بداية نشير إلى أننا لسنا بحاجة إلى تأكيد أن فئة الشباب تعد من الشرائح الاجتماعية والسكانية التى تشغل وضعا متميزا فى بنية المجتمع، فهم عموده الفقرى، ومنهم يستمد عافيته وقوته لأنهم أكثر الفئات العمرية حيوية وقدرة على النشاط والعمل، وأكثرها اكتمالا من حيث البناء النفسى والثقافى، وعلى نحو يمكنها من التوافق والتفاعل والاندماج، والمشاركة بأقصى الطاقات فى تحقيق أهداف المجتمع وتطلعاته، وهم أكثر الفئات مرونة واستجابة، مما يجعل منهم قوة فاعلة، ودعامة أساسية يعتمد عليها المجتمع فى تحقيق التنمية المنشودة، باختصار إنهم الثروة القومية ذات المردود الفورى والمباشر فى الحاضر والمستقبل. من هذا المنطلق فإننا فى أشد الحاجة إلى جهود الشباب فى عمليات التعمير والبناء. وهذا الإعداد المتكامل والشامل للشباب المصرى يؤكده ما يحدث الآن من الإعداد السياسى، لتولى الشباب المسئولية فى مختلف الهيئات والمؤسسات, ويمكن دعمه من خلال القيام بالعديد من الإجراءات منها على سبيل المثال: -القيام بعمليات التوجيه الثقافى والاجتماعى للشباب المصرى، والتى تتضمن نظرهم للمستقبل وتصورهم للقيم والمبادئ الملائمة، والمطلوبة لتحقيق التقدم الاجتماعى المنشود، والفهم المتكامل للبرامج والخطط التى يسعى المجتمع إلى دعمها من أجل تنميته وتطويره، حيث إن هذا الفهم هو الذى يمكن الشباب من التوافق من الآثار والتداعيات للتغيرات الهائلة، وبالتالى تجنبهم ما يعرف بصدمة المستقبل التى تحدث نتيجة انعدام الإدراك الواضح لمعطياته وما يسفر عنه من أحداث، وعدم وجود برامج وخطط قائمة على أسس عملية وتحليلات عميقة للواقع، وما سوف يكون عليه المستقبل. - مساعدتهم على استيعاب الأسس الصحيحة التى يستطيعون من خلالها، ووفقا لها اتخاذ ما هو ملائم ومناسب من القرارات خلال تفاعلاتهم ومشاركتهم فى مختلف المجالات المجتمعية والسياسية والاقتصادية، بل فى حياتهم اليومية. -إلى جانب مساعدتهم على الاستيعاب الموضوعى للأوضاع والأحداث القائمة، وتهيئة وتعبئة طاقاتهم للفهم الدقيق، والمعرفة الكاملة بالظروف الموضوعية، وامكانيات المجتمع خلال هذه المرحلة التاريخية المهمة التى تعيشها مصر. -تنمية الشعور لدى الشباب بتحمل المسئولية، والقدرة على القيام بمتطلباتها من خلال الثقة فيهم، والتدريب على تحملهم هذه المسئولية، واكتسابهم الخبرات، ومنحهم فرص المشاركة الفعالة فى صنع واتخاذ القرارات من خلال وضعهم فى المواقف التى تدفعهم لتحمل المسئولية لها، وتقبلاً لنتائجها وتبعاتها. ------------------------------- أستاذ التربية جامعة الفيوم لمزيد من مقالات د. محمد سكران