بالكاد أصبحنا نتذكر المشير والفريق برغم أنه لم يمض سوي شهر واحد فقط علي قرار الرئيس مرسي بإحالتهما إلي التقاعد وتعيين قيادات جديدة قامت بتفكيك المجلس العسكري وإنهاء دور المؤسسة العسكرية في الحكم. ساعد علي هذا النسيان تمكن الرئيس مرسي من إشغال فترة الشهر الذي مضي بالسفريات العديدة التي أصبح يحبها, واللقاءات التي يعقدها, وصلاة كل يوم جمعة في أحد المساجد برغم ما تسببه إجراءات الأمن من مشكلتين للمواطنين, وتستيف أركان الدولة بحسب إختيارات الجماعة في رئاسة الصحف إدارة وتحريرا, وفي المجلس القومي لحقوق الإنسان, والمحافظين الذين أقبلوا علي العمل بنشاط وحماس لدرجة أن محافظا من تعجله لمزاولة نشاطه, ذهب إلي مكتبه بالجلباب! ساعد علي نسيان المشير والفريق ومجلسيهما استعداد المواطنين لغلق صفحة هذه المجموعة التي خيبت آمال كثيرين تصوروا أنها يمكن أن تقف في وجه ما أصبح معروفا بأخونة الدولة, إلا أنه بعد أقل من أربعين يوما حضر فيها الرئيس مرسي إحتفالات تخريج دفعات جديدة من ضباط البحرية والطيران والحربية, وإقترب فيها من المشير ورئيس الأركان, وخبر المجلس العسكري الذي رأس اجتماعا له, حتي اكتشف أن معظمهم شاخ وخفتت قدراته بحكم السن وعشرة مبارك, وأن بقاءهم طويلا في مناصبهم خلق حالة من الضيق كتمها أصحابها الذين تطلعوا بحكم الطبيعة البشرية إلي الترقي ولكن حال دون ذلك إستمرار المجموعة الرابضة في مقاعدها. ثم كان حادث رفح الذي أثار عاصفة من الغضب في نفوس ملايين المصريين الذين كشف لهم الحادث حاجة المؤسسة العسكرية إلي تجديد دمائها وفكرها, ونجح الرئيس مرسي في الإمساك باللحظة وأصدر قراراته التي لم يلمه عليها أحد! ومن المفارقات أنه علي طريقة أصحاب الخيام المنصوبة في ميدان التحرير, فإن المجلس العسكري كان قد نصب لنفسه خيمة صغيرة وضعها أمام القصر الجمهوري أطلق عليها الإعلان الدستوري المكمل, تصور أنها ستوفر له الأمان والبقاء, فبعث مرسي ليلا من أمره بفكها. وإنتهت في لحظات حكاية المجلس العسكري وأصبحنا بالكاد نتذكره! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر