قامت دولة اسرائيل عام 1948 على خلفية سياسية امبريالية تحت ستار الدين، وقد بدأ التسلل اليهودى مبكرا إلى فلسطين أيام الحكم العثمانى مستغلين فساد الحكم بدفع الرشاوى للمسئولين العثمانيين نظير الالتفاف حول قرار السلطان عبدالحميد بمنع الاستيطان اليهودى فى فلسطين، وقد بدأت الهجرة الصهيونية الأولى عام 1882 على يد جماعة تدعى (حركة بيلو) استطاعت إقامة ثلاث مستوطنات فى السنة الأولى ووصل عددها إلى اثنتى عشرة مستوطنة عام 1896، وانطلقت هذه الموجة الأولى المعروفة باسم «أحباء صهيون» من روسيا بعد اغتيال الكسندر الثانى واتهام اليهود بالمشاركة فى اغتياله. ثم استمرت الهجرات، وكل منها مرتبط بتغيرات اقتصادية وسياسية وعسكرية فى أوروبا فكانت الهجمات الثانية والثالثة والرابعة والخامسة ثم السادسة خلال الحرب العالمية الثانية، واستمرت حتى قيام الدولة عام 1948 ثم جاءت الهجرة السابعة بعد ذلك. وفى هذه الأثناء، بدأت الشخصيات الصهيونية فى الظهور وتكاتفت من أجل إثراء الفكرة الصهيونية ثم تبلورت حتى أصبحت مشروعا استيطانيا هدفه إقامة كيان يهودى داخل فلسطين. ومن بين هؤلاء تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية العالمية وهو الذى تنبأ عام 1897 بقيام دولة اسرائيل بعد خمسين عاما وتحقق حلمه هذا بعد 51سنة وقال عنه اليهود إنه «المسيح المنتظر» الذى سيعيد اليهود إلى أرض الميعاد!! ثم بدأ نشاطه الصهيونى بالدعوة إلى المؤتمر الصهيونى الأول فى بازل عام 1897، ثم استمر انعقاد هذه المؤتمرات حتى انعقد المؤتمر الثانى عشر فى كارلسباد (تشيكوسلوفاكيا) عام 1913. وقد وضع هرتزل خطط تأسيس الدولة العبرية وتشجيع المهاجرين وشراء الأراضى والاستيطان فى فلسطين وحل مشاكلهم خاصة الفقراء. أما الشخصية الثانية فهى «ترودو» الذى كان يبشر بأن الصهيونية هى اليهودية وأن فلسطين تستطيع استيعاب جميع اليهود. أما جابو تنسكى فقد خرج من جماعته وأسسوا منظمة مستقلة «المنظمة الصهيونية الجديدة» عام 1935 وهاجم من سماهم الانهزاميين الذين وافقوا على الكتاب الأبيض الذى أصدرته بريطانيا لتهدئة العرب. وكان يرى أن الدولة اليهودية لا حدود لها وكان يعلن أنه يتحالف مع الشيطان لإقامة الدولة اليهودية على ضفتى الأردن وهذا لا يتحقق إلا بحد السيف. أما مهندس دولة اليهود فهو «حاييم وايزمان» الذى حث المجتمع اليهودى على التريث وممارسة سياسة هادئة على خطوات لتحقيق الممكن حتى يمكن إقامة دولة يهودية تمتد من جبل لبنان إلى حدود مصر، ومن البحر المتوسط إلى الخط الحديدى للحجاز. واستطاع بالاعلام المرتب والذكاء التأثير على القيادة البريطانية لإعلان وعد بلفور، أما «دافيد بن جوريون» فهو أخطر وأعتى واصلب رواد الصهيونية الأوائل على الاطلاق، وكانت عقيدته أن دولة يهوذا قضى عليها بالنار والحديد والدم فلابد أن تعود للحياة بالنار والحديد والدم. وكان مبدؤه هو الغاية تبرر الوسيلة حتى لقبه الكتاب اليهودى «بالنبى المسلح» وبالرغم من وفاته وتغير الاوضاع الدولية فمازالت اسرائيل تسير على نهجه ولا يجرؤ أحد من زعمائها الحاليين على الخروج عن هذا المنهج وقد دعت جولدامائير زعيمة حزب الهستدروت عام 1940 لقيام دولة اسرائيل واشتركت فى المفاوضات مع بريطانيا حتى قيام الدولة وتم تعيينها وزيرة للعمل ثم الخارجية ثم أصبحت رئيسة للوزراء. د. عادل وديع فلسطين