لم تكن الحروب أبدا نزهات بل هى دم ودمار ورجوع إلى الوراء عشرات إن لم يكن مئات السنين. فى ظل أبواق الحرب التى ينفخها الرئيس الأمريكى ترامب والسعى لجر المنطقة إلى حرب شاملة بدعوى كبح جماح إيران فإنه يصبح من المفيد استخلاص العبر من تجربة الرئيس العراقى الراحل صدام حسين فى غزو إيران فى العام 1980. قادسية صدام كان اسم الحرب التى شنها صدام حسين وسمتها إيران الحرب المفروضة، وأعلن أن الجيش العراقى سيكون فى نزهة عسكرية ولكنها لم تكن نزهة فقد استمرت من سبتمبر 1980 إلى أغسطس 1988، وكانت من أطول الحروب التقليدية فى القرن العشرين وأدت إلى مقتل نحو مليون شخص وخسائر مالية 1.19 تريليون دولار. غيرت الحرب المعادلات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط وكان لنتائجها أعظم الأثر فى العوامل التى أدت إلى حرب الخليج الثانية، أو ما سميت بعاصفة الصحراء في1991والتى جاءت إثر غزو العراق للكويت فى حرب أعطت أمريكا لها إشارة الموافقة فى اللقاء بين صدام والسفيرة الأمريكية ببغداد أبريل جلاسبي. وفى هذا الاجتماع كما أشارت وثيقة ويكيليكس المسربة أراد صدام من جلاسبى إيصال رسالة إلى الرئيس الأمريكى جورج بوش الأب، مفادها أن العراق يريد الصداقة بين الجانبين. إذن لم تكن الحرب العراقية ضد إيران نزهة كما أراد ولم يفده الاستدراج الأمريكى وإعلان طلب الصداقة ووقوف العالم العربى بأسره معه، فقد باتت البلاد فقيرة لدرجة أنها قد توقفت عن دفع الرواتب لعائلات القتلى حسبما قال صدام لجلاسبي. لمزيد من مقالات محمد عثمان