جاب الوطن العربى شرقا وغربا وشمالا وجنوبا يحمل سلاحا زاده الحب والفن والجمال، فأصابت سهامه قلوب العذارى والحيارى في دنيا الغرام بحب.. إنه المطرب اللبنانى «راغب علامة» الذي لا تشيب مشاعره، رغم مرور السنوات الطوال التى خاضها في عالم الغناء، حاملا معه دائما هموم المحبين ليحلق بها في آفاق عالم الرمانسية الرحب معبرا بصدق عن المشاعر الدفينة. واستطاع أن يجتاز الصعب، ويسمو بفن الغناء الرصين الذي لايخلو من حداثة محببة، ويذهب بحنجرته نحو مناطق النور في حياتنا العربية، مخلفا وراءه طاقة إيجابية تشفي الجراح وتزاحم اللوعة والأسى وتهزمها بالحب النابع من القلب لتسمو المشاعر ويحلو الغناء بصوته العذب النقى. وعبر حوار أشبه بالفضفضة حول أغنيته الجديدة «صدفة» التى أطلقها مؤخرا، وتحمل فكرة جديدة على عالم الغناء، وحققت نجاحا كاسحا، وهموم وطنه لبنان الذي يعشق ترابه كان لنا هذا اللقاء المشحون بالتفاصيل.. ما ظروف غنائك لأغنيتك الجديدة « صدفة» التى تعد الجزء الثانى من أغنيتك الشهيرة « آسف حبيبتى» كلمات الشاعر بهاء الدين محمد، ألحان حسن أبو السعود التى قمت بغنائها فى منتصف التسعينيات؟ الأغنية فكرة فتاة لبنانية تكتب وتلحن لأول مرة، اسمها « أمانى النورى» وتوزيع موزع لبنانى أرمانى شاب إسمه «كارنو»، وتحمست للفكرة، وأحببتها جدا بمجرد أن استمعت إليها، لأن الفكرة جديدة ومختلفة وغير تقليدية، كما انها تذكر الناس خاصة الأجيال الجديدة بواحدة من أجمل أغنياتى. لماذا لم تستكمل كتابة الأغنية باللهجة المصرية كما كتبت «آسف حبيبتى»؟ لأن صاحبة الفكرة لبنانية وبالتالى تجيد الكتابة باللهجة اللبنانية وليس المصرية، كما أنه لا يوجد فرق حاليا بين اللهجة اللبنانية واللهجة المصرية، فالقلوب دائما ممزوجة، فاللبنانى يحب اللهجة المصرية، والمصرى يعشق اللهجة اللبنانية، والرسالة التى نريد توصيلها أن مصر ولبنان قلبان ممزوجان فى بعضهما. الجزء الجديد من الأغنية لم يوضح إذا كانت حبيبتك القديمة تركت حبيبها أو زوجها بعد كل هذه السنوات أم هى قابلتك « صدفة» وما زال الوضع كما تركتها منذ سنوات؟ الأغنية لم توضح بالفعل حقيقة الأمر، حيث تركناها لخيال المستمع هو يضع النهاية التى يحبها ويريدها، لكن قريبا وعندما يتم تصوير الأغنية كفيديو كليب، سيكون فيه إجابة عن سؤالك هذا، ولا أريد الإفصاح أو حرق الإجابة الآن!.وعلى الجميع أن ينتظر «الكليب». فى أغنية «آسف حبيبتى» تقول: «لو بالعيون مقدرش أخون لأنى مخلوق من وفا»، هل قناعات راغب علامة تغيرت؟ قناعاتى لم تتغير وما زالت كما هى سواء فى الماضى أو الحاضر أو المستقبل، فأنا أكره الخيانة ولا أطيقها. لديك رصيد ضخم من الأغنيات الناجحة لماذا «آسف حبيبتى» تحديدا هى التى قدمت لها جزء ثانيا؟ هذه فكرة المؤلفة، هى التى كتبت، وهى التى وقع اختيارها على «آسف حبيبتى»، لكن مما لا شك فيه أن «آسف حبيبتى» فى وجدان الجمهور المصرى والعربى، وفى وجدانى أنا شخصيا، وهى واحدة من أجمل وأنجح أغنيات مشوارى، ومازالت مطلوبة حتى الآن وأغنيها فى كثير من حفلاتى. البعض ردد أن فكرة الأغنية ليست جديدة وسبقك فيها المطرب «وائل كافورى» فى أغنيته «هالله تفقتى»، هل مثل هذه الآراء تزعجك؟ إطلاقا مثل هذه الآراء السلبية لا تهمنى ولا تشغل بالى، فعلى مدى مشوارى الفنى قدمت كثير من التجارب المختلفة مثل «ياريت فى خبيها، قلبى عشقها، اشتقنالك، الحب الكبير، أديته رنة» وغيرها من التجارب التى كانت جديدة ومختلفة على أذن المستمع، ولو توقفت عند بعض الناس أصحاب الطاقة السلبية الذين يصطادون فى الماء العكر سأنام فى بيتى ولن أغامر، ولن أقدم تجارب جديدة مختلفة. غناؤك لفتاة تكتب وتلحن لأول مرة أليس مجازفة منك وأنت نجم كبير فى عالم الغناء العربى؟ ليست مجازفة أبدا وبحكم صداقتنا ومتابعتك لمشوارى الغنائى، تعلم جيدا اننى لا أخاف من المجازفة، وطوال مشوارى فتحت أبواب وشبابيك الشهرة والنجومية لكثير من المواهب الشابة فى مجال الغناء والكلمة واللحن والتوزيع، الذين أصبحوا الآن ملأ السمع والبصر، أبرزهم المطربة « إليسا» التى ساندتها فى بداية مشوارها الفنى، وكانت لا تمتلك سوى أغنية واحدة، وغيرمعروفة إلا فى لبنان، وعجبنى صوتها وإحساسها جدا، وعندما عرض على مدير أعمالها أن أشاركها « ديو» غنائى وافقت على الفور إيمانا منى بموهبتها الغنائية، ويومها لم يصدق مدير أعمالها أنى وافقت على مشاركتها «الديو» الغنائى، والحمد الله أنه بعد أن كانت معروفة محليا فقط، حققت شهرة عريضة فى العالم العربى بعد أن قدمنا معا أغنية «بتغيب وتروح». نفس الأمر حدث مع المطرب والملحن «أحمد سعد» عندما عرض على أغنية «طب ليه» التى قام بتلحينها،وكانت أول أغنية يلحنها عجبتنى جدا وقمت بغنائها على الفور، كما قدمت لأول مرة الملحن «محمود خيامى»، وساندت ووقفت بجوار الموزع «مدحت خميس»، ورحبت جدا بغناء كلمات «قلبى عشقها» عندما عرضها على مؤلفها الشاعر «عاطف بركة»، ومن شدة إعجابى بكلمات الأغنية قمت بتلحينها على الفور، وحققت نجاحا ما زال موجودا حتى الآن، وبصفة عامة لا تهمنى الأسماء بقدر اهتمامى بما تقدمه هذه الأسماء من جديد مختلف. متى سيطرح ألبومك الجديد الذى يتضمن أغنيتك الجديدة « صدفة» وغيرها من الأغنيات التى طرحت لك مؤخرا وحققت نجاحا كبيرا؟ حتى الآن لم نحدد موعد طرح الألبوم، لكنى مستمر فى طرح الأغنيات الجديدة « كسينجل». هل ما زالت حريص على أن يكون جديدك الغنائى من إنتاج شركتك مع شقيقك «خضر علامة»؟ بالتأكيد وهذا القرار اتخذته منذ سنوات طويلة، عندما أحبت إحدى شركات إنتاج الكاسيت الكبرى انضمامى إليها واحتكارى، لكنى رفضت الانضمام والاحتكار، لأن مبدأ الاحتكار مرفوض عندى تماما، وقررت تكوين شركة مع شقيقى «خضر علامة»، هذه الشركة هى التى تتولى إنتاجى الفنى، ومرتاح جدا لهذا الوضع. نذهب بك بعيدا عن الفن لوجهة أخرى: فى الفترة الأخيرة تعرضت لتهديد بالقتل من قبل النائب «حكمت ديب» بعد تقديمك لأغنيتك «طار البلد»، وانتشر الخبر انتشار النار فى الهشيم على مواقع الإنترنت، وفجأة توقف النشر فى هذا الموضوع ماذا حدث؟ أعتقد أن هذا النائب نال جزاءه من قبل فخامة الرئيس اللبنانى «ميشيل عون»، لأنه ينتمى إلى كتلته، والرئيس لم يرض بهذا التصريح الخطأ الذى أدلى به هذا النائب، وتم حل الموضوع داخليا بعيدا عن «شوشرة» الإعلام، كما عرفت من مصدر موثوق به. لو انتقلنا بدفة الحوار للسياسة وسألتك عن رأيك الآن فى الوضع اللبنانى، ماذا ستقول؟ الوضع اللبنانى لا يشجع لأن لبنان فى حاجة إلى قائد ينهض بالوطن والتقدم به مع كل أبنائه دون تفرقة، ومن دون مصالح شخصية، لكن للأسف لبنان يعانى الطائفية، ولا يمكن أن يبنى بزعامات طائفية. ألا يوجد أمل؟ الأمل موجود طول الوقت، وعندى أمل كبير فى الجيش اللبنانى الذى لم ينخر فيه الفساد الطائفى بعد، فالحمد الله مازالت مؤسسة الجيش، مؤسسة نظيفة، لهذا كلنا أمل فى الجيش اللبنانى، كما اننا بانتظار أن يرسل لنا المولى عز وجل زعامة وطنية لا تفكر فى جيوبها ولا مصالحها ولا جماعتها، زعامة وطنية تفكر فى كيفية النهوض بالاقتصاد بشكل جيد وعلمى، زعامة تفكر فى الشعب اللبنانى كله وليس طائفة بحد ذاتها، لأن الشعب اللبنانى بنى العالم، لكن للأسف من يستطيعون البناء فضلوا الهجرة من لبنان، وتقديم خبراتهم للخارج، لأنهم وجدوا التقدير خارج بلدهم، وفى لبنان للأسف التقدير للطائفية والمصلحجية!!. ما رأيك فى الحكومة الجديدة؟ لم نر خيرها من شرها حتى الآن، وأتمنى من رئيس الوزراء سعد الحريرى وفخامة الرئيس اللبنانى أن ينهضا بالوطن، لكن أشك مادامت الوزارات والمراكز الكبرى يختارونها بطريقة طائفية، وما يصبرنى الآن أنه يوجد طبقة كبيرة من الشعب اللبنانى غير محبة لما يحدث، لكن هذه الطبقة ليس لها إعلام خاص بها، ولا مراكز هامة فى إيديها حتى تقرر مصيرها ومصير لبنان، لكنى متأكد انه فى يوم من الأيام ستنهض هذه الطبقة وستثور على الطائفية، ليصنعوا وطنا متماسكا، وأتمنى أن أعيش هذه الأيام التى ستكون مليئة بالبناء والتعمير والرخاء والخير للبنان. رشحت من قبل كوزير للسياحة متى يقبل راغب علامه الوزارة ومتى يرفضها؟ والسؤال بصورة أدق ما هى شروطك لقبول وزارة معينة؟ سبق وقلت لك ان كل الوزارات والمراكز الهامة طائفية، وأى إنسان غير طائفى مثلى صعب جدا أن يتولى أى وزارة، مادمت لست محسوبا على جهة معينة، وتحديدا لابد أن تكون جهة طائفية، وبالمناسبة أى وزير يمكن أن يأتى وغير تابع لجهة طائفية سيتعبونه، ويفشلونه، ويجعلونه يهرب بجلده، ولن يجعلوه قادرا على العمل، لبنان يا صديقى فيه مرض منتشر جدا إسمه الطائفية، عندما يستطيع لبنان التخلص من هذا المرض والشفاء منه، سيصبح سويسرا الشرق. إذا من رشحك لتولى وزارة السياحة؟ الشعب اللبنانى كله بكافة أطيافه، وأيضا الإعلام اللبنانى كل هؤلاء هم الذين رشحونى لتولى وزارة السياحة وليست جهة سيادية ولا طائفية معينة. نعود للغناء مرة ثانية وأسألك كيف حافظت على شبابك الدائم خاصة أن هذا كان سؤال لأحد أصدقائى عندما علم بمحاورتى لك؟ ضاحكا بقوة هذه مجاملة منك صديقى الجميل! طالما لم تشف غليلى بالإجابة عن سر ماء الشباب الذى تشربه لتظل شباب، يهمنى أن أعرف كيف يتجدد شباب راغب علامه فنيا وغنائيا؟ بالشغف والحب والإخلاص والإيمان بالعمل، طالما لديك هذه الصفات، فضلا عن تقديرك للنعمة التى أنعم الله بها عليك وهى محبة ملايين من الناس، ستستطيع المحافظة على شبابك الفنى، وستتجدد تلقائيا.