يقول الله تعالى «أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب» سورة الزمر الآية 9 ، ذهب بعض المفسرين إلى أن الآية نزلت فى عثمان بن عفان ، فقد قال ابن عباس رضى الله عنه إنها نزلت فى أبى بكر وعمر، بينما قال ابن عمر إنها نزلت فى عثمان رضى الله عنه. يعلق الدكتور السعيد محمد على من علماء الأوقاف، أن هذه الآية تبين لنا أن من هو مطيع لله يقضى أوقات الليل ساجدا لربه وقائما له، يخاف عذاب الآخرة ويأمل رحمة ربه خير، أم الكافر الذى يعبد الله فى الشدة ويكفر فى الرخاء، قل أيها الرسول هل يستوى الذين يعلمون ما أوجب الله عليهم بسبب معرفتهم بالله وأولئك الذين لا يعلمون شيئا من هذا، دخل عثمان بن عفان الإسلام فى أول الدعوة، إذ كان فى أرض بعيدة على مشارف الشام فى رحلة تجارة وكان معه طلحة بن عبيد الله، وبينما كانا فى حديقة يستريحان خلدا للراحة، ويقول عثمان فى روايته للحكاية «بينما نحن بين اليقظة والمنام إذا مناد ينادينا أيها النيام هبوا فإن محمداً قد خرج بمكة، وتكرر لنا هذا النداء، واحتفظ كل منا لنفسه بما سمع وما كادا يضعان أقدامهما على أرض مكة حتى وصلت إلى آذانهما همهمات وأحاديث تؤكد حقيقة ما سمعه كل منهما فى تلك المشارف البعيدة، ويقول عثمان «أخذت بيد طلحة واتجهنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرض علينا الإسلام وقرأ القرآن، ووعدنا الكرامة من عند الله تعالى» فآمنا وصدقنا، وعند الهجرة إلى يثرب بذل عثمان ماله من أجل المسلمين، فاشترى لهم بئرا من يهودى، وتبرع بها لسقاية المسلمين، كما أسهم فى بناء المسجد النبوى، وقد جاء فى إمارة المسلمين عقب وفاة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وتم اختياره خليفة للمسلمين، فخرج عبد الرحمن بن عوف إلى المسجد ، فجمع الناس ، ثم حمد الله وأثنى عليه ثم أخذ بيد عثمان فبايعه وبايع الناس جميعاً، وساد الارتياح أوساط المسلمين لهذا الاختيار، فقد تذكروا جميعا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «أرحم أمتى أبو بكر، وأشدها فى دين الله عمر، وأشدها حياء عثمان».