مشهد تسليم الإرهابى هشام عشماوي للسلطات المصرية أمس الأول، كان بمثابة انتصار كبير للحق مقابل الضلال، وتحقيق للثأر الشافى لصدور المصريين ضد زعيم زبانية الإرهاب، ذلك الخائن لأبناء وطنه ، الذى صوب نيران الحقد والكراهية ضد أشرف الأبطال، ولكن كان تأييد الله كبيرا لمصر وأبنائها فحققت الانتصار تلو الآخر فى الحرب ضد عناصر الجماعات المتطرفة، والذى تكلل بسقوط أخطر الإرهابيين، والذي شهد سجله الإجرامى عددا كبيرا من العمليات الإرهابية، تنوعت بين المشاركة فى التنفيذ أو التخطيط لها ، وذلك نابع من كونه العقل المدبر لتلك الجماعات التى كانت تعتمد عليه بصورة كبيرة فى تنفيذ مخططاتها العدوانية ضد رجال الجيش والشرطة المصرية. وبتتبع حياة ذلك الإرهابى الخائن لوطنه، ولجيش بلده ، فهو من مواليد عام 1978، بحى مدينة نصر ، والتحق بالكلية الحربية عام 1996، وتخرج فيها عام 2000 ، ثم انضم فى بداية حياته العسكرية لسلاح المشاة، ثم لسلاح «الصاعقة«، واشتهر عشماوى بتبنيه للأفكار المتشددة منذ مرحلة سابقة على التحاقه بالجماعات الإرهابية، حيث بدأت أفكاره تظهر عندما دخل فى مشادة كلامية مع إمام أحد المساجد، محاولا فرض أفكاره المتطرفة عليه، ثم بدأ يوزع كتبا دينية على معارفه محاولا أقناعهم بأفكاره المتطرفة. وفي عام 2006 ، تم وضعه تحت الملاحظة و إحالته إلى المحاكمة العسكرية فى عام 2007، وفى عام 2011، صدر حكم بإنهاء خدمته العسكرية، بسبب آرائه المتشددة وتحريضه ضد مؤسسات الدولة، وبعد ذلك اتجه لتجارة الملابس وقطع غيار السيارات، التى غالبا ما كانت ستارا لممارسة الأعمال الإرهابية أو التخطيط لها. والإرهابى عشماوى انضم للعديد من الكيانات الإرهابية كان آخرها داعش ، حيث شارك فى تأسيس جماعة «أنصار بيت المقدس« الإرهابية فى شمال سيناء عام 2012، وكان التحاقه بالجماعة المتطرفة بداية سلسلة الجرائم الدموية التى ارتكبها عشماوى على مدى السنوات السبع الماضية، ولقبته الجماعة الإرهابية ب «شريف أبو مهند وأبو عمر المهاجر» وهو مسئول عن تدريب العناصر الإرهابية على استخدام المتفجرات، واقتحام الكمائن، وذلك بعدما بايع زعيم تنظيم داعش الإرهابى ، وتم تحويل اسم جماعته إلى ولاية سيناء، وفى مطلع عام 2013 تسلل عشماوى إلى تركيا ومنها إلى سوريا، ثم عاد إلى مصر مرة أخرى ، حيث قام بالإشراف علي تنفيذ العديد من الحوادث الإرهابية فى مصر، أبرزها مذبحة «كمين الفرافرة»، ومذبحة «العريش الثالثة»، ومحاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الأسبق، واغتيال النائب العام الشهيد المستشار هشام بركات. وأصيب عشماوى فى تبادل لإطلاق الرصاص مع الأجهزة الامنية، إلا انه تمكن من الهرب إلى ليبيا بعدها، وبعد وصوله إلى درنة التى تبعد عن الحدود المصرية حوالى 250 كيلو مترا، ظهر مقطع صوتى نسب إلى عشماوى ، أعلن فيه عن تنصيب نفسه «أمير تنظيم المرابطيين» الذى يناصر تنظيم القاعدة الإرهابى ، وذلك بعدما اعتبرت داعش هروب عشماوى من سيناء تخليا عن مبايعتها، ولكنه فى حقيقة الأمر كان الإرهابى عشماوى يهرب من وطأة الضربات الناجحة التى وجهها أبطال الجيش لهذا التنظيم الإرهابى واجتثاث جذوره من سيناء. وأطلق عشماوى على نفسه فى ليبيا لقب «أبوعمر المهاجر»، وشارك الميليشيات المسلحة فى العديد من الحوادث الإرهابية ، وخطط لاستهداف أتوبيس الأقباط فى المنيا .