إدراج جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية كان من الوعود الرئيسية التى تعهد بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إبان ترشحه للرئاسة، ولكن مع مرور الوقت تحول الأمر إلى ريشة تتلقفها أيادى مسئولى الإدارة الأمريكية والمهيمنين على أروقة صناعة القرار من المنظمات اليهودية وجماعات المصالح، وباتت المسألة عرضة لموجات الشد والجذب بين تلك الأطراف حسب اتجاهات المصالح! قد يكون تصريح إدارة ترامب قبل أيام عن أنها تبحث إدراج جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا، تطورا جادا هذه المرة بعد أن شاب هذا الملف السكون التام منذ أكثر من عام، وشهدت هذه الفترة لغطا هائلا، خاصة أنه تم وضع حركتى حسم ولواء الثورة الإخوانيتين فى اللائحة الأمريكية للإرهاب، وهو ما وصف حينذاك بتملص أمريكى من التعهدات (الترامبية) بتصنيف جماعة الإخوان بذاتها تنظيما إرهابيا. واللافت للنظر أن إدارة ترامب تحرص على الوفاء بتعهداتها الأخرى بلا تسويف، ورأينا ذلك فى إلغاء الاتفاق النووى مع إيران وتصنيف (الحرس الثوري) جماعة إرهابية، وفى نقل السفارة الأمريكية إلى القدسالمحتلة والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، فضلا عن الشروع فى بناء جدار فاصل مع المكسيك، وجميعها تعهدات لترامب إبان حملته الانتخابية شرع فى الوفاء بها فور توليه السلطة. أما التأخير الأمريكى فى الوفاء بالتعهد السابق باتخاذ إجراء ضد الإخوان فيثير شكوكا حول جدية واشنطن فى العدول عن سياسات إدارات سابقة مثل إدارة أوباما التى سعت إلى الاستخدام الأقصى لجماعة الإخوان سياسيا لتغيير الشرق الأوسط. وهناك أسباب عديدة لهذا التباطؤ الأمريكى إزاء هذا الملف أهمها قدرة الموالين للإخوان على استخدام النفوذ المالى والسياسى الخارجى سواء كان أوروبيا أو تركيا أو قطريا فى التأثير على دوائر صنع القرار الأمريكي، خاصة أن بعض تلك الدوائر لا تزال تعادى ثورة 30 يونيو وترى فى الإخوان (تحت مزاعم الإسلام المعتدل) قوة لا تزال قادرة على إحداث تغيير فى المنطقة، متجاهلة خطأين تاريخيين لرئيسين أمريكيين سابقين هما ريجان وأوباما. فالأول استقبل تلاميذ حسن البنا وسيد قطب. والثانى لن ينسى له التاريخ محاولته تمكين الإخوان من الحكم فى الوطن العربى بأى ثمن. [email protected] لمزيد من مقالات شريف عابدين