كل عام وأنتم بخير.. أمس احتفل الإخوة المسيحيون بعيد القيامة المجيد، واليوم هو عيد شم النسيم، وهو عيد مصرى أصيل، ويعد عيدا لنا جميعا، وله التقاليد والعادات نفسها المشتركة بيننا، منذ القدم حتى الآن. الكل فى هذا اليوم ينطلق نحو المناطق الخضراء، والحدائق، والشواطئ، وحتى داخل البيوت نجد تقاليد الاحتفال نفسها واحدة، ونوعية الأكلات لا تختلف كثيرا عن بعضها بعضا.. بعيدا عن شم النسيم، والأعياد الدينية للمسلمين والمسيحيين، لا أعتقد أن هناك ضرورة على الإطلاق لإعطاء كل هذه الإجازات فى دولة تسعى جاهدة لأن تتعافى وتتقدم، وليس من المعقول أن يكون يوم الخميس الماضى إجازة بمناسبة عيد تحرير سيناء، واليوم الاثنين إجازة بمناسبة عيد شم النسيم، ثم بعد غد الأربعاء إجازة بمناسبة عيد العمال.. وهكذا بدأت الإجازات من الخميس الماضي، ولن يبدأ العمل قبل الأحد المقبل، فى فترة تقترب من «10» أيام تقريبا. لا يمكن لدولة أن تتقدم بهذا الشكل، فالأعياد الدينية الخاصة بالمسلمين والمسيحيين ليس عليها خلاف، وعيد آخر مثل شم النسيم أيضا، لأنه عيد للمصريين جميعا، أما دون ذلك فلا داعى إطلاقا لكل هذه الإجازات. على الحكومة أن تفكر فى إعادة النظر فى كل هذه الإجازات، إذا كانت راغبة حقا فى ترسيخ عقيدة العمل لدى المصريين خلال المرحلة المقبلة. كثير من المناسبات الوطنية يكفى أن نحتفل به، وليس مطلوبا أن يتحول إلى إجازات رسمية، تتعطل فيها أحوال البلاد والعباد، فالاحتفالات ليس بالضرورة أن تتحول إلى إجازات، لأننا لو حسبنا أيام العمل فسوف نكتشف، ببساطة، حجم المأساة التى نعيشها، ثم نطالب بعد ذلك بتحسين الأحوال!. أرجو أن تعيد الحكومة تفكيرها، وترتب جدول الاحتفالات والإجازات، بما يتناسب مع الرغبة فى التطور والانطلاق، وتأكيد قيمة العمل والإنتاج. لمزيد من مقالات عبدالمحسن سلامة