توالت ردود الفعل من مختلف أنحاء العالم للتعبير عن الحزن إثر حريق كاتدرائية نوتردام التاريخية بوصفها «رمز فرنسا» وتكثفت رسائل التضامن مع باريس. واعتبر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن الحريق الذى التهم الكاتدرائية يخلف «ألما فى قلوب الروس». وقال بوتين إن كاتدرائية »نوتردام هى رمز تاريخى لفرنسا، وكنز لا يقدر بثمن للثقافة الأوروبية والعالمية، وإحدى أهم أماكن العبادة المسيحية، والمأساة التى حصلت فى تلك الليلة فى باريس خلفت ألما فى قلوب الروس«، وعبر بوتين فى برقية تأييد وجهها إلى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون «وكل الشعب الفرنسي»، كما جاء فى بيان أصدره الكرملين، عن أمله فى أن تتم إعادة ترميم هذه الكاتدرائية الكبري، وعرض أن يرسل إلى فرنسا أفضل الإخصائيين الروس الذين لديهم خبرة واسعة فى ترميم أصرحة التراث العالمى بما يشمل أعمال الهندسة المعمارية التى تعود إلى القرون الوسطي. وفى غضون ذلك، طالب رئيس المجلس الأوروبى دونالد تاسك جميع الدول ال 28 الأعضاء بالمجلس الأوروبى بالمساعدة فى إعادة بناء كاتدرائية نوتردام، مشيرا إلى مسقط رأسه مدينة جدانسك البولندية، التى أعيد بناؤها بعد الحرب العالمية الثانية فى أعقاب تعرضها لدمار كبير. وقال تاسك خلال جلسة للبرلمان الأوروبى بمدينة ستراسبورج الفرنسية «أنتم أيضا سوف تعيدون بناء كاتدرائيتكم»، مضيفا «أدعو جميع الدول الأعضاء بالاتحاد المشاركة فى هذه المهمة». وأضاف «أعلم أنه بإمكان فرنسا القيام بهذه المهمة بمفردها، ولكن ما نتحدث عنه هو أمر أكبر من المساعدة المادية»، موضحا «ما يجمعنا أمر أكثر أهمية وأكثر عمقا من المعاهدات». ومن جانبه، عبر العراق الذى تعرض جزء كبير من تراثه للدمار بسبب الحروب المتكررة وهجمات الإرهابيين التى حولت جزءا كبيرا من مواقعه الأثرية إلى ركام عن تضامنه مع فرنسا غداة الحريق الذى اندلع فى كاتدرائية نوتردام. وقال الرئيس العراقى برهم صالح فى تغريدة على تويتر »العراقيون يقدرون بشكل فريد الألم والشعور بالخسارة التى تصيب شعب فرنسا كما شهدنا مؤخرًا تدمير العديد من تراثنا الثقافى الوطني«. ونقل بيان عن أحمد الصحاف المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية «تلقينا بأسف نبأ الحريق المُروِّع الذى نشب فى كاتدرائيّة نوتردام... وهو معلم تاريخيّ عباديّ ذو قيمة حضاريَّة، ويُمثِّل صرحاً تراثيّاً عالميّاً». وتابع «نُؤكد صدق تعاطفنا، وتضامننا مع الشعب الفرنسيِ حكومة وشعباً لمُواجَهة هذه المحنة». وفى دبي، عبر أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية عن حزنه العميق للحريق الضخم الذى دمر كاتدرائية نوتردام، والذى أدى إلى تدمير أجزاء منها. وقال قرقاش فى تغريدة على حسابه الرسمى بموقع «تويتر»: »حزين جداً للنيران الرهيبة التى تدمر كاتدرائية نوتردام العظيمة، معلم مقدس مهم ليس لفرنسا فقط، كارثة رهيبة لرؤية هذا يحدث«. وفى وقت سابق، قال البابا فرانسيس بابا الفاتيكان إنه «قريب من فرنسا ويصلى من أجل الكاثوليك فى فرنسا وسكان باريس». من جهتها، عبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية عن أسفها »الشديد«، وقالت »إنها تشاطر نظيرتها الفرنسية الحزن بهذا الحريق الأليم الذى مس معلماً حضارياً إنسانياً ودولياً«. وفى طهرن، عبر وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف عن «الحزن لأن نوتردام ... دمرت جزئيا بعد صمودها ل 800 عام فى حروب والثورة الفرنسية، أفكارنا مع الفرنسيين وجميع الكاثوليك». وتحظى مؤلفات فيكتور هوجو مثل «البؤساء» و«أحدب نوتردام» برواج فى إيران، ولا يخفى المرشد الإيرانى على خامنئى إعجابه بالكاتب الفرنسى ومواطنه رومان رولان الحائز جائزة نوبل للآداب.