الارتقاء بالوعى والتثقيف البيئى للمناطق الجديدة ومنها حى الأسمرات برز على قمة مناقشات فعاليات ورشة العمل التى أقامتها الهيئة الوطنية لليونسكو، بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، تحت رعاية الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى واستمرت ثلاثة أيام أختتمت أمس بمشاركة أساتذة الجامعات والمجتمع المدني،وتناولت العديد من القضايا الاجتماعية والبيئية بتأثيراتها الإيجابية والسلبية. وفى افتتاحها الورشة أكدت د. غادة عبد البارى أهمية وعى المجتمع، خاصة الشباب والجمعيات الأهلية بأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر بأبعادها الثلاثة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والتركيز على التعليم الجيد لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع، والتصدى للتحديات التى يواجهها العالم والمتعلقة بالفقر وعدم المساواة والتغيرات المناخية وتدهور البيئة والازدهار والسلام والعدالة، ومن هنا يجب التركيز من جانب الجمعيات الأهلية والمجتمع المدنى على أن تكون المرحلة المقبلة، مرحلة الارتقاء بمستويات التوعية والتثقيف التعليمى والدينى والبيئى على جميع المستويات خاصة رجال الدين، ودور تلك الجمعيات فى القرى والمدن فى المحافظة على الأراضى الزراعية، وزيادة مشروعات التشجير، وقوافل التوعية فى المناطق العشوائية وأيضا الجديدة التى يتم نقل سكان العشوائيات إليها، وأهمية دور المرأة فى القضايا البيئية الأساسية مثل فرز المخلفات المنزلية من المنبع لتعظيم الاستفادة منها كسماد عضوى أو منتجات ذات جدوى اقتصادية، وما إلى ذلك من تخفيف حدة تراكمات القمامة التى باتت تشكل مشكلة مزمنة فى مجتمعنا. وفى كلمته أكد الدكتور محمود فهمى الكردى أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة ضرورة تضافر الجهود بين الدولة ومنظمات المجتمع المدنى والتركيز على الشباب لدورهم الفاعل فى البناء وتغيير السلوكيات خاصة فى المناطق العشوائية، والعمل على تعظيم الاستفادة من الدراسات والأبحاث التى تمت فى تلك المناطق، فهناك ثمانى دراسات مهمة أجريت بواسطة الباحثين الاجتماعيين وعايشت على أرض الواقع تلك المناطق ورصدت كل إيجابياتها وسلبياتها ووضعت حلولا واقتراحات حلول لها، وهذا الاهتمام له أهمية خاصة فى المناطق الجديدة الراقية مثل حى الأسمرات وغيره والتى تم نقل أهالى العشوائيات إليه، وهنا وقفة لأن عملية نقل سكان العشوائيات إلى تلك المناطق فى ظل نقص الوعى والتثقيف سيجعل منها عشوائيات جديدة مستقبلاً كما حدث مع الكثير من المناطق فى المدن الجديدة السابقة ومنها بعض المناطق فى مدينة السادس من أكتوبر نفسها. ونقل الدكتور صلاح عرفة الأستاذ بالجامعة الأمريكية عددا من التجارب الميدانية المؤثرة فى المجتمع والتى قادها على مدى نصف قرن مثل مجتمع قرية البسايسة الجديدة برأس سدر والتى تعظم الاستفادة من الموارد الطبيعية ومنها الطاقة الشمسية كمصدر متجدد للطاقة، والتى أسهمت وبفاعلية فى استخدامها فى مجالات متعددة حققت نتائج مبهرة فى برامج التنمية المستدامة فى المناطق الصحراوية، وتم ترويضها فى استخدامات كثيرة مثل المضخات الشمسية للرى والسخانات الشمسية وطواحين الهواء وإدخال البيوجاز الناتج من المخلفات الحيوانية، والسماد العضوي، وإنشاء جمعية تعاونية للمجففات الشمسية وغيرها. واستمرارا لتلك الاستدامة زف الدكتور صلاح عرفة خبر إنشاء المشروع الوطنى الجديد للتنمية المستدامة فى الصحراء «جنة الوادى» االذى سيقيمه من خلال الجمعية العامة للهجرة الداخلية والتنمية بتخصيص 1400 فدان لإقامة تجمع آخر جديد فى محافظة الوادى الجديد،وكذلك مقترح آخر جديد لمشروع بواحة سيوة بمحافظة الوادى الجديد. وفى ختام ورقة عمله طالب د. عرفة بضرورة المساهمة فى إيجاد وعى مجتمعى من خلال نشر المبادرات الإيجابية وتوفير قنوات اتصال مع المسئولين الحكوميين لدعمها، وتذليل عقبات التمويل وخلق آليات لحشد الموارد المحلية للوصول لتنمية مستدامة، وتشجيع المبدعين الاجتماعيين والتنمويين مالياً وفنياً وإعلامياً وعمل تشبيك مع المؤسسات الخاصة والدولية والحكومية لخدمة المشاريع والمبادرات المجتمعية. وركزت الدكتورة سامية قدرى أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس على دور الشباب بصفتهم القوة الضاربة فى المجتمع لأنهم يشكلون 60% من السكان ويقع على عاتقهم واجب التغيير بما فيها مفاهيم التنمية المستدامة،والعمل على تبنى المشروعات التنموية الهادفة إلى مكافحة التصحر وترشيد المياه والطاقة. كما أكدت زينب الوكيل الأمين العام المساعد للجنة الوطنية لليونسكو أهمية دور المرأة فى المنزل على تنشئة الأطفال وتثقيفهم عاشقين للبيئة والنظافة وعدم إلقاء القمامة على الأرض أو فى الشارع منذ الصغر لأن ذلك سيسهل على المجتمع ويختصر الكثير من الجهود مستقبلاً، فى ذات الوقت تدريبهم على مشروعات صغيرةوبرامج تحبب إلى نفوسهم لحب الطبيعة والبيئة والمحافظة عليها مثل ترشيد الطاقة والمياه والتشجير.