من المؤكد أن الحالة التى أعيشها هذه الأيام يشاركنى فيها من المصريين الملايين، فكلما دخل جيبى مبلغ لا يكاد يبقى لساعات إلا وتعود الحالة إلى ما كانت عليه. أصبحت الأموال تتبخر فى الهواء كالبخار، لا تكاد الأموال تدخل الجيوب إلا وتجد لها ألف باب وباب لتخرج منه كما دخلت، وفى كثير من الأحيان لا تصل إلى الجيوب لأن أصحابها من الدائنين يكونون فى انتظارها قبل أن تجد طريقها لجيب صاحبها، ماذا حدث للمصريين؟ أصبحت الجيوب فارغة والأعصاب متوترة، لا تكاد تجلس مع صديق إلا وتجده يعانى مما تعانى منه، زيادة الأسعار وغلاء المعيشة وفاتورة الكهرباء والغاز والمياه والإيجار المرتفع لشقته التى يعيش فيها وزيادة تعربفة المواصلات الخاصة والعامة، كان الله فى عون كل أب وكل أم تعول أسرتها وتربى أولادها. كلما كانت هناك بادرة أمل من الحكومة لزيادة الرواتب يسرع التجار فى رفع الأسعار قبل أن تصل الزيادة إلى أصحابها، الغريب أن الشكوى لم تقتصر على المواطنين والآباء والأمهات فحسب بل وصلت إلى من يقومون برفع الأسعار أنفسهم مثل التجار وملاك العقارات وسائقى السيارات وأصحاب التاكسى وأصحاب المحال. أصبحت الشكوى عامة، ورغم أنها شكوى حقيقية فإن الوضع العام أصبح فى حاجة إلى بحث الأسباب الحقيقية التى وصلت بنا إلى ذلك، فقد أصبح الإنسان لا يستمتع بما يحصل عليه من أموال ورواتب, أحد هذه الأسباب غياب الرقابة وعدم تطبيق القانون على المخالفين من التجار ومنعدمى الضمير الذين يستغلون حاجة الناس فى رفع الأسعار بالشكل الذى يناسبهم، كان الله فى عون أصحاب الجيوب الفارغة. لمزيد من مقالات د. إبراهيم البهى