ولد القارئ الشيخ محمد رفعت يوم 9 مايو 1882، وقد اشتهر بعذوبة الصوت وصِدق الإحساس وخشوع القراءة للقرآن الكريم، حتى أُطلق عليه لقب «قيثارة السماء». فى علم الأرقام رقم 9 هو رقم «المريخ» الذى يمنحه إصرارا واعتدادا كبيرا بالنفس. بالفعل كان الشيخ رفعت مشهورا بعزة النفس حتى إنه رفض هدية الملك فاروق له بعد تلاوته للقرآن طوال فترة عزاء الملك فؤاد، لكنه اضطر فى النهاية لقبولها عندما قال له الملك فاروق: «هدايا الملوك لا تُرد». كما أنه رفض أى مساعدات مالية عندما أنفق كل ما يملك للعلاج من سرطان الحنجرة الذى أصابه فى آخر حياته وقال: «إن قارئ القرآن لا يُهان». الشيخ رفعت من مواليد برج الثور ومن صفات هذا البرج الشفقة والعطف والكرم وقت الأزمات، ويعتبر الشيخ رفعت مثالا للكرم إذ كان لا يتردد لحظة فى التطوع لإحياء عزاء الفقراء دون مقابل حتى إنه اعتذر عن إحياء الذكرى السنوية للملك فؤاد ليُحيى عزاء جارته الفقيرة وذلك طبقا لرواية حفيدته. مولود برج الثور الترابى الأرضى قوى وصلب مثل الأرض.. هو أيضا واقعى وعملي، كوكبه المسيطر «فينوس» كوكب الجمال والحب، مما يجعل مواليد الثور يجمعون بين القوة والعاطفة، ويتمتعون بمواهب فنية مادية مرتبطة بالحواس الخمس. لذلك استطاع الشيخ رفعت أن يجمع بين قوة الصوت وجماله مع صدق الإحساس، وكان يستطيع أن يصل بقوة صوته إلى ثلاثة آلاف مستمع فى الأماكن المفتوحة، واشتهر بحسه المرهف إذ كان يقرأ القرآن ودموعه تنساب ، ومثل غالبية مواليد الثور يجمع شيخنا الجليل بين روح التعاطف والروح العملية، لذلك عندما أوصاه أحد أصدقائه بابنته وهو على فراش الموت قام بتخصيص مبلغ مالى للفتاة حتى تزوجت. مولود الثور قادر على الجمع بين أكثر من موهبة بإحكام، لكن ما لا يعلمه كثيرون أن الشيخ رفعت كان دارسا لعلم الفلك وعندما تقدّم أستاذ الفلسفة «عبده فراج» للزواج من ابنته لم يوافق إلا بعد حساب التوافق بينهما فلكيا ليطمئن قلبه، وبالفعل سعدت بحياتها مع هذا الزوج حسب رواية الكاتب أيمن الحكيم. تلقى الشيخ رفعت عروضا كثيرة مغرية للعمل خارج مصر، لكنه رفض ويتعجب الكثيرون لذلك.. الجدير بالذكر أن مولود الثور ثابت ولا يتكيف بسرعة مع أى شخص أو مكان جديد.. يقلق من كل جديد وغريب، ويجد سعادته وسط عائلته ومع الأشخاص الذين اعتاد عليهم. لذلك كان الشيخ رفعت متمسكا بتلاوة القرآن بمسجد فاضل باشا الذى تعلم فيه القرآن وهو فى سن الخامسة وعُيّن فيه قارئا وهو فى الخامسة عشرة من عمره وظل قارئا فيه حتى اعتزل، ويقع المسجد فى السيدة زينب، الحى الذى ولد وعاش فيه طيلة حياته. هكذا هم غالبية مواليد الثور، محبون للاستقرار وبارعون فى استخدام الصوت البشرى كآلة موسيقية!