شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قمة الحزام والطريق التى عقدت أخيرا فى بكين مشاركة استقطبت اهتمام عشرات الدول التى كانت حاضرة فى هذه القمة، التى تؤسس لعلاقات سوية بين شعوبها، والأهم ان الطريق هنا هو طريق التعاون والبناء والاحترام وتبادل المصالح بالرضا والوعى الذى يبشر بان العالم، وبعد سنوات من الهدم والتخريب ونهب ثروات الشعوب بكل الوسائل وأسوئها، قد دخل منعطفا جديدا طال انتظاره هو طريق النهوض بالإنسان.. وفى لفتة شديدة الأهمية لدور مصر، القوة الإقليمية الفاعلة، ذكر الرئيس السيسى أن مصر كانت اولى الدول العربية والإفريقية التى بادرت بالاعتراف بالصين الشعبية عام 56، وهو ما يصعب ان تنساه هذه القوة البازغة بسرعة الصاروخ..لا سيما ان هذا الاعتراف الذى قام به الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، قد جاء على غير هوى القوى الدولية المتحكمة فى العالم آنذاك..وما يستوقف الانتباه ان بكين ومعها اكثر من ستين دولة، قد اختارت منهجا محترما فى العلاقات الدولية، فأرست قواعد أجمعت عليها الدول المشاركة، حيث لا تهدد ولا تتدخل فى شئون الدول الأخري، ولا تتجاهل الحقوق العربية، وتعرض شراكة فعلية قوامها احترام الشعوب ومراعاة مصالحها.. وقد تحدث الرئيس السيسى فى هذا المجال عن المشروع الضخم بربط نحو تسع دول إفريقية من كيب تاون فى جنوب إفريقيا الى السويس على البحر الأحمر مرورا بالسودان وإثيوبيا وتنزانيا وزامبيا وزيمبابوى وكينيا والجابون، وربط المصالح والمنافع بين هذه الدول الإفريقية وبين بقية دول العالم وجنى ثمار التعاون القائم على الاحترام المتبادل وإقامة المشروعات الضرورية لتحقيق ارباح يستفيد منها الشعب ،فى كل بلد وفق ما يقدمه من اسهامات ومبادرات واستثمارات فى ميادين الإنتاج.. ولا شك ان العديد من دول العالم ترى فى النموذج الصينى مثالا يحتذي، فقد كانت الصين مستعمرة بريطانية تعانى آفة المخدرات التى يصعب تبرئة القوى الاستعمارية منها ولكنها انتهجت طريق الانتاج الذى يعد الاساس لأى تقدم أو طموح، واولت فى ذلك المجال الصناعات الصغيرة والمنتهية الصغر اهتماما جذريا، بحيث تحولت جميع الايادى والسواعد الى الانتاج، حتى المرأة التى تلزم بيتها، تم تأهيلها للصناعات الصغيرة جدا والتى يمكنها إنجازها من داخل المنزل، أى أن التجربة الصينية تلك، هى التى قفزت بالصين من دولة من دول العالم الثالث الى القوة المنافسة والمزاحمة الآن للولايات المتحدةالامريكية وكذلك روسيا، وان كانت روسيا اقرب إليها من واشنطن بطبيعة الحال، لذا لا تنظر واشنطن بعين الرضا للمبادرات الصينية، ولكن يبدو ان دول الحزام الواحد والطريق الواحد، قد وجدت فى ذلك ضالتها المنشودة والسبيل الوحيد لتحقيق الاكتفاء الذاتى، بل وفتح آفاق التصدير، ففى الدول الإفريقية مثلا ، ثروات هائلة متنوعة سيؤدى استغلالها الى رفاهة شعوبها بكل تأكيد إضافة الى ما يمكن تحقيقه من مكاسب مادية ومعنوية من تصنيع المواد الخام بدلا من بيعها ثم الرضوخ، بعد تصنيعها فى الخارج، الى شرائها بأثمان باهظة.. ان مصر التى شاهد العالم بأسره مدى الاحترام والتقدير الذى حظى به رئيسها فى قمة بكين وأهمية المباحثات التى اجراها هناك، تدخل بخطى واثقة عالم الدول الكبرى وشعارها البناء وليس الهدم، التعاون على مختلفة الاصعدة ،مع منح اهتمام خاص للتبادل الثقافى مع دول القارة السمراء، وكذلك مع بقية القوى الكبرى التى تبنى العلاقات على قواعد الاحترام المتبادل، وعدم التعدى على ثروات الغير ،بل مضاعفتها بتبادل الخبرات واحترام الحقوق والثقافات والعادات لكل من البلدان التى تتعامل معها. لمزيد من مقالات فريدة الشوباشى