أعلن المجلس العسكرى فى السودان عن حزمة إجراءات إقتصادية صارمة لمحاربة الفساد وحركة الأموال المشبوهة، فى حين أعلنت الحركة الشعبية فى السودان قطاع الشمال وقف إطلاق النار من جانب واحد كبادرة حسن نية تجاه الحل السلمى للأزمة، فى حين نقل الرئيس السودانى المعزول عمر البشير الذى أطاح به الجيش الأسبوع الماضى إلى سجن كوبر فى الخرطوم. وفى الوقت ذاته، استقبل الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس العسكرى الانتقالى السودانى وفدا سعوديا إماراتيا مشتركاً رفيع المستوي، وذلك بمكتبه بالقيادة العامة للجيش فى الخرطوم. وسلم الوفد البرهان رسالة شفهية تضمنت تحيات قيادتى البلدين الشقيقين واستعدادهما لدعم ومساندة السودان وشعبه فى هذه المرحلة التاريخية المهمة.وأشاد البرهان بالعلاقات المتميزة بين السودان والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، مشددا على الروابط الأزلية التى تربط بين شعوبها. وفق ما أوردت وكالة الأنباء السودانية «سونا». كما بحث الوفد السعودى الإماراتى المشترك مع نائب رئيس المجلس العسكرى الانتقالى الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) العلاقات المتميزة بين السودان والسعودية والإمارات، وجدد الوفد المشترك خلال اللقاء حرص السعودية والإمارات على أمن السودان واستقراره. وقد أعلن المجلس العسكرى فى السودان أمس عن حزمة إجراءات اقتصادية فى إطار محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين. وقال المجلس العسكرى فى بيان، إن بنك السودان المركزى سيقوم بالحجز على الأموال المشبوهة، كما سيتولى مراجعة حركة الأموال التى تمت اعتبارا من مطلع أبريل الحالي. وأضاف البيان أنه سيجرى وقف نقل ملكية أى سهم حتى إشعار آخر مع الإبلاغ عن أى نقل لأسهم أو شركات جرى بصورة مثيرة للشك. وتابع: بنك السودان المركزى سيقوم بالإبلاغ عن أى حركة مشبوهة للأموال جرت خلال الفترة الماضية. كما أصدر رئيس المجلس العسكرى مرسوما دستوريا خاصا بالإفصاح الفورى عن العملة الأجنبية والحسابات المصرفية داخل وخارج السودان، يلزم جميع الوزارات والهيئات والمؤسسات والشركات والكيانات الحكومية وجميع الجهات التى تمتلك حكومة السودان فيها حصة أن تتقدم بالبيانات اللازمة حول الحسابات المصرفية والإيداعات والأوراق المالية والمبالغ النقدية أو أى معادن نفيسة أو مجوهرات داخل وخارج السودان. ويقضى المرسوم بتسليم كل تلك البيانات لبنك السودان المركزى والجهات المختصة، خلال 72 ساعة فقط لإكمال هذه الإجراءات، وإلا ستتم إحالة المخالفين للمساءلة القانونية والمحاكمة بالسجن لمدة لا تتجاوز عشر سنوات أو الغرامة أو العقوبتين معا. وعلى صعيد آخر، نقل الرئيس السودانى المعزول عمر البشير الذى أطاح به الجيش الأسبوع الماضى إلى سجن كوبر فى الخرطوم، وفق ما أكد مصدر من عائلته. وقال المصدر الذى طلب عدم الكشف عن هويته، تم نقل عمر البشير إلى سجن كوبر فى الخرطوم. وتحدث شهود عيان عن انتشار كثيف للجنود ولعناصر قوة الدعم السريع المساندة للجيش خارج السجن الواقع فى شمال الخرطوم. وأضاف الشهود، هناك جنود على متن مركبات مزودة بالرشاشات قرب السجن. وفى هذه الأثناء، واصل عشرات الآلاف من السودانيين اعتصامهم أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، لليوم الحادى عشر،كما انطلقت مظاهرات بالخرطوم يتقدمها الأطباء، أطلق عليها اسم «الموكب الأبيض»، وجاءت كل التصريحات والبيانات الصادرة عن القوى السياسية والمدنية المشاركة والداعمة للاعتصام منسجمة مع الدعوة لمواصلته وتعزيزه حتى تحقيق المطالب المعلنة، بتسليم السلطة إلى حكومة كفاءات مدنية تتولى الفترة الانتقالية، واعتقال كل رموز النظام المتورطين والتحفظ عليهم حتى تقديمهم لمحاكمات عادلة، إلى جانب اعتقال كل قيادات جهاز الأمن والمخابرات، وإعادة هيكلته وتحديد مهامه وصلاحياته، وحل كل مؤسسات النظام الفاسدة وميليشياته من كتائب ظل وشرطة شعبية وغيرها.