أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أنه في الوقت الذي تسعي فيه مصر للارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان، فإنها تخوض حربا شرسة ضد الإرهاب، وهو ما يتطلب جهدا مضاعفا لتلبية طموحات الشعب المصري بالتوازي مع جهود الإصلاحات الاقتصادية الشاملة والتنمية المستدامة، التي تهدف إلي تغيير الواقع إلي حياة معيشية أفضل للمواطنين من الشعب المصري. وأوضح الرئيس - خلال استقباله أمس اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب برئاسة «سوياتا مايجا» بحضور سامح شكري وزير الخارجية - أن انعقاد الدورة الحالية للجنة يعد فرصة سانحة أمام مفوضيها للتعرف عن كثب علي حقيقة الأوضاع في مصر، مشددا علي أن الارتقاء بحقوق الإنسان يمثل إحدي أهم الأولويات الوطنية استنادا إلي رؤية مصر 2030. واستعرض الرئيس، خلال اللقاء، التطورات والجهود الضخمة التي قامت بها الدولة علي مدي الأعوام الأخيرة لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والخدمية خاصة في مجال القضاء علي العشوائيات وتوفير السكن اللائق لنحو مليون مواطن من قاطني الأماكن غير الآمنة، في مجمعات إسكانية حديثة كاملة التجهيز والمرافق فضلاً عن الإسكان الاجتماعي للشباب، بالإضافة إلي حملات القضاء علي فيروس «سى» وإنهاء قوائم انتظار المرضي، وكذلك الجهود في قطاع التعليم الذي يشهد تغييرا وتحديثا شاملا غير مسبوق بالإضافة إلي برامج الحماية الاجتماعية ودعم وتمكين المرأة والشباب والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة. كما أوضح الرئيس ما حققته الدولة في مجال نشر ثقافة المواطنة والتسامح الديني وترسيخ مفهوم قبول الآخر، وكذلك الخدمات التي تقدمها الدولة لملايين المغتربين من عدة جنسيات، الذين نزحوا إلي مصر بسبب ظروف أوطانهم السياسية والأمنية ليعيشوا ضيوفا أعزاء جنبا إلي جنب مع أشقائهم المصريين، يمارسون كل الأنشطة المختلفة بحرية تامة، موضحا أن كل تلك الجهود إنما تأتي في الإطار العام المتعارف عليه لحقوق الإنسان وفق مواثيق الأممالمتحدة ذات الصلة. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة، بأن الرئيس السيسى رحب برئيسة اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، مؤكدا الأهمية التي توليها مصر لإنجاح أعمال الدورة ال 64 للجنة التي تستضيفها شرم الشيخ خلال الفترة من 24 أبريل إلي 14 مايو 2019، وذلك في ظل رئاستها الحالية للاتحاد الإفريقي، وحرص مصر منذ إنشاء اللجنة - التي تعد أحد الأجهزة التابعة للاتحاد الإفريقي المسئولة عن متابعة أوضاع حقوق الإنسان في دول ا، الأمر الذي انعكس في مشاركة مصر الفاعلة في صياغة الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب المنشئ للجنة. وأوضح المتحدث الرسمي أنه تم خلال اللقاء استعراض دور الحكومة المصرية في دعم حرية عمل منظمات المجتمع المدني، البالغ عددها أكثر من 50 ألف منظمة، باعتبارها أحد متطلبات تشجيع المشاركة السياسية الفاعلة وترسيخ الممارسات الديمقراطية، حيث أكد الرئيس في هذا الإطار انفتاح مصر علي التعاون مع اللجنة للارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان في القارة الإفريقية، والحفاظ علي استقلاليتها كأحد الأجهزة المهمة للاتحاد الإفريقي، خاصة في ظل رئاسة مصر الحالية للاتحاد. من جانبها أعربت السيدة «مايجا» عن سعادتها بزيارة مصر والالتقاء بالرئيس السيسي، موجهة الشكر له علي استضافة مصر لأعمال الدورة ال 64 للجنة، مؤكدة أهمية ومحورية الدور المصري علي صعيد العمل الإفريقي، للارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان في القارة.