وضع الإسلام مبادئ أخلاقية للتعامل بين الزوجين فى جميع أحوالهما، فهناك أخلاقيات للتعامل فى حالة الوفاق، وأخلاقيات عند الخلاف بل وأخلاقيات فى حالة الفراق، ففى الوفاق نجد أن الإسلام عنى بعقد الزواج عناية كبيرة وأضفى عليه قدسية خاصة فسماه الميثاق الغليظ، قال تعالى: «..وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً». فإذا انعقد الزواج التزم كل من الزوجين بحسن معاملة الآخر واحترامه والوفاء له والصدق معه والسعى إلى إرضائه والرفق به والتعاون معه على الخير وتجنب الشقاق حتى تقوم العلاقة بينهما على المودة والرحمة كما قال الله تعالى: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة». ويفرض الإسلام على الزوجة طاعة الزوج فى غير معصية، وبحسب استطاعتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلى الجنة من أى أبواب الجنة شئت». وتفرض أخلاق الإسلام على المرأة أن تكون أمينة على سر زوجها، مخلصة له حافظة لماله وشرفه، وأن تعنى ببيتها، روى عن السيدة عائشة رضى الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «عليكن بالبيت فإنه جهادكن». كذلك يجب على الزوج أن يكون أميناً على سر زوجته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضى إلى امرأته وتفضى إليه، ثم ينشر سرها». وتمتد الأخلاق الإسلامية بين الزوجين إلى حالة حدوث خلاف بينهما، فقد أمر الإسلام بمحاولة الصلح بينهما وحث عليه قال تعالى: «وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير». وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضى منها آخر». وقد بين الإسلام السبيل الأمثل لمحاولة الإصلاح بين الزوجين. قال تعالى: «وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما». وإذا استحال الصلح بين الزوجين فليفترقا بمعروف. قال تعالى: «وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا ومن فعل ذلك فقد ظلم نفسه».