ظل بلال يؤذن للإفطار فى المدينةالمنورة فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم, وفى عصر الولاة وما أعقبه من العصر الفاطمى كان يتم الإفطار على الأذان وإشعال فانوس فوق المئذنة.. أما مدفع الإفطار كما يوضح إبراهيم عنانى عضو اتحاد المؤرخين العرب فيرجع تاريخه إلى عام 859ه 1454م عندما وصل «خشقدم» والى مصر هدية عبارة عن مدفع ألمانى الصنع، وكان ذلك فى اليوم الأول لشهر رمضان المبارك فأمر جنوده بتجربة هذا المدفع.. وتصادف أن تم إطلاقه فى ساعة الإفطار وقت آذان المغرب، فظن أهل القاهرة أن هذا تقليد جديد، وأفطروا على صوت المدفع.. وفى اليوم التالى توجه مشايخ الحارات إلى الوالى لتقديم الشكر له على هذه اللفتة الكريمة فأمر الوالى باستمرار إطلاق المدفع. مدفع «الحاجة فاطمة» ولقد اشترى محمد على باشا مدفعا ضمن صفقة مدافع عام 1811م كما أن هذا المدفع شارك فى ثلاثة حروب: حرب تركيا ضد روسيا والمقاومة الفرنسية لثورة المكسيك ومحاولة غزو الحبشة وكان المدفع الوحيد الذى خرج سليماً من كل هذه الحروب. وفى عهد الخديو إسماعيل قامت شركة كروب الألمانية بإهداء الخديو مدفعا واستخدم هذا المدفع للإعلان عن وقت الإفطار والإمساك فى رمضان. وأصدرت الحاجة فاطمة ابنة الخديو إسماعيل، فرمانًا يفيد باستخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفى الأعياد الرسمية، فسمى بمدفع الحاجة فاطمة. زفة المدفع ومع فرحة المصريين بمدفع رمضان أقيمت له زفة أطلق عليها زفة المدفع حيث كان المدفع يسير فى زفة وسط رجال الطرق الصوفية ويجر المدفع خيول وتعزف الموسيقى العسكرية ويسير فى زفة المدفع عدد كبير من الأهالى وذلك قبل بداية شهر رمضان بثلاثة أيام ، وظلت زفة مدفع رمضان مستمرة لأكثر من أربعين عاماً كاملة ثم توقفت لفترة طويلة وعادت عام 2005 فى شهر رمضان لتعزف الموسيقى العسكرية وتسير الزفة وسط الاحتفال الذى يقيمه رجال الطرق الصوفية وقد استمرت هذه الزفة للمدفع وتمر الزفة بمنطقة الدراسة من إدارة اطفاء منطقة الدراسة حتى ملعب مدينة البعوث الإسلامية، وطاقم المدفع مكون من ثلاثة أفراد وهم: الرامى ومهمته تشغيل كتلة الترباس، والمعمارجى الذى يقوم بتعمير الطلقة.. أما الشخص الثالث فهو الطومار وهو المسئول عن تنظيف الماسورة والمقذوف. أما صاحب صوت «مدفع إفطار.. اضرب» فهو أحد الأشخاص العاملين على تشغيل المدفع وصوته مسجل فى الإذاعة المصرية.