لا شك أن العنصر البشرى هو أغلى ما تمتلكه الأمم والشعوب من ثروات، فالبشر هم أدوات التنمية ووسائلها وغاياتها.. إنهم السواعد المحققة لأهداف المنظمات، وبفكرهم وعطائهم تنهض الأوطان. لذا فإن الاهتمام بالإنسان وبناء البشر فى هذه الآونة والذى يمثل هدفاً استراتيجياً للدولة، يتطلب البحث عن جميع السبل إلى تحقيق هذا الهدف الأسمى، ولقد أشارت نظريات الإدارة المعاصرة إلى المنهج السلوكى والنظرية السلوكية بما تقدمه من مفاهيم وقواعد يمكن ترجمتها إلى سياسات وبرامج يمكن الانتفاع بها وتوظيفها لخدمة هذا الهدف. وفى هذا السياق.. فإن التعامل مع البشر على أساس تطبيق مفاهيم العلاقات الإنسانية أصبح ضرورة لتحقيق الوئام والانسجام المطلوب بين القوى البشرية.. إنه منهج الإدارة التى تقوم على أساس التعامل مع الآخرين وفق روح إيجابية تتسم بالتراحم والمودة، مع النظر إلى اختلافاتهم والفروق فيما بينهم على أنها عوامل للتكامل يمكن استثمارها وصولاً إلى التعاون المنشود بين أعضاء فريق العمل كى يكمل بعضهم بعضاً وبما يشكل فى النهاية اكتمال منظومة العمل المستهدف. وإدارة العلاقات الإنسانية لها فوائد كثيرة تضمن الألفة بين الآخرين، ونبذ الاختلافات والتركيز على الإيجابيات وتثمين الإنجازات، مع احتواء السلبيات والنظر فى جميع الأحوال إلى النتائج المحققة على أرض الواقع والغايات والمقاصد المأمولة. إن إداراة العلاقات الإنسانية هى فن من فنون إدارة الموارد البشرية، هذا الفن الذى يعتمد على إعمال قواعد علم الإدارة أخذاً بروح قواعدها ومبادئها، إن حجر الزاوية فى نجاج الإدارة بالعلاقات الإنسانية.. هو بناء منظومة من القيم من خلال نشر مبادئ أخلاقيات العمل التى تبرز مكارم الأخلاق، وفعل الخيرات، والتعامل على أساس الإحسان إلى الآخرين، والتعاون من أجل الخير والصلاح، والمعاونة للأخذ بيد الآخرين، وإدراك الصالح العام للمؤسسات والدفاع عنه.. مع استنهاض همم الأفراد وما لديهم إلا وفقاً لإسهاماتهم فى العمل. إننا فى حاجة إلى بناء سلام اجتماعى وظيفى داخل الوحدات الإدارية ومنظمات الأعمال حتى يمكن تحجيم الصراعات ومواجهة الانشقاقات ودرء الخلافات والصدامات بين شركاء العمل والمسئولين، ويمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام أسلوب العلاقات الإنسانية. ولعلنا نلحظ الأسلوب الإنسانى الذى يتبعه السيد الرئيس الإنسان عبدالفتاح السيسى فى هذه المرحلة التى تزخر بالعمل المتواصل والمشروعات القومية والإنجازات الواضحة للجميع.. إنه نمط الإدارة المفعمة بحب الوطن والمواطنين، إنه يستوعب الصغير والكبير، ويرحم الفقير والمحتاج، ويسعى من أجل الأكثر احتياجا، وينشغل ليل نهار بهموم الأمة ويدير شئونها على أساس التراحم والرفق والمودة، والسعى نحو تحقيق أهداف الرخاء ورفع مستوى معيشة المواطنين. لمزيد من مقالات د. حسين رمزى كاظم