رئيس الطائفة الإنجيلية يشهد افتتاح مبنى خدمات ومكتبة كنيسة المقطم.. صور    آخر تحديث: سعر الدولار صباح تعاملات اليوم الخميس 25 أبريل 2024 في مصر    تطبيق التوقيت الصيفي في مصر 2024: خطوات تغيير الساعة وموعد البدء    تأثير حملة "خلّوها تعفن" على أسعار الأسماك واللحوم في مصر    محافظ الغربية يتابع الموقف التنفيذي لكورنيش المحلة الجديد    تراجع إنتاج السيارات في المملكة المتحدة خلال مارس الماضي    حماس تبدي استعدادها لإلقاء السلاح في حالة واحدة فقط    الدفاع المدني الفلسطيني: الاحتلال دفن 20 شخصا على الأقل بمجمع ناصر وهم أحياء    الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى    إصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة بأطفيح    مسلسل البيت بيتي 2.. تفاصيل العرض ومواعيد الحلقات على منصة شاهد VIP    الرئيس السيسي: سيناء تشهد جهودا غير مسبوقة لتحقيق التنمية الشاملة    شوشة عن إنجازات سيناء الجديدة: مَنْ سمع ليس كمَنْ رأى    البحرية البريطانية: بلاغ عن حادث بحري جنوبي غرب عدن اليمنية    الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء "الأونروا" في دعم جهود الإغاثة للفلسطينيين    مواعيد مباريات الخميس 25 إبريل - الأهلي والزمالك في بطولة إفريقيا لليد.. ومواجهة صعبة لمانشستر سيتي    صباحك أوروبي.. بقاء تشافي.. كذبة أنشيلوتي.. واعتراف رانجنيك    مفاجأة غير سارة لجماهير الأهلي قبل مواجهة مازيمبي    الأهلي يصطدم بالترجي التونسي في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    "أبو زعبل للصناعات الهندسية" تكرم المحالين للمعاش    التريلا دخلت في الميكروباص.. 10 مصابين في حادث على صحراوي البحيرة    مصرع وإصابة 10 أشخاص إثر تصادم سيارتين في البحيرة    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    حمزة العيلى عن تكريم الراحل أشرف عبد الغفور: ليلة في غاية الرقي    اليوم.. حفل افتتاح الدورة ال 10 لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    الليلة.. أنغام وتامر حسني يحيان حفلا غنائيا بالعاصمة الإدارية    وزير التعليم العالي: تعزيز التعاون بين منظومة المستشفيات الجامعية والتابعة للصحة لتحسين جودة الخدمات    التحقيق في سقوط سيارة من أعلى كوبرى روض الفرج    الشواطئ العامة تجذب العائلات في الغردقة هربا من الحر.. والدخول ب20 جنيها    نشرة مرور "الفجر ".. سيولة بمحاور القاهرة والجيزة    بعثة الزمالك تغادر مطار القاهرة استعدادا للسفر إلي غانا لمواجهة دريمز    فرج عامر: لم نفكر في صفقات سموحة حتى الآن.. والأخطاء الدفاعية وراء خسارة العديد من المباريات    انقطاع مياه الشرب عن منشية البكري و5 مناطق رئيسية بالقاهرة غدًا    وزير النقل يشهد توقيع عقد تنفيذ أعمال البنية الفوقية لمشروع محطة الحاويات تحيا مصر 1 بميناء دمياط    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    هل يوجد فرق بين صلاتي الاستخارة والحاجة؟ أمين دار الإفتاء يوضح    عادل الغضبان يهنئ أبناء محافظة بورسعيد بالذكرى ال 42 لعيد تحرير سيناء    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    الصحة: 3.5 مليار جنيه لإنجاز 35 مشروعا خلال 10 سنوات في سيناء    حبس المتهم بإنهاء حياة شخص بسبب الخلاف على المخدرات بالقليوبية    لأول مرة .. أمريكا تعلن عن إرسالها صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا    احتجاجات طلابية في مدارس وجامعات أمريكا تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة    علماء بريطانيون: أكثر من نصف سكان العالم قد يكونون عرضة لخطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض    هل ترك جنش مودرن فيوتشر غضبًا من قرار استبعاده؟.. هيثم عرابي يوضح    مشاجرات خلال اعتقال الشرطة الأمريكية لبعض طلاب الجامعة بتكساس الرافضين عدوان الاحتلال    المنيا.. السيطرة على حريق بمخزن أجهزة كهربائية بملوى دون خسائر في الأرواح    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    تقسيط 30 عاما.. محافظ شمال سيناء يكشف مفاجأة عن أسعار الوحدات السكنية    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استعادة الإرهابى «عشماوى» حمل رسالة قوية إلى القوى الكارهة للوطن..
كمال عامر رئيس لجنة الدفاع بمجلس النواب فى حوار ل «الأهرام»: مصر لا تترك ثأرها .. وتلتزم بحقوق الإنسان فى الحرب على الإرهاب
نشر في الأهرام اليومي يوم 07 - 06 - 2019

القضية الفلسطينية لن تحلها «إغراءات اقتصادية» .. ولابد من عودة حقوق الشعب الفلسطينى كاملة
على إيران الكف عن التدخل فى شئون الآخرين

تصاعد سريع ومتلاحق للأحداث تبعه تطورات خطيرة شهدتها منطقة الشرق الأوسط خلال الأيام القليلة الماضية، بدأت بخروج أمريكي من الإتفاق النووي ثم مناوشات واعتداءات بالهجوم علي مناطق نفطية وسفن نقل بترولية أعقبها تكثيف كبير وحشد عسكرى أمريكى بمنطقة الخليج، فدعوة سعودية لثلاث قمم طارئة، الأمر الذى بات ينذر بمزيد من التصعيد وهو مايجعل العالم يحبس أنفاسه ترقبا لما هو آت وما هو خاف، ويتزامن مع ذلك «ضربة» مصرية قوية تمثلت في ذلك النجاح المدوي لاستعادة مصر أحد أخطر الكوادر الإرهابية هشام عشماوى والذى اكتوت مصر طوال السنوات الماضية بنيران مخططاته الإجرامية التي سقط فيها العديد من شهداء مصر الأبرار بالفرافرة والواحات وجرائم اغتيال المستشار هشام بركات ومحاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق والمنسي وغيرهم من شهداء مصر الأبرار .
تداعيات الأحداث بالمنطقة بشكل عام، وأثارها على مصر بشكل خاص محاور، ودلالات وآثار استرجاع مصر للعشماوى، كانت محاور حوار للأهرام مع اللواء كمال عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أستبعد فيه تفاقم الأحداث لما هو أبعد، مشددا على أن كافة الأطراف لا تسعى لحرب بل هى ضغوط تحسمها المفاوضات بما يحمل إيران أن تعود لرشدها وتعيش إيران كقوة إقليمية طبيعية معترف بها وتلتزم بواجباتها ضمن الأسرة العالمية .
وأكد رئيس لجنة الدفاع أن استلام مصر الإرهابى عشماوى حمل حزمة من الرسائل المهمة للقوى الكارهة لمصر، وتطرق الحوار إلي الحديث عن موازنة الدولة الجديدة من خلال قراءة لدلالات الأرقام والمؤشرات الاقتصادية التى تؤكد تحسن الأوضاع الاقتصادية وضرورة تقليص الدعم للسيطرة على الدين العام ومواجهة عجز الموازنة. وإلى نص الحوار :

بوصفك المسئول الأول عن لجنة الدفاع بمجلس النواب، وأحد قادة القوات المسلحة الذين شهدوا العديد من الأحداث والمواقع العسكرية العظيمة، كيف تري عملية استعادة مصر الإرهابى هشام عشماوى؟
بكل التأكيد علمية استلام مصر للإرهابي هشام عشماوي ومعه حارسه تمثل رسالة إحباط للقوى الكارهة لمصر، كما أنها رسالة معنوية كبيرة لقواتنا المسلحة والشرطة المدنية، والشعب المصري، تؤكد أن مصر قادرة وشامخة .
كما أن تلك العملية رسالة لكل إرهابي أو أي كيان ممن تسول لهم أنفسهم المساس بأمن مصر وترويع أبنائها مفادها أن مصر مهما طال الزمن سيقع في قبضتها مثل هؤلاء القتلة المجرمين ليتم القصاص منهم والثأر لشهدائنا وفقا للقانون، فمصر لن تتهاون أو تتسامح في حق شهدائها، ولا تنساه مهما طال الوقت.
وأشير إلي أن نجاح مصر وبالتنسيق مع جارتها الشقيقة ليبيا في القبض على الإرهابي هشام العشماوى يمثل إضافة لجهود ونجاحات متعددة تقوم بها القوات المسلحة.
وكما تعلم فقواتنا المسلحة منذ إعلان الحرب على الإرهاب في العملية الشاملة بسيناء قد نجحت فى مواجهة الإرهاب، ونجحت في القضاء على معظم قدراته فيما يحوزه من أسلحة ومعدات وعناصر بشرية من تلك التي تهدد الأمن القومي المصري تقف خلفها أيادي خبيثة تمد هؤلاء الإرهابيون بالدعم المادي والمعدات والتخطيط .
كيف ترى ذلك التنسيق مع القوات المسلحة الليبية في عملية «عشماوى»؟
الواقع والأحداث تشهد على أن هناك قوى كارهة لمصر ولا يسعدها استقرارها أو تقدمها، وتضمر السوء لنا، وتسعى بكل السبل إلي ألا تنعم مصر بالهدوء والاستقرار، ومن هذا المنطلق فإن تلك القوى تسعى دائما إلي الإضرار بمصالح الدولة المصرية وعرقلتها.
ولما كانت مواجهة مثل تلك العناصر التي تتلقي دعما من جهات وقوى كارهة كانت مواجهتها تحتاج لتنسيق وتعاون مع دول الجوار، ومن هذا المنطلق كان النجاح الكبير الذي صاحب استلام عشماوى الذي تم من خلال تنسيق وثيق بين القوات المسلحة المصرية والقوات المسلحة الليبية، وهذه ليست أول عملية مشتركة ولكن هناك عمليات متعددة مشتركة تمت مع ليبيا، أذكر منها تلك الإجراءات التي تمت عقب جريمة القتل البشعة ل 21 مواطنا مصريا بإحدى المناطق الساحلية بليبيا، وتبع ذلك الحادث علي الفور وبالتنسيق مع الجانب الليبي عملية جوية مشتركة أخذا بالثأر لأبنائنا.
والتنسيق مع أشقائنا الليبيين يرتكز علي ضمان ما يكفل تحقيق الأمن القومي سواء الليبي أو المصري، وهذا التنسيق هو عملية ممتدة منذ زمن بعيد لمواجهة عصابات التهريب.
وخلاصة القول إن هناك تعاونا وتنسيقا دائما خصوصا مع دول الجوار بما يحقق الأمن القومي ويحافظ عليه .
صاحب عملية استعادة الإرهابي هشام عشماوي وحارسه إجراءات أمنية مشددة فهل كانت هناك خطورة أو تهديد ما استدعى ذلك؟
هذه الإجراءات دائما تتخذها الأجهزة الأمنية المختصة في حالة نقل المجرمين شديدي الخطورة لتأمين عملية نقلهم، وذلك لمواجهة كل الاحتمالات المتوقعة خلال عملية النقل ، وهى إجراءات طبيعية بما يحكم السيطرة ويؤدى إلي العودة الآمنة ونجاح العملية في مواجهة أي احتمالات قد تواجهها.
في أول تعليق للرئيس عبد الفتاح السيسي علي استلام الإرهابي «عشماوى» أكد الرئيس أن الحرب ضد الإرهاب لم تنته ولن تنته قبل أن نسترجع حق كل شهيد مات فداء لأجل الوطن؟
هذا الكلام دقيق جدا ويحمل رسالتين من الناحية الداخلية والخارجية
فمن الناحية الخارجية لن ينتهى الإرهاب طالما العناصر التي تدعمه وتقف خلفه مستمرة في سياستها الكارهة لاستقرار المنطقة، ونري العمليات الإرهابية مدعمة بمقاتلين ومتطوعين مرتزقة ممن يطلقون علي أنفسهم «الذئاب المنفردة» يأتون من كل دول العالم، وتقف ورائهم أجهزة لدول معنية تتولي التخطيط لهم وإمدادهم بالدعم المالي والتسليح من أجل تنفيذ مخططاتهم .
وداخليا هناك أبناء لنا سالت دماؤهم نتيجة غدر مثل هذه العناصر وجرائمهم الإرهابية الآثمة التي يعميها التطرف ، وبالتالي فلنا الحق في مواجهة هؤلاء القتلة أخذا بالثأر لشهدائنا لنحقق القصاص العادل لهم، ونعيد حقوق الأرامل والأيتام والأمهات والآباء الذين فقدوا ذويهم.
الآن وبعد تسلم مصر عشماوي ما الإجراءات التي ستتخذ حيال ذلك الإرهابي؟
هو الآن موجود بين أيادى آمنة، ومصر يحكمها في معاملة كل البشر حتى بمن فيهم من المجرمين مبدأي العدل والمساواة، فمصر لا تضمر حقدا أو غلا لأحد، وسيخضع ذلك الإرهابي للحساب عن جرائمه وأفعاله وغدره طبقا للقانون ومبادئ حقوق الإنسان، وسيواجه بالحكم العادل الذي يستحقه وسيتحقق له كل عوامل الحماية القضائية ودرجات النقض المختلفة حتى نصل إلي الحكم النهائي .
انتقل بك إلي الساحة الدولية وما تشهده منطقة الشرق الأوسط من التصعيد العسكري «الأمريكي الإيراني»، كيف ترى هذا التصعيد؟ وما هي تداعياته علي مصر؟
منطقة الشرق الأوسط مستهدفة منذ زمن بعيد بأن يتم تفكيكها وتجزئة المجزأ بما يحقق المصالح العليا لقوى معينة، وقد نجحت هذه القوى في تحقق ذلك ببعض الدول، وهكذا نرى الموقف فى سوريا والعراق واليمن وليبيا، صحيح أن مصر نجت من هذا المخطط بحفظ من الله أولا، ثم بيقظة قيادتها ورجولة أبنائها من ضباط القوات المسلحة والشرطة وحنكة الشعب المصري .
إلا أن هناك قوى إقليمية تحركها مصالح ومطامع للسيطرة على المنطقة واقصد بها هنا إيران التي تسعي للهيمنة وفرض إرادتها على المنطقة سعيا نحو إثبات وجودها كقوة كبيرة للتأثير على القرار السائد في المنطقة، ونجد تدخلات إيرانية في كل من سوريا واليمن ولبنان والسعودية، وكل ذلك بهدف تعظيم دورها الإقليمي وفرض هيمنتها، وهذا الأمر ليس جديدا فهي أطماع موجودة منذ حرب الخليج الأولى ، وفى أعقاب حرب الخليج خرج ما يسمى إعلان دمشق الذي كان يهدف إلي أن تقوم مصر وسوريا بتأمين الخليج، وهو الأمر الذي اعترضت عليه إيران سعيا منها إلي حفظ حق هيمنتها على منطقة الخليج.
كما أن إيران تعتبر نفسها زعيمة للمذهب الشيعي وتعمل على نشره في المنطقة، ويتصدى لها في تحقيق ذلك أجهزة الأمن بكل قوة وتحول دون محاولات نشر المذهب الشيعي .
كذلك يعطي الاتفاق النووي «5 + 1» إيران مميزات كثيرة، وهو الأمر الذي كان سببا لتوتر دائما «إيراني أمريكى» بهدف الضغط الشديد على إيران لإعادة التفاوض بشأن الاتفاقية وتصحيح بنودها، وهو السبب في الانسحاب الأمريكي من تلك الاتفاقية النووية .
أضف إلي ذلك تحجيم إيران عن التدخل في شئون جيرانها، وتحجيمها عن امتلاك الأسلحة النووية، وهى الأمور التي أكد عليها الرئيس الأمريكي في تصريحات له خلال تواجده باليابان مؤخرا، عندما أكد أنه لا يريد الحرب «فهو يعي جيدا التداعيات الخطيرة للحرب» كما أكد علي أنه لا يريد إيران نووية .
وبالتأكيد كافة هذه التداعيات تضع جميع دول الإقليم داخل «بوتقة الأحداث»، لذلك فقد أعلنت المملكة العربية السعودية عن استخدامها لكافة إمكاناتها لمواجهة الموقف، وكان ذلك السبب وراء دعوتها لعقد ثلاث قمم «إسلامية خليجية عربية» بهدف توحيد الصف العربي والإسلامي، واستنكار ما تقوم به إيران تجاه دول الجوار، بالإضافة إلي إيجاد موقف موحد لدى كافة دول المنطقة لاستنكار أي عدائيات أو تحركات إيرانية تهدد أمن المنطقة، و بما يعيد الأمن للمنطقة .
هل يحمل إيجاد موقف موحد دلالة عسكرية؟
قولا واحدا لا
.. فالحرب يلفظها جميع الأطراف لعلمهم بخطورتها وما تتضمنه من الإتيان علي الأخضر واليابس بدول المنطقة، بالإضافة إلي تداعياته السلبية على الاقتصاد وأمن المنطقة.
لذلك فإن الإجراءات التي تتمناها الولايات المتحدة ذاتها وكافة الدول العربية هي تحقيق النتائج المرجوة من خلال التنسيق والتفاوض بعيدا عن القوة المسلحة، لأن تلك الأخيرة معروف أنها قوة غاشمة .
وبالتأكيد الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من القوى الدولية تدرك مدي الخطورة من الانجرار لأى حروب ، ولا يزال حاضرا درس القنبلة الذرية أثناء الحرب العالمية الثانية والتي أودت بحياة ما يزيد على 120 ألف شخص معظمهم من المدنيين وذلك في نفس اللحظة، كما أدت إلى مقتل ما يزيد عن ضعفي هذا الرقم في السنوات اللاحقة نتيجة التسمم الإشعاعي، وكان ذلك في زمن الحرب العالمية والذي كان التطور التكنولوجية في هذا المجال في بدايته، والآن في ظل الثورات والتطويرات التكنولوجيا تتفاقم الخطورة حيال الأسلحة الحديثة.
ومن وجهة نظري فإن الولايات المتحدة الأمريكية وكافة دول العالم لا يؤيدون حربا في المنطقة، لان هذه الحرب سيكون وقودها الأمة العربية واستنزاف إمكانياتها وبنيتها الأساسية، ولذلك لا نؤيد إلا العمل العاقل الذي يحقق الأهداف ويبعد التهديد ويعيد إيران إلي معقلها ويمنع تهديداتها للأمة العربية .
وأرى أن هناك نوايا ورغبة لدى جميع الأطراف للتفاوض وتفريغ التهديدات والتحديات، علي أن تعود إيران لصوابها وألا تتدخل في شئون الدول الأخرى، وتعيش إيران كقوة إقليمية طبيعية معترف بها وتلتزم بواجباتها ضمن الأسرة العالمية .
وما تأثير التحركات الإيرانية على مصر؟
التاريخ يشهد على تحرشات الدولة الفارسية بالمنطقة، وإيران كانت دائما تحتك بالدولة المصرية كونها ذات تاريخ وحضارة وعمق وقوة، وهذا الأمر لا يروق للدولة الإيرانية التي تحب أن تكون القوى الأكثر تأثيرا لتحقق ذاتها وان تكون قوة فاعلة بالمنطقة .
البعض يربط بين التحركات الأمريكية بالمنطقة وما يطلق عليه بصفقة القرن؟
لابد أن نعي تماما أن صفقة القرن تلك هي جزء من السياسة الأمريكية بالمنطقة، فأمريكا كقوة عظمى لها نوعان من السياسات «عالمية و إقليمية أو محلية».
فالسياسة العالمية الأمريكية بالتأكيد ترتكز على أن تبقى القوى العظمى بالعالم وتواجه أي دولة منافسة تحاول أن تحجمها، والحفاظ على نموها الاقتصادي .
أما السياسة الإقليمية لأمريكا فأول بنودها هو حماية أمن إسرائيل، ثم حماية الممرات المائية، ثم تأمين تدفق الطاقة من هذه المنطقة، ثم تأمين الدول الموالية لها .
إذا أمن إسرائيل يأتي في مقدمة أولويات السياسة الأمريكية بالمنطقة، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية هي متعهدة السلام فى المنطقة إلا أن التزامات السلام تقهقرت، وذلك نتيجة المشكلات «الفلسطينية الفلسطينية» وحالة الانقسام الفلسطيني.
فتقهقر السلام بالمنطقة يعود إلي أصحاب الحق فيه وهم الفلسطينيون أنفسهم ، هذا بالإضافة إلي التغيرات التي ألحقت الأمة العربية، وعوامل الضعف التي تواجهها، كل ذلك يغرى الجانب الأمريكي الذي يشعر بأنه يملك القوة العظمى في العالم ويستطيع أن يقهر الأمة العربية التي لا يجد منها غير ردود الفعل السلبية ، فلماذا يضحوا إذا كانت الأمة العربية في غفلة والفلسطينيون منقسمون، ولا يوجد أى رد فعل عربي قوي قبل القرارات الأمريكية، فماذا حدث بشأن قرار القدس أو ضم هضبة الجولان؟! .
لذلك فعندما تشعر أمريكا أن الأمة العربية كما كانت في أعقاب حرب 73 قوة مؤثرة في العالم تستطيع ان تنسق جهودها وتكون فاعلة، ستحترم إرادة هذه الأمة، وللأسف فهناك دول عربية بيننا «دولة قطر» تؤمر بأن تمول الإرهاب بدول المنطقة وتستجيب لذلك.
وصفقة القرن تلك فى اعتقادى هى عنوان صحفي، وهناك مؤتمر اقتصادى سيعقد فى المنامة «اعتقد عقب عيد الفطر» تمهيدا لهذا الموضوع ، فهم يغازلون المشكلة اقتصاديا بما يحقق إغراء بالتنمية والنواحي الاقتصادية، لكن حل المشكلة الفلسطينية ليس اقتصاديا انما الحل له ابعاد مختلفة، أولها إعادة الحق للشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة الحقوق للشعب الفلسطينى وعودة اللاجئين وتحقيق تسوية للقضية الفلسطينية ترضى جميع الاطراف ، هنا فقط ممكن ان يأمنوا الموقف العربى.
وأود أن أشير في هذا الخصوص إلي أن استمرار ممارسة تلك الضغوط، سينمى ضغوطا شديدة جدا أكثر خطورة قد تنفجر فى اى وقت لتحقق الحل الشرعى للقضية الفلسطينية «أم قضايا المنطقة» التى تعيش فيها هذه المنطقة منذ القرن الماضي .
رئيس لجنة الدفاع فى أثناء حواره مع مندوب الأهرام
أعود بك إلى الشأن المصرى وأتحدث هنا عن العمق الإفريقى وسبل التنمية المتبادلة مع دول القارة السمراء؟
وضع الرئيس السيسى فى خطابة الأخير والذي وجهه بمناسبة مرور 56 عاما على انشاء منظمة الوحدة الافريقية «مايو 63» عدة نقاط محددة أبرزت رؤية مصر للتنمية فى القارة السمراء تضمنت :
1 تطوير منظومة البنية الاساسية الافريقية.
2 الاستفادة من قدرات القطاع الخاص.
3 استكمال مسار الاندماج الاقليمى والتكامل الاقتصادى
4 ربط الاسواق الإفريقية بالتجارة الحرة
5 تطوير ثروات القارة البشرية وتأهيل الشباب
6 تعزيز دور المرأة الافريقية
7 تعزيز الروابط بين شعوب القارة
8 ترسيخ الهوية الافريقية
9 الانفتاح والتعاون مع الشركاء الدوليين والمنظمات وشركات القطاع الخاص
10 بذل الجهد والتمسك بتحقيق حلم الآباء المؤسسين فى ايجاد قارة مستقرة ومزدهرة .
يناقش البرلمان خلال جلساته المقبلة الموازنة الجديدة للدولة «2019/2020» إلي أى مدى تحقق هذه الموازنة طموحات الشعب ؟ وما تقييمك لها؟
بداية أشير الى أن لجنة الدفاع بمجلس النواب مسئولة عن مناقشة موازنات قطاع الأمن القومى بمصر والذى يشمل موازنات وزارات الدفاع والإنتاج الحربي والداخلية، ووفقا للمادة 203 من الدستور فإن موازنة وزارة الدفاع تناقش فى مجلس الأمن القومى التى يرأسها رئيس الجمهورية وأشارك في عضويتها بإعتبارى رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب ، وقد تم مناقشة الموازنات الثلاث وإقرارها وهى فى مجملها شهدت زيادة طفيفة عن العام الماضى، وقد بلغت موازنة وزارة الانتاج الحربى مليار و42 مليونا ، ووزارة الداخلية 51 مليار و582 مليون .
وعلى الرغم من أننا لا نزال نواجه العديد من التحديات الاقتصادية كبيرة ، إلا أن الموازنة الجديدة تعكس ملامح السياسة الاقتصادية للبلاد التى تستهدف تحقيق تنمية اقتصادية كبيرة، وتترجم الاصلاحات الاقتصادية التي أعطت مصر مزيد من الثقة وتحسنت المؤشرات التنموية في الاقتصاد المصري بشهادة المؤسسات الدولية، والتي تشير بكل وضوح إلي أن الاقتصاد المصري أصبح أكثر صلابة وقدرة علي مواجهة الصدمات الداخلية والخارجية بما انعكس علي زيادة معدل النمو ليصل الى 5٫6 % .
كيف تري تداعيات تخفيض مبالغ الدعم في الموازنة الجديدة؟
لابد أن ننتبه عند الحديث عن الدعم إلي أنه يتضمن عدة قطاعات ولا يقتصر علي دعم الطاقة فقط، وفي الموازنة الجديدة يتضمن بنودا للدعم هي:
1 دعم سلعى 149 مليار جنيه.
2 الدعم والمنح للخدمات الاجتماعية 128 مليار جنيه.
3 دعم ومنح للأنشطة الاقتصادية 12 مليار جنيه.
4 اعتمادات اجمالية للدعم والمساعدات المختلفة 32,5 مليار.
إذا فإن إجمالي قيمة الدعم في الموازنة الجديدة بلغ حوالي 327 مليار جنيه.
صحيح أن مبلغ الدعم في الموازنة الجديدة تراجع عن موازنة العالم المالي الماضي، إلا أن هذا التخفيض هو إجراء ضروري وبالغ الأهمية في إطار محاولة تقليص القيود المالية .
وبمراجعة أرقام الموازنة الجديدة نجد أن إجمالي المصروفات العامة بلغ تريليونا و574 مليارا و 559 مليون جنيه، في حين بلغ إجمالي الإيرادات تريليونا 134 مليارا و424 مليون جنيه، بما يعنى أن العجز الكلى بلغ حوالي 445 مليار جنيه .
ولابد من الاشارة الى إن اجمالى التمويل الذى تحتاجه الموازنة الجديدة لا يقف عند حدود العجز الكلى «445 مليار» انما يمتد الى البحث عن مصادر تمويل لتغطية أقساط القروض المحلية والخارجية والذي يقدر ب «375 مليار جنيه»
وقد بلغ اجمالى الديون 4 تريليونات و 121 مليار جنيه، المحلى منها 3 تريليونات.
و الدين الخارجي منها بلغ 750 مليار جنيه .
وهذه المبالغ تشكل مصاعب كبيرة جدا وعبئا علي موازنة الدولة، وهي استنزاف مستمر لموازنة الدولة يجب السيطرة عليه .
وهذا لا يقلل من كافة حقائق ومؤشرات تحسن الاقتصاد المصري، ونجاحنا في أن «نخرج» من عنق الزجاجة وبدأ الاقتصاد المصري يسترد عافيته ، وهذا ليس كلاما مرسلا لكنه وقائع تشهد به المؤسسات الدولية كما تدلل عليه مؤشرات التراجع المتلاحقة لسعر الدولار أمام الجنيه «حيث فقد الدولار من قيمته أكثر من واحد جنيه خلال الفترة الماضية» ومن وجهة نظرى يمثل ذلك واحدة من اهم مؤشرات تحسن الاقتصاد المصرى، أضف إلي ذلك زيادة الاحتياطي النقدي الذي وصل الي 45 مليار دولار ، كل هذه الأمور تدل علي أن مصر تسير علي الطريق الصحيح .
فى الختام كيف ترى المشروعات العملاقة التى تطلقها القيادة السياسة بشكل متلاحق بالرغم من تلك التحديات؟ وتأثيرها علي المواطنين؟
استطيع أن أقول إنه بإرادة حديدية حققت مصر، وفي وقت قياسي حزمة من المشروعات العملاقة تضمنت تطوير 14 مدينة جديدة ، وإنشاء مجموعة من المدن الصناعية الجديدة «مدينة جديدة لصناعة الاثاث بدمياط ، ومدينة لصناعة الرخام والجرانيت بجبل الجلالة ومدينة المنسوجات بالربيكى» وإنشاء أكبر 3 محطات لتوليد الطاقة الكهربائية بالدورة المركبة ومحطات للتوليد بالرياح وأكبر حقول شمسية لتوليد الطاقة الكهربائية بأسوان بالاضافة الى محطة الضبعة النووية، وتحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعى، و 12 محطة تنقية مياه مالحة، واستصلاح 1٫5 مليار فدان، وانشاء 4 مطارات جديدة ، ومشروع 100 مليون صحة، وعلاج فيروس سى، وتسديد 4 مليارات دولار ديون شركات بترول ، وسداد مليارات أخرى لقطر وتركيا وليبيا، وربط سيناء 6 انفاق، وشبكة طرق عالمية، وتطوير السكة الحديد، وتوزيع التابلت على طلبة الثانوية، وتطوير منطقة الأهرام بالاضافة الى العديد من المشروعات التى تدعم الاقتصاد المصرى..
يضاف إلي ذلك وبعزيمة وطنية أخري ومن خلال رحلات مكوكية خارجية للقيادة السياسية أعادت هيبة مصر الدولية ببناء علاقات قوية مع العديد من دول العالم تبنى على الندية والاحترام المتبادل ، بالاضافة الي تحديث الجيش المصري بأحدث الأسلحة، وصاحب ذلك اطلاق قمر صناعى جديد.
كافة تلك المشروعات شهادة ضمان وأمان بأن مصر تسير على الطريق الصحيح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.