فى مشهد حزين احترقت كاتدرائية نوتردام أشهر معالم باريس ومن أهم الآثار التاريخية ليس فى فرنسا أو أوروبا ولكن فى العالم كله.. تساقطت أسقف الكنيسة وجدرانها وبرجها الشهير الذى يرتفع 33 مترا.. إن نوتردام لم تكن كنيسة أو كاتدرائية عادية إنها تحفة معمارية عمرها 1500عام وبنيت فى مائة عام ومرت عليها عصور كثيرة وهى شامخة كبناء معمارى عريق..كل من زار باريس كان يقف على شاطئ نهر السين ويشاهد أضواء التاريخ وهى تتحدث عن طراز معمارى نادر يزوره كل عام 13مليون سائح.. إن نوتردام تقع فى قلب باريس القديمة وهى لم تكن بناء تاريخيا استمد أهميته من الجوانب الدينية ولكنها كانت مزارا سياحيا وجماليا ومعماريا لأهم آثار فرنسا..فى ساعات قليلة تسربت النيران إلى المبنى ورغم كل الإمكانات التى استخدمتها قوات المطافئ فإن النيران كانت أسرع فقد سقط البرج الشهير وهو قطعة معمارية لا تعوض وبعد ذلك سقط السقف واندلعت النيران داخل المبنى العتيق وخلال ثلاث ساعات كانت النيران تقضى على الأثر التاريخى الكبير.. إن الخسارة ليست لفرنسا وحدها ولكنها خسارة للعالم كله وللحضارة الإنسانية.. من أجمل الأماكن التى تشاهدها فى باريس أن تهبط على سلم عتيق لتكون قريبا من مياه نهر السين وأمامك أضواء الكاتدرائية بأنوارها المبهرة وإذا دخلت إلى ساحتها تجد متاحف من كل العصور فيها النحت والرسم وعراقة الإبداعات البشرية فى أجمل صورها.. إن أجراس الكاتدرائية العشرة وعمرها مئات السنين حين تنطلق أصواتها فى ليل مدينة النور تعيش معها لحظات روحانية وإبداعية مبهرة.. فى الكاتدرائية العتيقة وثائق وتاريخ وصور لا أحد يعلم مصيرها الآن وماذا فعلت بها النيران.. إن خسارة باريس فى هذا الحريق الدامى لا تعوض رغم أن اليونسكو أعلنت انها ستشارك فى ترميم ما خربته الحرائق..لم تكن المرة الأولى التى تتعرض فيها الكاتدرائية العتيقة للدمار حدث ذلك فى أثناء الثورة الفرنسية ومع نهاية الحرب العالمية الثانية ولكن يبدو أن حريق 2019 هو الأسوأ والأشد فى تاريخ فرنسا كلها..إن باريس تعيش على بعض آثارها النادرة وكانت نوتردام جوهرة مدينة النور التى أظلمت فى ليلة حزينة.. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة