ينطلق اليوم ولمدة يوم واحد السباق الرسمى لخلافة رئيسة وزراء بريطانيا المستقيلة تيريزا ماى على زعامة حزب المحافظين والبلاد فى مرحلة «غموض البريكست» ، وذلك بإجماع أبرز المرشحين على فكرة الضغط على الاتحاد الأوروبي، لإجباره على إعادة التفاوض بشأن إتفاق إتمام الخروج البريطانى «البريكست»، والمقرر له 31 أكتوبر المقبل. فقد أكد وزير الخارجية السابق بوريس جونسون المرشح الأوفر حظا لخلافة ماى أنه فى حالة فوزه بالمنصب المنشود، فسوف يعلق تسديد لندن قيمة ما يعرف ب «فاتورة الطلاق»، والتى تم الاتفاق مسبقا على دفعها للاتحاد الأوروبى لتغطية تكاليف إتمام ال «بريكست». وأوضح جونسون فى تصريحات لصحيفة «صنداى تايمز» البريطانية أن مقترحه بحجب مبلغ ال 39 مليار يورو يستهدف فى الأساس الضغط على بروكسل لإجبارها على إعادة التفاوض ومنح بريطانيا شروطا أفضل لإتمام ال «بريكست». وأضاف جونسون لطالما رأيت أنه من غير المنطقى أن تتم الموافقة على توقيع هذا »الشيك« قبل التوصل إلى الاتفاق النهائي. وقال كاشفا عن نواياه «من أجل الحصول على اتفاق جيد، يكون المال محفزا أساسيا وأداة فعالة لتسيير الاتفاق». وشدد جونسون، فى تصريحاته الصحفية ذاتها، على ضرورة التوصل لإتفاق نهائى ودائم بشأن هذه القضية قبل إتمام الخروج البريطاني. وبخلاف جونسون، استعرض مايكل جوف رؤيته لخلافة ماى وقيادة بريطانيا، مؤكدا إمكانية مطالبته بتأجيل موعد الخروج من عضوية الاتحاد إلى ما بعد 31 أكتوبر المقبل، إذا ما كانت المفاوضات بين الجانبين تقترب بنسبة 95% من إتمام الاتفاق النهائي. وأوضح جوف، السياسى البارز بحزب المحافظين، فى تصريحات إعلامية أن التأجيل الذى يقترحه يمكن أن يتراوح ما بين أيام معدودة وأسابيع. وكان جوف، الذى شغل منصب وزير البيئة بالحكومة البريطانية منذ عام 2017، قد أكد فى تصريحات إعلامية عن اعتزامه إلغاء ضريبة »القيمة المضافة«. كان جوف قد أثار جدلا واسعا ليس بمقترحات إتمام ال «بريكست»، ولكن بنقل صحيفة »ديلى ميل« البريطانية عنه قبل يومين اعترافه بتعاطيه مخدر »الكوكايين« فى مناسبات متعددة قبل عشرين عاما عندما كان يعمل كصحفى شاب. ومن جانبه، أكد ساجد جاويد، وزير الداخلية بحكومة ماي، أنه يسعى إلى توفير »المليارات« لتمويل نظام جديد لإدارة الحدود مع الجمهوية الأيرلندية، وذلك حتى يتم تجاوز أحد أبرز العقبات فى طريق إتمام ال «بريكست». كما تعهد جاويد بتوفير ما يتراوح بين 15 و25 مليار جنيه استرلينى سنويا لدعم قطاع التعليم البريطانى وتطوير قدراته. وأوضح جاويد أن هذه القفزة فى الإنفاق سوف تترتب على اتباع مسار «متباطئ» فى تسديد الحكومة البريطانية لديونها. وشكل اعتراف «الكوكايين» من جانب جوف موضوعا أساسيا للانتقادات التى شنها جونسون وجاويد ضد منافسهم الرئيسى على خلافة ماي. ووفقا للقانون البريطاني، سوف يتم التوقف مساء اليوم الإثنين عن تسجيل أسماء المرشحين لخلافة ماي. ويحتاج كل مرشح لدعم ثمانية من النواب المحافظين، ليبدأ بعدها الخضوع لسلسلة من الجولات التصويتية السرية داخل الحزب خلال يونيو الجاري. وسيتم التصويت النهائى والشامل للمرشحين الأوفر حظا يوم 22 يونيو، على أن يتم إعلان الفائز بعد أربعة أسابيع من ذلك التاريخ.