الفيلم المسئ لرسول الإسلام سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم يؤسس لنظرية جديدة في الكراهية والكذب تستغل فيها الحرية لهدم أعلي القيم قداسة, وتفتح بابا للعدوان علي كل المقدسات في كل الأديان. الذين يقفون خلف هذا الفيلم من أقباط المهجر ومعهم آخرون يقتاتون علي الفتنة ويرتكبون عملا دنيئا ويحرضون علي تفجير المجتمعات من الداخل, والفيلم بما يسوقه من أكاذيب لا أصل ولا وجود لها إلا في العقل المريض لمن يقفون خلفه إنما تشكل أحط درجات الاستفزاز النفسي لملايين المسلمين, الأمر الذي يدفع لردود أفعال قد لا تكون محسوبة ومن ثم فنحن نعتبره دعوة رخيصة وصريحة للحض علي العنف والإرهاب. كل عقلاء العالم يعرفون الفرق بين حرية الإبداع أو حرية التعبير وبين دعوات الكراهية التي يقوم عليها هذا الفيلم والتي تروج للعنف العلني كما تسوق للوقيعة بين الشعوب.. والأديان مناطق مغلقة وهي تشكل في الرؤية الإسلامية محميات لا يجوز اقتحامها حماية للنسيج الوطني واللحمة الحضارية لأي مجتمع من المجتمعات التي تتعدد فيها الأديان والمذاهب والأجناس, وقد قدم القرآن الكريم لحماية المجتمعات أرقي رؤية حضارية لحماية المجتمعات في التسامح وقبول الآخر حين قال ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلي ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون.(الأنعام801) وهذا هو الفرق بين القرآن الذي تلقاه النبي محمد وحيا من ربه وبين رجاسات المسكونين بالكذب والكراهية والعدوان علي كل عظيم. الولاياتالمتحدةالأمريكية حين تسمح بهذا الكذب ولا تتخذ بشأنه موقفا جادا تكون قد ارتكبت المحظور الأكبر, لأنها توسع دوائر الكراهية لنفسها شعبا ونظاما, كما تكون قد شهدت بنفسها علي نفسها بازدواج المعايير والكيل بمكيالين لأن الممول للفيلم يهودي إسرائيلي تقدم الولاياتالمتحدة لبلده كل أنواع الدعم, كما تجرم بالقانون وتعاقب كل من تبدو عليه معاداة السامية,فلماذا إذن تقف الولاياتالمتحدة موقف السكوت من هذا الفيلم وتتغاضي عمن قاموا به, وتتجاهل مشاعر مليار ونصف المليار مسلم,ومثلهم أيضا من شرفاء العالم الذين يحترمون عقولهم وضمائرهم ويرفضون تزوير الحقائق ونشر الكراهية, ألا يكفي العالم ما يعانيه من تلك الكراهية وهذا التعصب الأعمي والأصم؟ إننا وكل شرفاء الدنيا معنا مسلمين وغير مسلمين, ندين هذا الفيلم غير الأخلاقي والذي يصب في خانة التحريض علي الكراهية والعنصرية,ويرجع بالناس والمجتمعات لعهود الفرز الطائفي والتطهير العرقي والتمييز العنصري الذي ترفضه وتحرمه وتجرمه الأخلاق وكل المواثيق والقوانين الدولية. والقادة الروحيون في العالم مطالبون بموقف حازم من هذه الفوضي التي تمارس ضد العقائد والأديان باسم حرية التعبير إن كنا حقا نريد أن يعيش العالم في سلام. والقوي العالمية الشريفة يجب أن يكون لها موقف من هذه الأكاذيب التي تدخل العالم والشعوب في نفق مظلم, ومن ثم فلا يكفي فيها مجرد الإدانة بالشجب والاستنكار, وإنما لابد من تتضافر الجهود الدولية لسن قوانين تحرم وتجرم العدوان علي العقائد والأديان أسوة بقوانين معاداة السامية. إننا كأستراليين مسلمين نري في هذا الفيلم بالهجوم علي النبي محمد مصدرا لنشر الكراهية وبداية لجر العالم إلي حرب جديدة خبيثة لا يعلم آثار الخراب الذي تحدثه إلا الله, ومن ثم فمن أجل حماية المجتمعات من هذا العبث يجب اتخاذ موقف دولي درءا للفتنة المدبرة من خلف هذا العمل الخسيس والذي يشكل أحط درجات الخسة والهبوط والدناءة الأخلاقية. إننا من موقع مسئوليتنا الدينية والأخلاقية ندين هذا العبث باسم الحرية, ونطالب كل المسلمين وكل العقلاء بتفويت الفرصة وضبط النفس وعدم اللجوء إلي ردود أفعال غير محسوبة, كما ندين كل عدوان يقع علي سفارات الدول وأعضائها, ونؤكد أن دماء الأبرياء الذين قتلوا في بعض السفارات في أعناق الذين صنعوا هذه الفتنة ومن معهم ووراءهم لأنهم هم من صنعوا الفتنة وتسببوا في تأجيج نارها,وأنهم هم الفاعل الأول في أي جريمة ترتكب في هذا الشأن. كما نؤكد أن هذه الشرذمة من الأقباط الذين باعوا أنفسهم وأوطانهم ليسوا هم ضمير أقباط مصر,ولا هم أوصياء علي كنائسها, ومن ثم نطالب الكنائس المحترمة في مصر والعالم أن تدين هذا العمل وأن تطالب معنا بمحاكمة من فعلوه ومن كانوا خلفه. ولئن تحرك اللئام وأهل الخسة بالدس والكراهية تجاه الرسول العظيم محمد, فإن مليارا ونصف المليار من المسلمين لن يزيدهم هذا الدس وهذه الإساءة إلا إيمانا بك يا سيدي يارسول الله وتصديقا برسالتك وتمسكا بسنتك. ولئن حاولوا التشكيك في رسالتك فقد غاب عن جهلهم أن الله قد شهد لك فقال لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفي بالله شهيدا)( النساء661). ونحن أيضا وقبل أن نشهد وبعد أن نشهد أنك رسول الله نقول لك: نشهد أن محمدا رسول.الله, وفداك نفسي, وولدي,وأبي وأمي يا رسول الله. المزيد من مقالات د. ابراهيم ابو محمد