ورث المصريون من الفراعنة الاحتفال بأعياد الربيع، وخاصة الاحتفال ب"شم النسيم"، وعلى الرغم من عودة الاحتفال إلى خمسة آلاف عام، إلا أن هناك الكثير من الشيوخ يرون أن الاحتفال بهذا اليوم هو من الأمور المحرمة التي لا يتوجب على المسلمين الاحتفال به. العديد من الفتاوى خرجت من قبل عبر عدد من الشيوخ حول "مدى شرعية الاحتفال بهذا اليوم"، وكان الاتجاه يميل إلى حرمانية الاحتفال باعتبار أنه عيد لغير المسلمين. في عام 2011، قال الشيخ علي ونيس، على إحدى الفضائيات الدينية، إن هذا اليوم ليس من عادات أهل الأسلام، بل من عادات وأعياد غير المسلمين، وواجب على المسلمين ألا يشاركوا في ذلك، لا بطعام أو شراب ولا بفعل أو قول يختص هذا العيد. وأضاف "لا يجوز الصوم في هذا اليوم لأن صيام أعياد الكفار ليس من سنة النبي "ص"، لأن الصيام به جزءا من التعظيم فهذا سيكون تعظيم لليوم". في العام نفسه، وحول سؤال الشيخ ياسر برهامي عن الاحتفال بشم النسيم، قال إنه يوم تعود كثر الناس على اعتباره يوما للنزهة والفسحة والخروج للحدائق، لكنه ليس من أعياد أهل الإسلام، بل من أعياد المشركين، أما عند الفراعنة كما يذكر البعض أو يوم الزينة، حيث إن هناك خللا في فهم أن نسمي أعياد معينة من عند أنفسنا أنها اعياد او نعاملها على انها اعياد، ومن الظاهر إنه هو مرتبط ارتباط الوثيق بعيد القايمة عند النصارى. وفي 2012، قال الشيخ مصطفى العدوي، إن الاحتفال بيوم شم النسيم، بدعة منكرة ليست في ديينا وليس عند أهل الإسلام عيد يقال له شم النسيم لأنه من أعياد الكفار وليس للمسلمين فلا تشارك أهل الباطل وأهل الكفر في مثل هذا العيد. كما استنكر أحد الدعاة مشهد السيدات المنتقبات في الشوارع، اللاتي يتنزهن في الحدائق بصحبة أبنائهن في شم النسيم، متسائلا: أين أزواجهن؟، مضيفا "إزاي تروح تشم هوا في اليوم ده؟"، كما حرم الداعية على أي بائع في هذا اليوم، بيع طعام يرمز إلى هذا العيد، حيث أفتى بعدم إجازة بيع البيض أو الرنجة أو الفسيخ، مضيفا: من يفعل ذلك فهو آثم وكسبه حرام. كان رد الشيخ عطية صقر"رحمة الله"، عبر موقع "طريق السلف" حول الاحتفال بشم النسيم، إنه كان عيدًا فرعونيًا قوميًا يتصل بالزارعة ثم جاءته مسحة دينية، وصار مرتبطًا بالصوم الكبير وبعيد الفصح أو القيامة، وعلى المسلمين أن يوطنوا أنفسهم على الطاعة، وألا يقلدوا غيرهم في احتفال، ولقد شرع لنا الله عز وجل أعيادنا، وشرع لنا كيفية الاحتفال بها، فلا حاجة لنا في تقليد غيرنا في أعياده التي يختلط فيها الحق والباطل والحرام بالحلال. ولا شك أن التمتع بمباهج الحياة من أكل وشرب وتنزه أمر مباح ما دام في الإطار المشروع، الذي لا ترتكب فيه معصية ولا تنتهك حرمة ولا ينبعث من عقيدة فاسدة. قال أبو إسلام، رئيس قناة الأمة، إن الاحتفال بعيد شم النسيم باطل وحرام، وذلك لمخالفاتها عقيدة المسلمين، ما اضطره إلى إطلاق حملة عبر قناته لمنع الاحتفال بهذا اليوم، ووصفت هذا اليوم بعيد "الكفر والوثنية"، ما دفعها لرفع شعار "لا لأعياد الكفر والوثنية"، رافضة الاحتفال بعيد شم النسيم "الكنسية"، حسب وصف القناة، وناشدت القناة المشاهدين بعدم مشاركة المسيحيين في الاحتفال بهذا اليوم؛ أملًا في حب الجنة وكراهية النار. وفي جزء جانبي من القناة كُتب "لا لأعياد الكفر والوثنية.. لا لاحتفالات شم النسيم الكنسية، لا نصادر على حق الكنيسة في الاحتفال به، لكننا نحذر من مشاركة المسلمين في يومه، وعلماء الأمة يناشدونكم حب الجنة وكراهية النار". يرى الكثير من الباحثين والمختصين بالأمور التاريخية إن عيد شم النسيم لا علاقة له بأي دين فهو عيد مصري قديم احتفل به قدماء المصريين منذ عام آلاف السنين وكان يعني "بعث الحياة".