غزلان مصر التى تفردت بحسن ملامحها عن مثيلاتها فى العالم، داعبن خيال شعرائنا، فنظموا بحق الغزال قصائد وأشعارًا أغرقتنا فى بحورها طربا ومنها: ياغزال ياغزال، العشق حلال، دوبتنى دوب، خليتنى خيال، فى أوبريت الليلة الكبيرة لصلاح جاهين. وياغزال إسكندرانى، ياغزال، لمرسى جميل عزيز. وبخلاف الملمح تميزت غزلان مصر بوسطية الحجم مقارنة بنظيراتها حول العالم، وبالميل للفاكهة فى طعامها عن ورق الشجر، لتمدها بمقدار من السوائل إن تعذر سبيلها للبحيرات أو شلالات مياه. سلوك الغزلان بشكل عام يتسم بالهدوء، ولا يعنى ذلك عدم قدرتها الدفاع عن نفسها، لأنها تمتلك أدواتها عند مواجهة المخاطر، منها أرجلها شديدة الصلابة التى تركل بها الأعداء لشل حركتهم، وقرون صخرية أكثر تشعبا عند الذكر، لتساعده فى إدارة معاركه مع ذكور منافسين بماراثون الزواج للفوز بغزالة فى موسم التكاثر. أما فوائد لحم الغزلان كطعام للبشر، فهى بخلاف جودة مذاقها ليست بقليلة، لعل أهمها ما أشار إليه طبيب إماراتى، فى بحث أوضح خلاله أن لحم الغزلان يسهم فى علاج أمراض ضغط الدم المرتفع، وخمول الخلايا العصبية، وضعف عضلة القلب، إضافة إلى تنشيط إفرازات الجهاز المناعى للإنسان، ووقاية عظامه من الهشاشة. وكغالبية دول العالم منعت مصر صيد الغزال، إلا أن اصطياد الغزلان ذات الملامح المليحة فى البرارى المصرية لا يزال مستمرا، وتعرضها للانقراض ليس فقط لقلة العدد، لكن أيضا لتناقصه! ولحين إعادة النظر فى عقوبة صيد الغزلان بنصوص قانونية أشد، ليتنا ننتبه إلى دورات إنمائهن بحدائق الحيوان والمحميات الطبيعية، والفحص بيطريا لما تبقى منها وبآلية دورية. إن لم نبادر فورا فلننسى أوبريت الليلة الكبيرة، ونعتبره هو والغزال مجرد خيال! [email protected] لمزيد من مقالات ياسر مهران