كشفت صحيفة «نيويوركتايمز»الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب أرسل مؤخرا رسالة إلي مساعديه ووزير دفاعه مفادها أنه لا يريد الدخول في حرب مع إيران أو الانزلاق في صراع عسكري معها، وأكد أيضا أنه لا يريد أن تتحول حملة الضغط الأمريكية المكثفة علي هذه الدولة إلي صراع مفتوح. ونقلت الصحيفة عن مسئولين في الإدارة الأمريكية قولهم إن :»الرئيس ترامب سعي إلي كبح جماح المواجهة مع إيران خلال الأيام الأخيرة، وأبلغ باتريك شاناهان وزير الدفاع بالوكالة بأنه لا يريد الدخول في حرب مع إيران. وقال أحد المسئولين إن شاناهان والجنرال جوزيف دنفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة قدموا للرئيس مجموعة من الخيارات العسكرية، لكن العديد منهم قالوا إن ترامب كان حازما في قوله، إنه لا يريد صداما عسكريا مع الإيرانيين. وزير الخارجية الإيرانى جواد ظريف مع نظيره الصينى -أ.ف.ب وتأتي تصريحات ترامب في هذا الصدد لتتسق مع أخري أدلي بها في وقت سابق وأكد فيها أنه يأمل ألا تكون الولاياتالمتحدة في طريقها إلي الحرب مع إيران، وذلك وسط مخاوف من محاولة مستشاريه الدفع باتجاه الحرب مع طهران. وردا علي سؤال حول ما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستحارب إيران، أجاب ترامب: «آمل ألا يحدث ذلك»، كما أعرب عن رغبته في الحوار مع الجانب الإيراني ،عبر تغريدة نشرها علي»تويتر» وقال فيها: «أنا متأكد من أن إيران ستريد التحدث قريبا». وقد جاءت هذا الإجابة ردا علي ما قاله القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي في اجتماع بشأن اعتزامه إرسال قوات برية إلي المنطقة إذا لزم الأمر. وتعد تصريحات ترامب بشأن عدم اعتزامه خوض مواجهة عسكرية مع طهران بمثابة وفاء بوعد انتخابي قطعه علي نفسه خلال حملة ترشحه لسباق الرئاسة الأمريكية لعام 2016 والذي فاز به، حيث إنه أخبر أعضاء فريقه بأن بدء نزاع عسكري جديد سيكون بمثابة كسر للوعد الذي قطعه في حملته الانتخابية بالتخلص من التشابكات الأجنبية، كما أنه قد استاء من الاقتراحات التي يقودها مساعدوه ،بقيادة جون بولتون مستشار الأمن القومي، بطريقة أو بأخري إلي الحرب. وفي الشأن ذاته، ذكرت مصادر بالكونجرس الأمريكي أن مسئولين من إدارة الرئيس ترامب من المقرر أن يدلون الثلاثاء المقبل بإفادات سرية بشأن الموقف مع إيران، بعد أن طلب نواب من الحزبين الديمقراطي والجمهوري مزيدا من المعلومات في هذا الصدد. وقال معاونون بالكونجرس :إن مايك بومبيو وزير الخارجية والجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة و باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع سيحضرون جلسة عصر الثلاثاء المقبل أمام مجلس الشيوخ بكامل هيئته. وفي غضون ذلك، ضغط رؤساء 3 لجان بالكونجرس الأمريكي تختص بالأمن القومي علي بومبيو ليفصح عما إذا كان تقرير لإدارة ترامب بشأن الحد من التسلح قد تم تسييسه وانحرف بالتقييمات، التي تضمنها عن إيران، من عدمه. وطالب ظريف وزير الخارجية الإيراني المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية للحفاظ علي الاتفاق النووي الإيراني. وقال، في تصريح لدي وصوله العاصمة الصينية بكين نقلتها عنه وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، «أسافر إلي الدول الصديقة والشريكة لنا، خاصة الدول التي هي عضو في الاتفاق النووي للتشاور معهم حول آخر التطورات بشأن الاتفاق وكيفية الحفاظ عليه». وأضاف: «إيران لن تتفاوض مع الولاياتالمتحدة وكل الاحتمالات واردة بحال موت الاتفاق النووي». وتابع: «لقد أكدنا لكل هذه الدول خلال هذه الجولة أن الحفاظ علي الاتفاق النووي يتم عن طريق الإجراءات العملية وليس عن طريق إعلانات الدعم فقط لهذا الاتفاق». وفي تلك الأثناء، كشفت صحيفة «الجارديان»البريطانية ،في تقرير لها أمس، عن أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني التقي بقادة من حلفاء إيران في المنطقة، خلال زيارته الأخيرة للعراق قبل نحو 3 أسابيع وأخبرهم بالاستعداد لخوض الحرب بالوكالة بسبب التصعيد الأمريكي ضد طهران.