بوجه جديد وشعارات تبدو أكثر جذبا للناخبين، تدخل القوي الممثلة لليمين المتطرف في أوروبا انتخابات البرلمان الوحيد متعدد الجنسيات في العالم، وسط توقعات بأن تحقق تلك الأحزاب مكاسب كبيرة، تمكنها من التأثير بقوة في سياسات القارة العجوز علي مدي الأعوام الخمسة المقبلة. ولضمان قوة التمثيل خلال الانتخابات الوشيكة أعلنت قوي اليمين المتطرف الأوروبية مطلع أبريل الماضي الاتفاق علي التنسيق والتعاون فيما بينها تحت مسمي «تحالف ميلانو» أو «تحالف الشعوب والأمم»، من أجل محاولة الفوز بأكبر عدد من إجمالي المقاعد (751مقعدا)، وتشكيل الكتلة السياسية الأكبر تحت سقف البرلمان الأوروبي.. وأكد ماتيو سالفيني نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإيطالي وزعيم حزب «رابطة الشمال» ،الذي تتوقع استطلاعات الرأي حصوله علي أكثر من 30 في المائة من أصوات الناخبين، «نحن سنغير أوروبا، وهذا الائتلاف الجديد،الذي شكله في أبريل الماضي ويضم أحزاب: «الرابطة» الإيطالي، «التجمع الوطني» الفرنسي، «البديل من أجل ألمانيا»، «الحرية» النمساوي، «من أجل الحرية» الهولندي، «الفنلنديين الحقيقيين»، و«الشعب» الدنماركي، سيصبح الأكبر والأكثر أهمية لاستعادة القرار والسيادة ولإنقاذ أوروبا»، موجها الدعوة إلي جميع قوي اليمين أن تتحالف حتي تعطي أوروبا الأولوية للشعوب وليس للبيروقراطيين والمصرفيين والمحافظين وزوارق المهاجرين. وفي محاولة لجذب تأييد المزيد من الأصوات،ابتعد التحالف الجديد عن إطلاق وعود «الخروج» من الاتحاد فيما يبدو بمثابة الاستفادة من دروس مأزق «البريكست» البريطاني الحالي. وتمثلت الوعود الجديدة في السعي إلي «إطلاق عملية إصلاح من داخل الاتحاد الأوروبي» عبر «رؤية جديدة» تتلخص في «إنهاء الهجرة غير المشروعة، وتعزيز الحدود الأوروبية الخارجية، وإعادة السيادة السياسية إلي دول الاتحاد، وحماية الثقافة الأوروبية. وكشفت دراسة للمفوضية الأوروبية أخيرا عن أن نحو 10% ممن لهم حق التصويت في الانتخابات المقبلة يعتزمون التصويت لمصلحة الأحزاب اليمينية المتطرفة، ذلك في الوقت الذي تشير فيه أحدث استطلاعات الرأي إلي أنه يمكن لقوي اليمين المتطرف أن تفوز ب23% من إجمالي الأصوات، ما يجعلها تسيطر علي نحو 173 مقعدا من مقاعد البرلمان الأوروبي. ورغم ذلك، فإن طموحات تحالف أحزاب اليمين المتطرف في تشكيل «الكتلة السياسية الأكبر» تحت سقف برلمان أوروبا تبقي رهينة شكل ومدي استمرار التعاون والتنسيق فيما بينها عقب الانتخابات، ونجاحها في تخطي عقبة الاختلافات وإشكالية تركيزها بشكل كبير علي تحقيق مصالحها الوطنية، التي ربما تهدد استمرار التحالف مستقبلا. فرغم أن أوجه شبه كثيرة تجمع بين الأحزاب الشعبوية مثل التشكيك في جدوي أوروبا ومعاداة الإسلام والموقف المناهض للمهاجرين واللاجئين إلا أن هناك اختلافات كثيرة فيما بينها فيما يتعلق بالقضايا الأخري . صصفالفارق شاسع بين «البديل من أجل ألمانيا «المؤيد لاقتصاد السوق و»التجمع الوطني» الفرنسي الداعي للحمائية.كما أن «الرابطة» الايطالي و«العدالة والقانون» البولندي يتمسكان بجذور أوروبا المسيحية في حين أن «التجمع الوطني» ينادي بالعلمانية. حتي في سياسة الهجرة ثمة انقسامات عميقة بين كثير من الاحزاب وهو ما يدفع كلا من الأحزاب والتيارات إلي السعي لكسب حلفاء جدد لتعزيز كتلته الخاصة.