غاب المسلسل الدينى والتاريخى عن شاشات رمضان بعد أن كان هو السمة الرئيسية فى زمن الدراما الجميل، وحول تراجعه يتحدث مؤلفون ومخرجون وفنانون ونقاد عن أهمية هذه النوعية من الأعمال التى شاركت فى تشكيل الوجدان والوعى والقدوة والنموذج لدى أجيال بمسلسلات ناجحة نفتقدها الآن. يقول المخرج محمد فاضل إن الأعمال الدينية والتاريخية ستظل مختفية حتى تعود الدولة للإنتاج الدرامي، فالعملية. الإنتاجية الآن تبحث عن الأسهل والأكثر ربحا، ولابد من العمل على أساس أن صناعة الدراما ليست مسألة تجارية فقط ولكن من الضرورى أن يكون لها دور فى الثقافه والفكر، وطالب بعودة إنتاج الدولة المتمثلة فى قطاع الإنتاج وصوت القاهرة قائلا إنه لن يعتدل حال الدراما دون عودة الجهات المختصة . من جهته استنكر المؤلف كرم النجار حال الدراما ككل وليست الدراما التاريخية أو الدينية فقط وتساءل قائلا أين الدراما الحقيقية التى تسهم فى بناء الفكر وتفيد المجتمع مشيرا إلى أن أغلب الأعمال الموجودة على الساحة لا ترقى لما يتطلبه المجتمع، مؤكدا أن الدراما بدأت تفقد هويتها فى الشهر الكريم لغياب مسلسلات الأسرة المصرية، ولفت كرم النجار الانتباه إلى الخطأ فى الاعتماد على الصورة القاتمة التى تستخدمها السينما مبديا اعتراضه الشديد عليها معللا ذلك بأن التليفزيون يعتبر وسيلة ترفيه للغالبية العظمى وكثير من البيوت لا تمتلك التكنيك العالى فى أجهزتهم مما يؤدى إلى صورة باهتة ضعيفة، مطالبا بعودة الدولة لصناعة الدراما خاصة مع النهضة التى تشهدها حاليا فى كل المجالات وتساءل أين الفن من هذه النهضة؟ وأعربت الفنانة مديحة حمدى عن حزنها لغياب الدراما الدينية والتاريخية مؤكدة ضرورة وجودها وبطريقة تتناسب مع العصر لأننا فى أحوج الظروف إلى تعليم الخلق والقدوة الحسنة وإعادة المثل العليا، وشددت على دور الدولة فى الإنتاج الدرامى لأنها تحمل مشعل الثقافة. ومن جانبه رأى الكاتب محمد السيد عيد أن وجود المسلسل الدينى ضرورى لأن مصر تواجه وتحارب الارهاب والتطرف الفكري، وهذه النوعية من الأعمال تعد وسيلة من وسائل مواجهة الفكر المتطرف، لذلك لابد من إنتاج الدراما التاريخية والدينية بشكل جاذب ومؤثر ويتكاتف فى إنتاجها عدة جهات مثل الأزهر والجهات المعنية بالدولة لتقديم دراما دينية وإيجاد نمط إنتاجى بديل عن النمط الحالى الذى يعتمد على حسابات الربح والخسارة فالقطاع الخاص لا يعنيه مثل هذه الأعمال رغم أهمية ما تقدمه من قدوة وتعريف الناس بتاريخهم. وأشارت الناقدة خيرية البشلاوى إلى أن الدراما حاليا ليس لها علاقة بالواقع الذى نعيشه فالحوار الموجود بها ليس طبيعتنا، وقالت ان الإعلانات تتطور أكثر من الدراما، لذلك فإن صناع الدراما لن يشغلهم التاريخ،والإحساس بالمسئولية يحتم تقديم نوعيات أخرى لأننا فى حالة حرب ضد أشياء كثيرة متوارثة، فالدولة تبذل جهدا رهيبا فى الوقوف وإثبات كيانها ولكن الفن لديه اختلال ويظهر بوضوح فى المفارقة والفجوة فى إعلانات شركات المحمول وإعلانات التبرعات فهذا النوع من الخلل والاضطراب يثير علامات استفهام ، وطالبت البشلاوى بأن يكون للأعمال الدرامية رسال إنسانية، وأن يكون لصناع الدراما إحساس بالمسئولية وخطة يتم العمل بها.