فرحة العيد دائما مختلفة مع هواء مدينة الإسكندرية فالعيد يرسم احلام الصغار و الكبار بمغامرة مختلفة فوق امواج البحر و تحديدا فى قلب اقدم ميناء تاريخى فى مصر على بعد خطوات من مسجد المرسى ابوالعباس وسيدى ياقوت وميدان المساجد وصفير الترام الصفراء ينادى الصيادون من على الشاطئ الرملى وبقايا الرصيف الاثرى «فرحة العيد..فلوكه فى البحر»، فالمشهد عشرات المراكب الصغيرة المخصصة للصيد متراصة فى قلب الميناء ويستعد أصحابها للعيد بإصلاحها ودهانها ورسم أشكال جميلة ومبهجة عليها لجذب المواطنين والسياح. ومع اول ايام العيد تتحول مراكب الصيد الى مراكب الفرحة لجولة للصغار والكبار فى الميناء والاحتفال بالعيد بالغناء مشهد يعيشه السكندريون ويتوارثه الصغار من الكبار. فيقول احمد ابراهيم احد الصيادين ان المراكب الصغيرة التى تستخدم فى الصيد تتحول فى ايام الاعياد الى الفسحة والنزهة وان الصيادين يتعاونون مع بعضهم البعض فى ايام العيد لتنظيم الدور بين المراكب حتى لا تحدث مشاجرات بين اصحاب المراكب وكذلك تحديد الأسعار حتي يستمتع الصغار ويستمر رزق الصيادين فى العيد، قائلا «الكل بيرزق» مشيرا الى ان اغلب المراكب فى العيد تكون بالفرد و الذى يتراوح سعر النزهة البحرية من عشرة جنيهات للفرد فى المركب التى تتسع لعشرة اشخاص و بينما المركب الصغيرة التى لا تتسع الا الى اربعة اشخاص فتؤجر لرحلة بقيمة 50 جنيها وتبدأ الرحلة من الشاطئ فى اتجاه سور القلعة مع بداية خليج الميناء الشرقى والعودة بالقرب من الفنار، وخلاف ايام العيد يكون الرزق بالتفاوض فبعض الاسر تستأجر المركب من اجل رحلة بحرية و تناول الغداء اما فى الاعياد فأغلب الزبائن من الصغار والاسر تريد الاستمتاع بالبحر والغناء و الرقص فوق الامواج. وكما كان الميناء الشرقى ومنطقة الانفوشى وبحري شهودا على تاريخ الإسكندرية وتنوعها فعلى بعض امتار من ذلك المشهد تظهر «يخوت» مختلفة الاحجام تقف امام الأندية البحرية اليونانى والصيد واليخت، تحمل تلك اليخوت ايضا شعار مراكب الفرحة ولكن بصورة مختلفة مع انتشار الرحلات البحرية لليوم الواحد والتى انتشرت منذ عدة سنوات والتى تتراوح اسعارها بين 150 200 جنيه للفرد والتى بدأت شركات سياحية تستغلها فى تنظيم رحلات بحرية أنيقة، وكذلك شباب بالجامعات ينظمون تلك الرحلات التى يتحدث عنها باهر عطية طالب وأحد المنظمين لتلك الرحلات التى تستهدف شريحة مختلفة وغالبا ما تكون من الشباب وتنطلق تلك الرحلات عقب اكتمال اعداد اليخت التى تتراوح بين 20 و 30 فردا ولكن تكون تلك الرحلة من التاسعة صباحا و حتى الرابعة مساء، وتنطلق من منطقة بحرى الى ابى قير فى جزيرة نيلسون ويكون هناك توقف لنزول البحر ويعقبه غداء ثم العودة وتتخلل الرحلة الاغاني، مشيرا الى ان الاقبال يختلف من وقت الى آخر إلا أن الاعياد تقل فى اول و ثانى ايام العيد تلك الرحلات خاصة، فى اليوم الاول الذى يتميز بالطابع الاسرى بينما تظل فلوكة الفرحة الصغيرة التى تجذب الكبار و الصغار هى سمة العيد فى منطقة ميدان المساجد لتستمر مراكب الفرحة فى الاعياد تعبيرا عن هوية سكندرية.