اللواء مجدى بسيونى: المواجهة الأمنية وحدها لا تكفى التسول أصبح جريمة منظمة بمصر.. فهناك مسئول عن كل منطقة يقوم بتقسيمها وكل رصيف له سعر وعدد ساعات عمله معينة ولا يستطيع احد ان يجور على رصيف الآخر وكذلك يتم تقسيم الكافتيريات ودور العبادة واشارات المرور ومحطات السفر والمسارح والسينما والمولات ..كل هذه الصور وغيرها من الطرق ترصد أشكال وسلوكيات المتسولين . بداية نشير الى ان الأهرام التقت بعض المواطنين وقد كشفوا عن حقيقة المتسولين، وهل حقاً هم محتاجون أم أن أغلبهم لصوص يدمنون جمع المال؟. بداية يقول أحمد مصطفى «موظف» لم يكن أمامى أى اختيار سوى أن أفتش فى جيوبى عن بعض النقود المعدنية لأعطيها لسيدة تحمل رضيعا تسألنى صدقة لشراء دواء لزوجها المريض كما تقول وبعد أن أعطيتها ما وجدته فى جيوبى وجدت نظرات غير راضية لأننى لم أمنحها صدقة وفيرة كما كانت تنتظر فوجدت نفسى افر هاربا من وجهها تفاديا للشجار معها بعد ان أيقنت أنها لا تستحق. أكثر ما يلفت انتباهك تمركزهم أمام أبواب المساجد منذ صلاة الظهر و حتى التراويح بحسب كلام محمد مدحت، حيث تعتبر المساجد أكثر الأماكن التى يتوافد عليها المواطنون لأداء شعائر وسنن الشهر الكريم لذلك تجد أطراف المساجد كلها محجوزة. أما مريم يحيى فإنها تقدم الصدقة للمتسولين المعاقين أو من تعرفهم من العائلات الفقيرة لان هناك الكثير من المحتالين ويعتبرون التسول فى رمضان مهنة لمن لا مهنة له. شيماء الشامى تؤكد أن شهر رمضان يتسابق فيه الكثيرون إلى فعل الخير ولذلك يزداد فيه أيضاً عدد المتسولين، مما يدفعنى إلى عدم إعطائهم حتى لا أشجعهم على مزاولة تلك المهنة المرفوضة. ويؤكد عصام احمد أن المتسولين يتفننون فى ابتكار أساليب ابتزاز للحصول على الأموال من خلال سرد وقائع وهمية أو عرض تقارير طبية مزورة، وهناك من يجرون تغييرا فى معالم أجسادهم ليكونوا أصحاب عاهة تستحق الشفقة أو من يستغل أطفاله أو استئجار أطفال لاستعطاف المارة، وهناك من يلجأون إلى ارتداء مظهر الوقار وطلب المساعدة بحجة أنهم ليسوا من المحافظة وأن نقودهم نفدت . وبحسب دكتورة سميحة نصر استاذ علم النفس الجنائى بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية فإن التسول ليس اولاد الشوارع فقط ولكن من تركوا منازلهم واعتبروا ان الشارع منزلهم فهم يتسولون إما بمفردهم او وراءهم عصابات مختلفة ومافيا مختلفة مسيطرة عليهم وقامت بتوزيعهم على مناطق معينة فهناك كبار يتسولون بطرق مختلفة من خلال حمل مناديل سواء كانوا نساء او رجالا لاستعطاف المواطنين فتعطيهم الاموال دون اخذ المناديل، وهناك شكل جديد بعض الفتيات والنساء يقمن بمسح السيارات بالاشارات من خلال ارتداء ملابس نظيفة، والاطفال يتسولون بطلب الطعام فيستعطف المارة بكلمة ( اى حاجة اتغدى بيها) . وتؤكد ان اكثر اماكن تجمعهم بالقرب من المولات ودور العبادة واى من مؤسسات الدولة ووقت خروج الموظفين، مشيرة الى ان الارقام والاحصائيات لم تحصرهم جميعا فهم اليوم تحت كوبرى الجيزة وفى الغد تجدهم مع متسولى كوبرى الجامعة فهم متحركون لا يثبتون فى مكان. ويشير الدكتور وليد هندى استشارى الصحة النفسية الى ان المحتاج للصدقة له سمات ذكرها المولى عز وجل عنهم فهم لا يسألون الناس الحافا، يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف بمعنى انه لا يستجدى العطف لذلك عندما أجد من يستجدى ويستعطف ويدعى الوهن او المرض تجده يحمل روشتة علاج او يدعى انه فقد النقود او سرق او من يتسول على طفل من اطفاله بادعاء المرض على ابنه او ادعاء الخرس بالاضافة الى ان اشكال التسول تختلف من مجتمع لآخر، ففى باريس يرسم لوحة فنية ويضع بجواره قبعة لمن أراد وضع الاموال بها او يعزف اما الشعب المصرى شعب متدين بطبعه وعاطفى فالتسول يأخذ حبكة درامية معه فتجد من يقوم بتبخير المحلات برمضان لاعطائه بعض النقود او من يبيع المصاحف وهو دائما يلعب على وتر الدين ،ويضيف ان القانون المصرى يعتبر من يبيع المناديل الورقية او الفل او من يمسح زجاج السيارات متسولا . التسول أصبح جريمة منظمة بمصر فهناك مسئول عن كل منطقة ويقوم بتقسيمها فكل رصيف بسعر وعدد ساعات عمله معينة ولا يستطيع احد ان يجور على رصيف الآخر وكذلك يتم تقسيم الكافتيريات ودور العبادة واشارات المرور ومحطات السفر والمسارح والسينما والمولات. الدكتورة عبلة الهوارى عضو لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب تقدمت بمشروع قانون لتجريم التسول بكل اشكاله بعد تفاقم الظاهرة بالمجتمع المصرى واخذت موافقة 60 عضوا وما لازالت تنتظر مناقشته. وتشير الهوارى الى ضرورة تغليظ العقوبات على عصابات التسول وكذلك حماية المتسول الصغير، فاذا كان سنه اقل من 18 سنة وله اهل لابد ان يسلم لهم ويتعهدوا بعدم تركه للتسول مرة اخري، واذا لم يكن له اهل يسلمونه لدور لرعاية لحمايته اما بالنسبة المتسول الكبير ياخذ عقوبة. ويطالب اللواء مجدى بسيونى مساعد وزير الداخلية الأسبق للأمن العام ومباحث الآداب والأحداث بعدم التعاطف فى هذه الفئة،مع تأكيد أن المواجهة الأمنية وحدها لا تكفى .. خاصة أن بعض المناطق تجد رجلا وزوجته باشارة معينة أو منطقة معينة يهل علينا كل أسبوعين او اكثر وثبت أنه يتنقل من منطقة لأخرى بالتناوب مع بعضهم البعض ، لذلك فالمواطن هو الذى يشجع على التسول او تجارة غير مشروعة لكن لو امتنع الكل وأعطى لمن يستحق وكل منا له نظره فمالا ياخذ كله لا يترك كله فهناك من افترش الرصيف وأخذه مأوى له ومن ضمن المشاهد السيئة تجد سيدة ترفع ثيابها لتظهر مرضا برجلها هنا يدخل دور الشرطة او وزارة التضامن او الشئون المعنية فالدور الأمنى قاصر على ضبط المتسولين ويوجه لهم تهمة تعريض حياة الأحداث للخطر لأنك هنا لا تعلمه صنعة انما تعلمه جريمة التسول وهناك جرائم أخرى توجه لهم اذا كان الحدث أحد ابنائهم فالأم التى تحدث بابنها إصابة تتهم فى جنحة اهمال ثم تبدأ المباحث بتحويل تلك الأطفال للجهات المعنية للتضامن او الجمعيات الاهلية أو دور الاحداث وقد يحدث أن نجد من تلك الاطفال مخطوفين ويتم إعادتهم لاهلهم مرة اخري.