بمناسبة شهر رمضان الكريم استقبلت العديد من الفيديوهات التى يرسلها الأصدقاء على وسائل الاتصال الحديثة، ولكثرة ما أتلقاه، فإنى لا أشاهد منه شيئا، إلا نادرا وبالمصادفة، وقد شاهدت فيديو لأحد المشايخ يتحدث عن فضل قراءة القرآن خلال شهر رمضان، وقال إن الذى يمضى عليه الشهر الكريم دون ختمة قرآن كريم فهو خاسر، ولشحذ الهمم ضرب لنا مثلا بسيدة كانت تختم القرآن الكريم يوميا خلال الشهر الكريم، أما فى العشر الأواخر منه فكان لها خاتمة ونصف يوميا، وكلام هذا الشيخ يذكرنا بمقولة سمعتها منذ أعوام عن أحد الصحابة الذى ختم القرآن الكريم فى ركعة واحدة. فبالعقل، نجد أن القرآن الكريم مكون من 600 صفحة تقريبا، وأن أسرع قراءة للصفحة الواحدة لن تقل عن دقيقتين، إذن القرآن الكريم لا يمكن قراءته فى أقل من 1200 دقيقة، أى يحتاج الى نحو 20 ساعة متواصلة لقراءته، فكيف لشخص أن يقرأه يوميا مرة، أو أن يصلى به ركعة واحدة؟ فهل هذه المبالغات فى الحث على الاجتهاد فى الدين سواء كانت لقراءة القرآن الكريم أو لغيره لمصلحة الدين، وبنفس المنهج يرفض البعض إخراج زكاة الفطر مالا، ويصر على إخراجها حبوبا، كما أخرجها الرسول الكريم، فبماذا يستفيد الفقير إذا تكدست لديه الحبوب وهو يحتاج الى ملابس أو مال لانفاقه على أسرته؟ هل يبيع ما اشتريته أنا له من حبوب ليشترى شيئا آخر يحتاجه أو ليجمع مالا ينفقه على أسرته؟ أعلم أن كثيراً من المشايخ يقولون إن الدين بالنقل وليس بالعقل، ولى أن أسأل كمسلم، أين الاجتهاد فى الدين إذن؟. لمزيد من مقالات جمال نافع