وسط زحمة الأحداث التى تتكاثر كل يوم فى منطقتنا العربية وتدور فى فلك النزاعات والصراعات وهى أحداث لا مثيل لها فى كل دول العالم المتقدم التى تجاوزت مثل هذه المشاهد منذ عقود طويلة من عمر الزمن جاء حدث نجاح العلماء فى التقاط أول صورة على الإطلاق لثقب أسود مما أثار شهية سكان المعمورة فى تتبع قصة الثقب ومعرفة المعلومات الخيالية عنه بفضول كبير ورغبة جامحة فى الوقوف عند أهم المشاهد التى يتكون منها وما هو؟. حدث مثير إلى أبعد الحدود ويفتح باب الخيال واسعا ويطرح التساؤلات هل هناك عالم آخر لا تعرف البشرية عنه شيئا يختفى داخل هذا الثقب وحياة تنمو وتتحرك أم هو المنتهى الذى تتحطم عنده كل الأشياء، لا يسمح بالاقتراب أو الرؤية؟ وكيف السبيل للاقتراب منه وهو مناخ غير مألوف يلتهم كل شيء يبتلع الضوء ويحاط بلهيب من النيران الحارقة، أسئلة كثيرة تشغل بال الإنسان العادى فكيف يراه العلماء؟ الخيال يسبح فيما وراء الخيال العلماء غاصوا فى أعماق البحار رصدوا ما تزخر به أعالى البحار من تفاصيل وحياة واقتحموا الغابات الشاسعة روضوا الأسود والحيوانات المفترسة، واستخرجوا المعادن من جوف الماء ومن قلب الصحراء على أعماق بعيدة وتوصلوا إلى مراحل الجنين فى بطن أمه وصعدوا إلى الفضاء وبطبيعة الأشياء يشغلهم كثيرا الثقب الأسود وهى مهمة شبه مستحيلة وفق المعطيات التى يعلنها العلماء لكن منذ متى استسلم العلم أو اعترف بالمستحيل؟ كانت القاعدة المستخدمة هى الاستناد إلى علوم الفيزياء فى رصد وملاحقة الثقب الأسود ولم تسعف الفيزياء العلماء فى عمليات البحث، وتذكر العلماء الآن ما ذكره فى عام 1916 عالم الرياضيات أينشتاين فى نظريته العامة للنسبية، بوجود ثقوب سوداء ذات جاذبية خارقة تبتلع كل شيء أمامها. فالمعلومات المتداولة عن الثقب تشير إلى أن مساحته تبلغ 40 مليار كيلومتر، هذا الرقم يعنى أنه ضعف حجم الأرض بثلاثة ملايين مرة وعندما يتخيل العقل هذه المساحة حتما قد يفقد الثقة فى القدرة على معرفة سره أو كشف غموضه، وقد شبهه العلماء بالوحش. ويبعد الثقب 500 كوادريليون كيلومتر عن الأرض (كوادريليون يساوى مليون ترليون)، واشترك فى تصويره شبكة من ثمانية تلسكوبات فى جميع أنحاء العالم. أول صورة للثقب الأسود جهد كبير وعظيم لعدد 200 باحث كما قالت العالمة الأمريكية كاتى باومان وهى العالمة التى ينسب لها الفضل فى إنجاز هذا الإعجاز العلمى والتى نجحت بعد 3 سنوات من العمل المتواصل فى التوصل إلى طريقة ملهمة لالتقاط الصورة وهى عالمة كمبيوتر تبلغ من العمر 29 عاما عكفت على تطوير برنامج لاستخدامه فى الكمبيوتر فى مهمة التقاط الصورة على مسافة 500 تريليون كيلومترمن كوكب الأرض. الأرقام الخاصة بالثقب الأسود لا تعرفها البشرية من قبل من حيث الحجم والمدى كما أنه ينهى حقيقة الزمن . الأمر المؤكد أن جهود العلماء لن تتوقف عن ملاحقة سر الثقب الأسود وهى جهود تجرى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وفى الصين وغيرها من الدول التى تشبك مع الفضاء والبحث العلمى وباب العلم مفتوح فالعلماء رسالتهم فى الحياة البحث وفتح الآفاق الجديدة. قد تنجح الجهود العلمية بعد سنوات غير محددة فى كشف غموض الثقب الأسود وعندها سيصفق العالم أجمع للعلماء كما صفق العالم للعالمة كاتى التى سخرت كل إمكاناتها العقلية مع فريقها البحثى المرموق ونجحت فى التقاط أول صورة لحدث يبعد عن الأرض بمسافات لا تقاس ولا يمكن الوصول إليها لكن قدرة العقل البشرى التى هى منحة من الخالق تتجلى فى الابتكار والبحث وتجاوز كل شيء. المستقبل يصنعه العلم والبحث العلمى فكل الدول التى نهضت لديها قاعدة بحث علمى تفتخر بها ولديها خبراء يتطلعون إلى تحقيق الإنجازات التى تغير من وجه الكرة الأرضية وتجعل الحياة فيها أكثر تقدما وتنوعا. لمزيد من مقالات ماهر مقلد