يستعد علماء الفلك القائمين على مشروع ثقب "ساجيتاريوس أي" ، خلال الفترة الفاصلة من 5 إلى 14 أبريل المقبل ، لإلتقاط صورة للثقب الهائل ، ورؤية دوامات الغاز حول حدود أفق الحدث. حيث بدأت أجهزة راديو "تلسكوب أفق الحدث" ، الرابطة بين 9 تلسكوبات في جميع أنحاء العالم، في تجميع المعطيات الخاصة بثقب "ساجيتاريوس أي" ، تمهيدًا لإلتقاط صورة لهذا الثقب الضخم في مركز مجرة درب التبانة، في سابقة تعتبر الأولى من نوعها عالميًا. وسائل الإعلام الفرنسية نقلت عن مدير "المركز الفرنسي للبحث العلمي" ، جان بيير لوميني ،أنه ": "في 1973، كنت أول من احتسب عبر الكمبيوتر ما يمكن أن تبدو عليه صورة الثقب الأسود، والآن بعد 40 عاما من ذلك، سأتمكّن من رؤيته مباشرة". وأضاف أن "تليسكوباتنا لم تكن أبدا بهذه القوة التي عليها اليوم، ونحن لا نعرف الثقوب السوداء إلا بطريقة غير مباشرة، أي عبر النجوم التي تدور حولها"، لافتا أن هذه الثقوب من أكثر الأشياء التي تمتلك سحرا خاصا، كما تعدّ مصدر إلهام لعدد كبير من صناع الأفلام، و"حرب النجوم" أبرز مثال على ذلك. من جانبه، قال صامويل بواسييه، الباحث في مختبر الفيزياء الفلكية بمرسيليا جنوبي فرنسا، أن هذه السابقة الأولى من نوعها من شأنها تأكيد "فهمنا للفيزياء، ولوجود الثقوب السوداء". ومتابعا: "في حال بدت مختلفة عما نرسمه في أذهاننا عن الثقب الأسود، فهذا سيكون أيضا نتيجة مهمة قادرة على توجيه أبحاثنا المستقبلية". ومع أن الثقوب السوداء كامنة في قلب معظم المجرات، إلا أن لا أحد تمكن من تصويرها فوتوغرافيا، فهي مظلمة للغاية، وتمتلك جاذبية قوية جدا حتى أنها تبتلع كل ما يعبرها أو يمرّ فوقها بما في ذلك الضوء. أما مشروع "تلسكوب أفق الحدث"، فيربط بين 9 تلسكوبات حول العالم، بما في ذلك القطب الجنوبي والولايات المتحدةالأمريكية وشيلي وجبال الألب الفرنسية، وقد برمجت بطريقة تجعلها تعمل بمثابة تلسكوب واحد بحجم الأرض. ومما يجعل عملية رصد الثقب الأسود صعبة للغاية هو الغاز الكثيف المتواجد حول أفق الحدث، وهذا الغاز يثيره الحقل المغناطيسي للثقب، ما لم يترك أمام العلماء من حل سوى اللجوء إلى استخدام الموجات الراديوية، والتي تمتلك ميزة التبعثر بشكل أقل لدى اصطدامها بالمواد المحيطة بالثقب.