهين نحو سكوت التى تبعد 15 ميلًا، فكانت سكوت نقطة اللقاء، وفيها استراح بنو إسرائيل، إذ صنعوا مظالَّ من أغصان وأوراق الأشجار، وخبزوا فطيرهم، وقال البعض إن الموقع الحالى لسكوت هو «تل المسخوطة»، ويرى الأثرى الموسوعى سليم حسين أنه عند «الصالحية»، ومنها الى إيثام، وتقع جنوب طريق القوافل المحاذى لشاطئ البحر الأبيض، وبها قلعة لمراقبة وحماية الحدود، وتعتبر المحطة الثانية فى الرحلة إلى أرض كنعان، وتقع فى أطراف البرية، حيث تنتهى المزارع الخضراء، وتبدأ رمال الصحراء الممتدة، ويقول سليم حسن «:من ذلك نعلم أن إيتام بيداء وهى بالعبرية «مدبار» ومعناها صحراء أو بيداء حيث تُرعى الغنم، وكان معسكرهم فى «إيتام» على حافة الصحراء، حيث الطرف الشمالى لبحيرة التمساح، وفى إيتام فوجئ موسى بأن عمود السحاب يتجه جنوبًا بمحاذاة خليج السويس عوضًا عن الاتجاه للشرق تجاه أرض الموعد، حيث الطريق المسلوكة بين مصر وفلسطين والتى كان يسلكها التجار وعمال التعدين والجيوش وكانت جزءًا من الحصون المصرية التى كانت تحمى حدودها الشرقية، وقد اضطرت قوة هذه الحصون بنى إسرائيل إلى الدوران جنوبًا مما جعل فرعون يظن أنهم قد وقعوا فى مصيدة بين البرية والبحر.. إن بنى إسرائيل لم يسيروا فى طريق أرض القريبة من ساحل البحر المتوسط، بل ساروا فى طريق برية بحر سوف،والأرجح أنها الطريق التى كان يسير فيها المصريون إلى مناجم النحاس والفيروز فى شبه جزيرة سيناء») وبلغ بنو إسرائيل فم الحيروث فى اليوم الخامس من الخروج، وعندما أدرك فرعون أن بنى إسرائيل قد أفلتوا من يديه أسرع خلفهم بمركباته وفرسانه.
تجاه برية شور «بالقرب من عيون موسى حاليا،ثم انتقل موسى إلى مارة التى تقع على بعد نحو 40 ميلًا فوصلوا إليها عبر وديان الصحراء الجافة بعد مسيرة ثلاثة أيام.
على بعد 36 ميلًا من عيون موسى، وهى تمثل الآن «هوَّارة» وفى مارة تزمر بنو اسرائيل بسبب احتياجهم للمياه، ولأنهم لم يجدوا إلاَّ ماء مرًّا، فدعا موسى للرب، فأراه شجرة طرحها فى الماء فصار عذبًا، ومياه هذه البقعة مازالت مرة للآن..
بعدها وصل بنو إسرائيل إلى إيليم، وهى وادى خصيب شُبه بجنة وسط الصحراء، ويدعى هذا الوادى الآن «وادى الغرندل» ويبعد 63 ميلًا جنوب السويس، حيث حمامات فرعون، فوجدوا فيه اثنتى عشرة عينًا تنبع وتفيض مع سبعين نخلة فشرب الشعب وارتوى، وهناك نصبوا خيامهم، ثم ساروا.
إلى الجنوب الغربى من إيليم حيث تغيرت طبيعة الأرض من رمال منبسطة إلى سلسلة جبال، فعبروا وادى الطيّبة، حيث أدى بهم الطريق نحو البحر عند رأس أبو زنيمة غرب سيناء بموازاة خليج السويس بعد نحو شهر ونصف الشهر من الخروج، وقد اختفت الخضرة فى هذه البرية باستثناء شجيرات قليلة من التمر حنة واللبخ والأشجار الصمغية التى تظهر بين الحين والحين، وظهرت الجبال الشديدة الانحدار والأودية المتعرجة، وكان هناك بعض قبائل البدو الذين يرعون الجمال والماعز الجبلى، كما سكنت المنطقة بعض الحيوانات المفترسة مثل الذئاب والضباع والفهود والنمور، وفى هذه البرية كان الطعام قد بدأ ينفد منهم، فتذمروا على موسى وهارون، فأرسل الله إليهم فى المساء أسرابا ضخمة من طيور السلوى «السمان»، وفى الصباح أرسل لهم المن «العسل»، وواصلوا المسير الى). (رفيديم) فى جبل موسى فى الطرف الجنوبى لشبه جزيرة سيناء بين خليجى السويس والعقبة، و هى وادى فيران حاليا، وقد سار الشعب فى طريق مناجم النحاس والفيروز القديم (سيرابيت الخادم) حتى وصلوا إلى هذه المنطقة، وعسكروا فى أحد الأودية بالقرب من الشاطئ، وتعرض الشعب للعطش، فضرب موسى الصخرة الصماء، فانفجر منها الماء الذى روى كل هذا الشعب ومواشيه ودوابه.
والناظر إلى وادى فيران حاليًا الذى هو رفيديم قديمًا، يجده أخصب وديان شبه الجزيرة قاطبة، بعد أن كان برية قاحلة لا ماء فيها على الإطلاق، وفى طرف الوادى توجد صخرة ضخمة ناتئة تميل بزاوية حادة لافتة للنظر بسبب ضخامتها واختلافها عن كل الصخور المحيطة، يسميها العرب هناك «حسية الخطاطين» أو «الحسوة» (من الفعل يحتسى أو يشرب) يخرج منها نبع ماء يُدعى نبع فيران، وهو أغزر نبع فى سيناء كلها يجرى كالنهر، وحولها كمية كبيرة من الحصى الصغير ويؤكدون أنها هى التى ضربها موسى بعصاه ففاضت المياه»، وقطع بنو اسرائيل الرحلة من رفيديم (واحة فيران) إلى جبل سيناء والتى تبلغ نحو 63 كم. عبورًا بوادى الطرفا ثم وادى الشيخ حتى وصلوا إلى سهل الراحة بعد تجوال دام نحو ثلاثة أشهر، فوصلوا إلى هذا السهل المسطح الذى يبلغ طوله نحو أربعة أميال وعرضه أكثر من الميل، وتنتشر به أشجار الآتل، وعلى سفح الجبل توافرت المياه والمراعى، فكان حقًا مكانا لراحة الشعب حيث نصبوا خيامهم فى هذا السهل المتسع، أمام جبل موسى وجبل كاترين، وهما من أعلى جبال سيناء.
وجبل موسى: يستغرق صعوده نحو ثلاث ساعات، حيث يبلغ ارتفاعه نحو 2285 م. فوق سطح البحر، وفوق هذا الجبل كان موسى قد شاهد النارالمشتعلة، وتسلَّم المهمة الصعبة بإطلاق شعب الله من قبضة فرعون، وهوذا الآن قد أتم الرسالة على أكمل وجه وجاء ليتسلم الشريعة الإلهيَّة.
والشخص الصاعد إلى قمة الجبل حاليًا يلتقى بصخرة منبسطة أُقيم عليها قلاية، كما توجد عين ماء، وقال البعض إن هذا المكان هو الذى اجتمع فيه هارون وموسى مع الاثنين والسبعين شيخًا، وقبل الوصول للقمة توجد 3000 درجة من الجرانيت، وقبيل الوصول للقمة يوجد باب يدعى «باب الإيمان» حيث يخلع الصاعد الحذاء لدخول الوادى المقدس «طوى» حيث كلم الله عبده ونبيه موسى.
أماجبل كاترين فيبلغ ارتفاعه نحو 2639 مترًا، ويستغرق صعوده نحو خمس ساعات، والصاعد للقمة يلتقى كنسية صغيرة باسم هارون، وثلاثة أديرة صغيرة باسم دير الحديقة، ودير الرسل القديسين، ودير الشهداء،. كما يوجد سلم يؤدى إلى قمة الجبل حيث كنيسة القديسة كاترين، ومنها يهبط الزائر إلى دير الأربعين شهيدًا.. ويعد * قبرا النبى صالح وهارون أحد أهم المزارات الدينية، على مدخل مدينة سانت كاترين.
مكان العبور
وعن عبور بنى إسرائيل توضح دراسات د. ريحان الأثرية أن موقع عبوربنى اسرائيل عند رأس «خليج السويس» وبعدما نجاهم الله وأغرق فرعون وجنوده، واصلوا المسير حتى موقع عيون موسى الحالى وهى مسافة تبلغ نحو35كم و بعد نفاد كل المياه المحمولة من بداية الرحلة، فجر لهم الله العيون، وكانت العيون بعدد أسباط بنى إسرائيل وكل سبط ينتمى لابن من أبناء نبى الله يعقوب وهم أخوة يوسف الصديق وعددهم 12، وكانت المياه متفرقة حتى لا يتكالبوا على المياه دفعة واحدة.
لقد أثبتت الدراسات الحديثة التى قام بها فيليب مايرسون أن المنطقة من السويس حتى عيون موسى، وهى منطقة قاحلة جداً وجافة مما يؤكد أن بنى إسرائيل استبد بهم العطش بعد مرورهم بكل هذه المنطقة حتى تفجرت هذه العيون والمنطقة الآن بها أربع عيون واضحة منها عينان بهما مياه ولكن غير صالحة للشرب وتحتاج إلى تنظيف ومعالجة، قطر إحدى هذه العيون 4م ولقد اختفت بقية العيون نتيجة تراكم الرمال وتحتاج إلى مسح جيولوجى للمنطقة للوصول لمستوى الصخر أسفل الرمال حيث توجد بقية العيون الذى يدل عليها هبوط فى بعض المناطق لأن هذه العيون كانت متفرقة.
وطبقاً لخط سير الرحلة عبر جنوب سيناء فقد استمرت من عيون موسى إلى وادى غرندل وقد اتخذوا طريقًا بين ساحل خليج السويس وصحراء سيناء وقد قابلوا فى طريقهم قوماً يعبدون أصناما فطلبوا من نبى الله موسى أن يجعل لهم إلها من هذه الأصنام،والمنطقة الوحيدة التى تحوى معبدًا مصريًا قديمًا بجنوب سيناء يحوى تماثيل هى منطقة سرابيت الخادم وهو جبل صغير مستطيل الشكل مسطح الرأس يقع على بعد 25كم قرب ميناء أبو زنيمة على خليج السويس والذى يبعد 138كم عن نفق أحمد حمدى ومضت الرحلة من سرابيت الخادم للوصول لطور سيناء وحيث الجبل المقدس بسيناء الذى تلقى عنده نبى الله موسى ألواح الشريعة منها جبل موسى وجبل الطور وجبل الشريعة و موقع الجبل الحالى بالوادى المقدس طوى (منطقة سانت كاترين حاليًا) لأن منطقة الجبل المقدس تتفق مع خط سير الرحلة وهى المحطة الرابعة التى تشمل جبل الشريعة وشجرة العليقة المقدسة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وهى المنطقة الوحيدة بسيناء التى تحوى عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242م وجبل كاترين 2642م فوق مستوى سطح البحر وغيرها ونظرًا لارتفاع هذه المنطقة فحين طلب بنو إسرائيل من نبى الله موسى طعاما آخر بعد أن رزقهم الله بأفضل الطعام وهو المن وطعمه كالعسل والسلوى وهو شبيه بطائر السمان كان النص القرآنى (اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم) البقرة 61.
وطبقًا لخط سير الرحلة وجغرافية المكان فإن الطريق الطبيعى لبنى إسرائيل أن يكون عبور بنى إسرائيل بعد عودة نبى الله موسى وتلقيه ألواح الشريعة عن طريق وادى حبران وهو الطريق الذى تتوافر به المياه والنبات وقد استخدمته الحضارات المختلفة بعد ذلك كطريق للعبور ومنهم الأنباط الذين عبروا هذا الطريق ناقلين تجارتهم عبر سيناء وتركوا نقوشًا صخرية نبطية على صخوره وكذلك المسيحيون فى رحلتهم المقدسة للقدس عبر سيناء كما استخدم فى العصر الإسلامى لنقل المؤن لدير سانت كاترين من ميناء الطور منذ العصر المملوكى.
ثم استخدموا الطريق الساحلى الموازى لخليج العقبة بعد ذلك حتى وصلوا إلى وادى باران جنوب فلسطين وأرسل نبى الله موسى من يتعرف على أخبار المقيمين بالأرض المقدسة قبل دخول بنى إسرائيل إليها ورفضوا دخول الأرض المقدسة لاعتقادهم بوجود عماليق بها فقدّر الله عليهم التيه أربعين عاما متخبطين بين شعاب وأودية سيناء مارين بوادى فيران مرة ووادى طابا ومنطقة وسط سيناء الذى يطلق عليها حاليًا التيه وقد ذكر ذلك فى القرآن الكريم فى سورة المائدة من آية 20 إلى 26 وفى التوراة فى سفر العدد إصحاح 12 كما تذكر التوراة أن نبى الله موسى مات عن عمر يناهز 120 عاما ودفن بسفح جبل نبو بسيناء الذى يبلغ ارتفاعه 806م فوق مستوى سطح البحر ومات نبى الله هارون فى تلك الفترة ودفن بجبل هور تجاه وادى حور شرق وادى عربة بين الأردن وفلسطين، ودخل بنى إسرائيل الأرض المقدسة فى عهد يوشع بن نون
رحلة العائلة المقدسة
بينما يشير الباحث د.رشدى البدراوى الى أن رفح المصرية هى اولى الاماكن التى وصلتها العائلة المقدسة «السيد المسيح وأمه السيدة العذراء» وخادمهما يوسف النجار، وفى 1995قام البابا شنودة ومحافظ سيناء وعدد من الاساقفة بتدشين كنيسة مدينة رفح البديلة لموضع الكنيسة القديمة التى كانت قد بنيت فى المكان الذى مرت به العائلة المقدسة، و بعد رفح وصلت العائلة المقدسة الى العريش ثم اوستراكين على بحيرة البردويل وهى حاليا قرية المزار ثم بلوزيوم وهى الان تل الفرما على 30 كم شمال شرق القنطرة ثم تل سطة 2كم جنوب الزقازيق وفيها تم شفاء امراة كانت مشلولة وتقاطر المرضى على مكان العائلة المقدسة طلبا للشفاء مما لفت نظر الحاكم الرومانى فارسل جنوده لمطاردتهم فاختبأوا فى حقل قمح وحدثت معجزة اذ استطالت اعوادالقمح الى طول مترين حتى تخفيهم عن اعين الجنود وبعد ان ذهب الجند عادت اعواد القمح الى طولها المعتاد ثم مرت العائلة المقدسة بمناطق ومدن: دقادوس بميت غمر وسندبيس فى بلبيس وفاقوس وصان الحجر وميت سمنود شرق فرع دمياط ثم عبروه الى سمنود وفى كنيسة سمنود يوجد ماجور كبير من الحجر الاسود يقال ان السيدة مريم قد عجنت فيه الخبز فى اثناء إقامتهم فى سمنود، ثم سارت العائلة المقدسة الى المحلة الكبرى ثم الى بلقاس ثم الى المطلع وبها حاليا كنيسة الملاك ميخائيل ثم سخا ثم الى دسوق ثم الى كفر الزيات ومن هناك عبروا فرع نهر النيل الى ترتوث او تيرنوثيس او المطرانة الان والتى كانت فيما مضى الميناء الذى يشحن منه الملح من وادى النطرون لينقل بالمراكب الى باقى مدن الدلتا والمنطقة الواقعة الى الغرب هى وادى النطرون وقد استراحت العائلة المقدسة فى اربعة اماكن بنيت فيها اربعة اديرة هى: دير بيشوى (ابشواى) ودير مواس ودير سريانى ودير مكاريوس او مقار ثم الى قرية الهوكارية او بيرهوكر خلف الرست هاوس على طريق اسكندرية الصحراوى ثم ساروا فى اتجاه جنوب شرق حتى وصلوا الى نهر النيل عند تفرعه عند القناطر الخيرية.. ثم ساروا جنوبا فوصلوا الى المطرية وهى بلده «مرتى» القديمه. ثم سارو شرقا الى تل اليهوديةالتى تقع 2 كم شرق شبين القناطر، و يقال ان يوسف النجار كان يسير متوكئا على عصا من شجرة البلسان اخذها من شجرة فى اريحا فاخذها و قطعها الى قطع صغيرة وغرسها فى الارض وسقاها بالماء فاخضرت و نبتت لها اغصان. وكان هذا اول معرفة المصريين بشجر البلسان و زرع بكثره بعد ذلك و زيته يستعمل فى الطقوس المسيحية. ثم سارت العائلة المقدسة الى عين شمس.
دير سانت كاترين
ثم الزيتون وقد شيدت بها كنيسة للعذراء، وفى القاهرة عدة اماكن مشهور عنها ان العائلة المقدسة اقامت بها بعض الوقت منها: حى الازبكية وحى زويلة والفسطاط وبابليون ثم سارت العائلة المقدسة جنوبا الى المعادى وبعد ان امضوا بها نحو الشهر استقلوا مركبا شراعيا متجها الى الصعيد ويقال انه فى اثناء طهو الطعام على ظهر المركب امسكت النيران باخشاب المركب ذاتها فاخد عيسى عليه السلام حفنة ماء بيده الطاهرة ورشها على النار فانطفات ولما راى اصحاب المركب هذه المعجزة ايقنوا ان هذا الطفل مبارك وله شان فرفضوا ان يتقاضوا اجرة من العائلة المقدسة ثم نزل الركب فى بلدة الفشن ثم الى مغاغة ثم ساروا الى دير الجرونس التى تقع 10كم جنوب غرب مغاغة وكان بها بئرماء شربت منه العائلة المقدسة فاصبح ماؤه مباركا يشفى المرضى ثم فى زمن تال بنى الديرحوله ويزوره آلاف سنويا للاستشفاء بما البئر ثم سارت العائلة المقدسة غربا الى البهنسا وبالتحديد قرية اباى ايسوس اى بيت يسوع وفى هذه القرية استضافهم مزارع و انبع له الله عين ماء فى داخل داره اذ كان المصدر الذى يستقى منه الماء بعيدا ويتكلف جهدا كبيرا لنقل احتياجاته من الماء ثم ساروا الى القيس ثم سمالوط ثم عبروا الى شرق نهر النيل الى جبل الطير وهناك كانت حجارة ساقطة من الجبل تسد الطريق امامهم فوضع السيد المسيح يده الكريمة على الحجارة فانطبعت يده عليها ولذلك يسمى الجبل الان جبل الكف وانشقت الحجارة عن ممر سارت فيه العائلة المقدسة ويسمى الآن شق مريم واقيمت فيما بعد كنيسة باسم العذراء على قمة الجبل ثم سارت العائلة المقدسة الى اطسا ثم عبروا ثانية الى غرب النهر الى الاشمونين وكان بها شجرة لبخ تقول الروايات انها انحنت تعظيما لعيسى عليه السلام عندما مر امامها فباركها قائلا لن يمسك الدود الى اخر الزمان وسوف تبقين شهادة لدخولى هذه المدينة ومكثت العائلة المقدسة فى الاشمونين نحو الاسبوعين ويقال ان احد الكهنة سمع عن وصول طفل تأتى المعجزات على يديه فقصد حيث يقيم وتعرف على العائلة المقدسة وامن ونبذ عبادة الاصنام فقام زملاؤه الكهنة بقتله ثم انتقلت العائلة المقدسة الى ديروط الشريف والتى كانت تسمى فيلبس وهناك قام عيسى بشفاء ابن نجار اكرمهم ثم ساروا الى صنبو ثم الى القوصية (قسقام) وكان قد مضى على العائلة المقدسة فى مصر نحو سنة وثلاثة اشهر ومن المرجح ان عيون الرومان ما كانت لتصل الى هذا المكان القصى فى الصعيد لذلك شعر يوسف النجار بأنهم قد اصبحوا بمأمن من المطاردة فبنى بيتا بالطوب اللبن وغطاه بأخشاب النخيل واقامت فيه العائلة المقدسة لفترة بلغت 190 يوما اى ستة اشهر وعشرة ايام.
العودة
وبدأت العائلة المقدسة تعد لرحلة العودة التى استغرقت ثلاثة أشهر ولم يتخذوا فيها نفس الطريق الذى جاءوا فيه زيادة فى الحيطة وللتمويه، حيث ساروا بضعة ايام فى اتجاه الجنوب الى بوق 5 «كم جنوب القوصية» ثم الى جبل درنكة « 8كم جنوب اسيوط» ونزلوا الى مغارة هناك ثم عبروا النهر الى القصير على الضفة الشرقية واتجهوا شمالا، وعند ملوى عبروا النهر ثانية الى غربة ليمروا على الاشمونين مرة ثانية ثم ساروا شمالا بعيدا عن النهر فى دروب الصحراء حتى وصلوا الى اهناسيا وعندها اتجهوا شرقا وعبروا النهر الى المكان المسمى حاليا بياض النصارى مقابل بنى سويف ثم عبروا النهر ثانيه الى غربه الى منف. و يلاحظ ان خط مسير العائله كان كثير التنقل من غرب النيل الى شرقه و بالعكس. و ذلك زياده فى الحيطه لتضليل اى جنود يحاولون اقتفاء اثرهم. ثم بعد منف عبروا النهر الى الضفة الشرقية الى معصرة حلوان. ثم المعادى ثم بابليون واستراحوا فى مكان كنيسة ابو سرجة. ثم عين شمس وبلبيس وفاقوس والقنطرة ثم عبروا شمال سيناء الى ان دخلوا ارض فلسطين. و قد نشرت جامعه كولون بالمانيا نبا عثورها على بردية اثرية ترجع الى القرن الرابع الميلادى طولها 31٫5 سم و عرضها 8٫4 سم مكتوبة باللغة القبطية الفيوميه» نسبه الى الفيوم.
محمد.. والدعاء لمصر
كما شرفت مصر بزيارة نبى االرحمة وخاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلبم، أكثر من مرة.. كانت زيارته الأولى لأرض سيناء قبل نزول الرسالة فى أثناء قيامه برحلات التجارة (رحلات الشتاء والصيف) وتذكر أخبار الرحلات أنه اتجه فى رحله من رحلات الصيف إلى الأرض التى تغرب عندها الشمس أرض أجداده من بنى مناف وهاجر أم العرب «يقصدون مصر» والزيارة الثانية كانت وهو نبى برفقة جبريل عليه السلام فى رحلة الإسراء والمعراج حيث مر على الوادى المقدس طوى ودعا لمصر بالخير.
مشروع عملاق
من جانبه يدعو د. مجدى ربيع، أستاذ التخطيط العمرانى بجامعة القاهرة، وخبير التنمية السياحية، الى سرعة استثمار مسارات الأنبياء والأماكن التى مروا أو أقاموا بها فى تدشين مشروع ضخم للسياحة الدينية، يحدث نقلة تنموية هائلة فى معظم محافظات مصر، موضحا أن هناك دراسةمن جانب مركز دراسات التراث بجامعة القاهرة، قام بها فريق بحثى برئاسته ود. وفاء عامر، مدير المركز، أثبتت زيادة الطلب على السياحة الدينية فى العالم كله، والتى ستصل إلى 1٫6 مليار سائح فى الأعوام القليلة المقبلة، وأن هناك 300 مليون سائح تمثل لهم المواقع المقدسة أهمية دينية وروحية كبيرة، ومعظمهم من أصحاب مستوى الإنفاق المرتفع، مما يعظم الجدوى الاقتصادية لمثل هذا المشروع.
ويطالب د. مجدى ربيع وزارة السياحة بعقد اجتماع عمل يدعو إليه الجهات الاستثمارية المهتمة فى الداخل والخارج، والجهاز الوطنى لتنمية أراضى الدولة، ووزارة الدولة للآثار، والجهات الأمنية المعنية ورئيس لجنة السياحة بمجلس النواب، وممثلى الديانات السماوية فى مصر، إضافة إلى وزارة السياحة ممثلة فى رئيس هيئة التنمية السياحية ورئيس هيئة تنشيط السياحة، وهؤلاء هم الأطراف الرئيسية فى المشروع لعقد مائدة مستديرة تجمع كل هذه الأطراف، وبهذا تتم إزالة أى عراقيل أمام انطلاقة هذا المشروعالعملاق، مشروع «مسارات ومزارات الأنبياء».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.