وصل الدين اللبنانى إلى 86٫2 مليار دولار، وفق بيان لوزارة المالية اللبنانية مارس الماضى. ومنذ أكثر من عام عقد مؤتمر «سيدر» فى العاصمة الفرنسية باريس شارك فيه أكثر من 50 دولة ومنظمة دولية، وقدم لبنان فى المؤتمر برنامجا للاستثمار والإصلاح ،وعلى أساسه قررت الدول المانحة دعم البرنامج اللبنانى على مراحل متعددة بقروض مالية من الدول المانحة بلغت نحو 12 مليار دولار أمريكى منها نحو 9 مليارات دولار أمريكى قروض ميسرة ، بالإضافة إلى هبات مالية تصل قيمتها إلى نحو 860 مليون دولار أمريكى. والسؤال الآن من أين سيسدد لبنان ديونه المتراكمة والمتزايدة فى حال تنفيذ مقررات مؤتمر سيدر؟ فى لبنان وحده يعيش نحو نصف مليون لاجئ فلسطينى ، فى 12مخيما على معونات منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا». وفى لبنان أيضا نحو مليونى نازح سورى،مشتتون فى لبنان بين الخيام وأفنية المدارس والبيوت المهجورة ، وغير مسموح لهم بالعمل أو التجارة، ويعيشون على معونات الأممالمتحدة.ومنذ أغسطس الماضى قررت أمريكا وقف دعمها المادى للأونروا ، حيث دفعت واشنطن 60 مليون دولار من أصل ميزانية الأونروا العامة البالغة 340 مليون دولار، مما قلل معونات اللاجئين إلى الربع ،وبدلا من توزيع حصص غذائية شهرية للاجئين،أصبحت الأونروا تمنحهم دعما ماليا هزيلا،وتوقفت مستشفيات ومدارس الأونروا لقلة الدعم المادى. أما النازحون السوريون فقد قامت الأممالمتحدة بتخويفهم وتهديدهم أكثر من مرة لو قرروا العودة للمناطق السورية المحررة من داعش التى أصبحت فى مأمن تحت رعاية الجيش السورى،وبالتالى لم يعد منهم إلى سوريا إلا آلاف قليلة بمساعدة المبادرة الروسية والأمن العام اللبنانى ،مما يعنى أن بقية النازحين لايزالون فى الأراضى اللبنانية، عبئا على الاقتصاد اللبنانى المتهاوى. وفد أمريكى برئاسة جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب زار الأردن مارس الماضى ،وأبلغ ملك الأردن رسالة إلى لبنان مفادها أن الولاياتالمتحدة مستعدة لدفع ديون لبنان الداخلية والخارجية، أى ما يقارب المائة مليار دولار شرط القبول بتوطين الفلسطينيين وإنهاء حالة الحرب مع إسرائيل،وذلك لانجاح صفقة القرن التى تقترحها الإدارة الأمريكية مع بعض العرب وإسرائيل. وبالرغم من عاصفة الانتقادات الفلسطينية والعربية والدولية التى تلقّاها ترامب؛ بعد إعلانه القدس عاصمة لإسرائيل، وقطع التمويل المالى عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، فإن الخطوة المقبلة ستكون بالإغراء المادى وإلغاء الديون مقابل توطين اللاجئين خاصة فى لبنانوسورياوالأردن. مسئول حركة حماس فى لبنان على بركة، يقول إن الأمريكيين، يعملون القراربتهويد القدس على شطب الأونروا، لأنها الشاهد الدولى على قضية اللاجئين، حيث اشترطت واشنطن على «الأونروا» إحداث تغيير فى المناهج الدراسية والتزام الحيادية، من أجل ضمان استمرارية الدعم المالىّ، الذى سيتم حصره فى كل من الأردن والضفة الغربية، مع استبعاد لاجئى كل من سورياولبنان من خدماتها. وفى لبنان لا أحد يناقش موضوع التوطين مقابل شطب الديون، إلا الإعلام المرئى والمقروء دون رد فعل من المسئولين، وكان يمكن للبنان أن يكون أقوى فى رفض التوطين لو كان أكثر مناعة وتماسكا اقتصاديا وماليا وسياسياً،لكنه يعانى تحت وطأة دَينٍ يناهز ال 85 مليار دولار ،ونسبة نموّ دون ال1% ،وفشل ذريع فى محاسبة الفاسدين وتقليل الهدر المالى.